بح صوت الشعب الجنوبي وهو يطالب السعودية ودول الخليج ان يقفوا مع حق في نيل استقلاله. والوقوف مع الحق لا يعني تعديا على حق لصنعاء في الجنوب، بل وقف تعديها على حق الشعب الجنوبي. ولم يلق الجنوب الا صمما، وتصعيرا للخد، ولا مبالاة به. ليس هذا فقط، بل العمل بعكس ذلك، وهو التأكيد على وحدة اليمن، لاحباط الشعب الجنوبي، ولدعم النظام الذي مثل كنزا استراتيجيا لهم، وليس انطلاقا من مبادئ. فأي مبادئ هذه التي تتجاهل ارادة شعب؟ الان تغير النظام الذي مثل كنزا استراتيجيا لهم، ولكن دول الخليج الجاره، التي جعلت من نفسها وصية على ما تعتبره حديقتها الخلفية، ما تزال سادرة في غيها، وتعتقد ان مصالحها هي توضيف الكل بما فيه الجنوب ضد النظام الجديد في صنعاء. ولا تريد ان ترتفع من حضيض السياسة التكتيكية الغبية الى افق استراتجية بعيدة المدى. عدم الاعتراف بالجنوب كشعب له حق في تقرير مصيره، او كدولة تحت الاحتلال، والتعامل معه كورقة، وتبرير ذلك بالوقوف مع وحدة اليمن ورمي ارادة الشعب الجنوبي عرض الحائط، سيؤدي الى ردة فعل غاضبه تجاه دول الخليج، وسيحدث انقسام يؤدي الى تمكن النظام الحالي في صنعاء من بسط هيمنته على الجنوب كاملا. وان تعاطى بشكل ايجابي مع الجنوب، سيؤدي الى قبول هذا النظام والتعاون معه، والانخراط. فاذا كانت دول الخليج مع وحدة اليمن، سيقول الشعب الجنوبي فالتكن وحدة تخرج "اليمن" من وصاية الخليج التي لم تأت الا بالكوارث عندما دعمت نظاما اجراميا فاسدا اكل الاخضر واليابس، واهان شعبه على مستوى الكرة الارضية، واصبح جواز سفره صك للاهانه وانعدام الكرامة. فالنتعاون مع الحوثي اذن، ولنقم دولة يمنية قوية خارجة عن الوصاية الخليجية، واهلا وسهلا بالفرس. وليكن هناك تحالفا استراتيجيا معهم. ولا مانع ان يكون جنوب الجزيرة فارسيا. اليس الفرس بشر مثل غيرهم، وما المهم في هذه الحياة، هل هو الدم العربي الذي احتقرنا والذي تعامل معنا بكل صلف وعنجهية، ام مصالحنا، فالنكن ضمن قوة نتصر فيها لانفسنا، ولا نفقد فيها كل مصالحنا، لا ورقة بين القوى وعامل مساعد لبعضها لم يحترم ارادتنا، نحترق من اجل مصالحهم.