استمرت حالة التصعيد العسكري في العاصمة اليمنية صنعاء أمس مع قيام مسلحين حوثيين بشكل مفاجئ بمهاجمة العاصمة صنعاء من ضاحيتها الجنوبية حين كانت التوقعات ان تبدأ المعركة في شمال العاصمة حيث ساحة اعتصام الحوثيين ومكان مسلحيهم بالقرب من مطار صنعاء الدولي. وقالت مصادر متعددة ل»القدس العربي» «ان المسلحين الحوثيين يتجهون على ما يبدو نحوالسيطرة العسكرية على العاصمة صنعاء انطلاقا من الضاحية الجنوبية لها التي تسمى منطقة السواد (حِزْيَزْ)». وشهدت منطقة السواد الجنوبية في العاصمة صنعاء صباح أمس مواجهات مسلحة عنيفة بين المسلحين الحوثيين والقوات الحكومية إثر قيام الحوثيين بالتمركز في المدارس الحكومية واقتحام المنازل والتمركز في أسطحها بالاضافة إلى التمركز في الهضاب الجبلية المحيطة بمعسكر الاحتياط التابع لقوات الحماية الرئاسية في منطقة السواد. وذكر شهود عيان ان المسلحين الحوثيين قاموا بالتمركز في المدارس الحكومية واقتحموا المنازل الخاصة في المنطقة وقتلوا أحد السكان المحليين اثر رفضه السماح للمسلحين والقناصة الحوثيين بالصعود إلى سطح منزله في الطابق الرابع لاطلاق الرصاص منه ضد القوات الحكومية. وأعلنت اللجنة الأمنية العليا انه «استمرارا للأعمال الخارجة عن النظام والقانون أقدمت العناصر التابعة لجماعة الحوثي المسلحة عصر الثلاثاء على الاعتداء على محطة كهرباء سواد حزيز والتمركز في عدد من المنشآت الحكومية والخدمية». وأضافت «ان عناصر جماعة الحوثي استخدمت في الهجوم أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي نتج عنها مقتل شخص وجرح 15 آخرين من المواطنين، وكذا أفراد من الأمن والقوات المسلحة، بالإضافة إلى إحراق طقم عسكري وانقلاب آخر». وذكر مراقبون ل»القدس العربي» ان «اندلاع هذه المواجهات المسلحة فجأة في منطقة السواد ربما تمت بمساعدة مسلحين قبليين موالين للرئيس السابق علي صالح، بحكم ان هذه المنطقة تقع ضمن نفوذه القبلي، وتعتبر الأقرب لمنطقة سنحان القبلية التي ينتمي اليها صالح». وشعر الرئيس هادي بخطورة الوضع العسكري حول العاصمة صنعاء ففاجأ الجميع صباح أمس بزيارة معسكر السواد التابع لقوات الاحتياط الرئاسية التي يحاول المسلحون الحوثيون السيطرة عليه كمقدمة لاقتحام العاصمة صنعاء ووقعت حوله مواجهات مسلحة عنيفة مع الحوثيين عقب زيارة هادي. وقالت مصادر قريبة من القصر الرئاسي ان «الرئيس هادي قام في وقت مبكر صباح أمس بزيارة مفاجئة إلى معسكر قوات الإحتياط في منطقة السواد، جنوبي العاصمة صنعاء، مرتدياً الزي العسكري لأول مرة منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد مطلع 2012 خلفا للرئيس صالح»، في إشارة واضحة إلى اشتعال معركة العاصمة صنعاء وإلى قيادته بنفسه معركة الدفاع عنها.
