يافع نيوز – سكاي نيوز عربية يستمر الإرهاب في توجيه الضربات الدامية على الأراضي التركية، حاصدا المزيد من الأبرياء الذين يدفعون "ضريبة" كان قد فتح الطريق إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أن تساهل أو تساهلت بلاده مع استخدام تنظيم داعش الإرهابي للأراضي التركية للعبور إلى سوريا، بحسب تقارير صحيفة غربية. وليلة راس السنة شهدت إسطنبول هجوما داميا راح ضحيته 39 شخصا على الأقل، لتبدأ العام الجديد كما بدأت 2016 حين قتل 13 شخصا في تفجير سيارة مفخخة. كشف العلاقة منذ أواخر العام 2014، وتحديدا مع بدء تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بدأت الضغوط الأميركية والدولية تتصاعد على تركيا لدفعها نحو اتخاذ موقف واضح وعملي داخل الائتلاف. وتوجت هذه الضغوط بزيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أنقرة في سبتمبر 2014، وذلك بعد يوم من رفض الأخيرة التوقيع على بيان اجتماع جدة الإقليمي الذي شكل نواة تحالف دولي تشارك فيه 10 دول عربية لمواجهة داعش. كما جاءت في أعقاب رفض تركيا المشاركة في عمليات التحالف الدولي المسلحة ضد التنظيم، بحسب ما أعلن مصدر حكومي تركي آنذاك. وكانت المعارضة التركية قد سبقت الدول الغربية في اتهام الحكومة بالتلكؤ في التحرك ضد داعش. أما أردوغان، فكان قد قال، في تصريحات أعقبت سيطرة داعش على الموصل بالعراق واحتجاز عدد من الأتراك في يونيو 2014، إن الانخراط المباشر في العمليات ضد التنظيم سيقوض مساعي الإفراج عن 46 مواطنا تركيا بينهم دبلوماسي كبير يحتجزهم المتشددون بعد أن استولوا على القنصلية التركية. في يونيو 2016، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا إثر الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار أتاتورك، قالت فيه إن تركيا تدفع ثمن تصعيد عملياتها في الفترة الأخيرة ضد داعش، بعد أن تساهلت في الماضي مع التنظيم الإرهابي. واتهم التقرير السلطات التركية بلعب "دور مركزي ومعقد" في تاريخ تنظيم داعش منذ الإعلان عن تأسيسه مع انتشار الفوضى الناجمة عن القتال في سوريا. حيث وفرت للمسلحين القادمين من الغرب ممرا آمنا عبر حدودها إلى الأراضي السورية، وفق التقرير الذي أشار، في هذا الإطار، إلى أن الدليل على أن إدارة أردوغان غضت الطرف عن مرور المتشددين عبر أراضيها إلى سوريا، هو أختام الدخول على جوازات سفر العديد من المسلحين، والتي تم العثور عليها في ملابس جثث المتطرفين الذين قتلوا في سوريا. كما نقل التقرير عن معلومات استخباراتية أن مسلحي داعش كانوا يستخدمون هواتف تركية للتواصل مع ذويهم في الخارج، كما كانوا يقصدون المناطق الواقعة جنوبي تركيا لقبض تحويلات مالية. التحول في المواقف بدأ الصراع الفعلي بين تركيا وداعش في أواخر شهر يوليو 2015 عندما أطلق مسلحو داعش النار على أفراد من القوات التركية في كيليس من الحدود السورية، الأمر الذي أسفر عن مقتل ضابط وإصابة اثنين. وانتقاما، ردت القوات التركية بإطلاق النار على مقاتلي داعش، ثم قصفت معاقله بالدبابات، كما شنت مقاتلات تركية هجمات صاروخية على أهداف للمتشددين في سوريا، ومواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في العراق. وبعدها طلبت الولاياتالمتحدة استخدام قاعدة إنجرليك الجوية في حربها مع داعش، وهو الطلب الذي وافقت عليه تركيا مقابل وعد بأنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية. ومنذ أواخر العام 2015 وطوال العام المنصرم، شهدت مناطق تركية عدة ولاسيما إسطنبولوأنقرة هجمات دامية أعلن تنظيم داعش عن بعضها، بينما أعلنت فصائل كردية مسلحة المسؤولية عن البعض الآخر. وهو الأمر الذي دفع الإدارة التركية إلى تعزيز وجودها في التحالف الدولي ضد داعش، وتشديد المراقبة على الحدود مع سوريا واعتقال وترحيل المشتبه بانتمائهم لداعش. على أي حال، فقد خلصت الصحيفة الأميركية في تقريرها إلى أن داعش "يعاقب" تركيا بسبب التضييق على تحركاته وتضييق الخناق على عناصره، ويبدو أن هذا ما يحدث بالفعل مع ازدياد الضغوط على التنظيم على كل الجبهات، في سورياوالعراق، وتآكل مناطق سيطرته. Share this on WhatsApp