يافع نيوز- البيان باتت كسر شوكة الانقلابيين في نهم مسألة وقت بعد التقدم المطرد لقوات الشرعية المدعومة من طيران التحالف العربي، وتعد المعركة الدائرة على مشارف صنعاء منذ أربعة أيام هي المعركة المفتاحية لتحرير العاصمة التي طال انتظارها للتخلص من براثن الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من قوات المخلوع، وتتجه أنظار سكانهاها حالياً الى الجبال الشرقية التي سيطل منها فجر الخلاص. ولعل العديد من المراقبين لمعركة البوابة الشرقية لصنعاء يتساءلون عن أهمية هذه المنطقة ذات الطبيعة الجبلية القاسية وأسباب حرص الجيش اليمني على تحريرها أولاً دونما المناطق الأخرى المحيطة بالعاصمة التي يمكن لقوات الشرعية الانطلاق من تلقائها صوب الهدف الكبير، والإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها تأتي من فهم جغرافية مديرية نهم وموقعها الاستراتيجي. مديرية نهم هي أولى مديريات محافظة صنعاء من جهة مأرب وبوابة العاصمة الشرقية، تتجاوز مساحتها 1841 كلم مربع، (أربعة أضعاف مساحة العاصمة أي أنها أكبر بأربع مرات من مساحة العاصمة ذاتها)، وتتميز جغرافيتها بسلاسل جبلية وعرة تطل مباشرة على العاصمة. وتبعد عن وسط صنعاء حوالي 60 كلم، ويبلغ عدد سكانها قرابة 41502 نسمة، بحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004. وتحاذي «نهم» مديرية أرحب، البوابة الشمالية للعاصمة (يشكلان معاً ثلث محافظة صنعاء بأكملها)، ومحافظتي مأرب والجوف (شمال شرق صنعاء)، ومديرية بني حشيش، أولى مناطق العاصمة، وبموقعها الاستراتيجي الهام، يرى مراقبون عسكريون أن استكمال تحريرها سيكون معركة «صنعاء» الأخيرة ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية. ويبررون ذلك بأن معارك ما بعد «نهم» ستكون أسهل بكثير وليست بذات التعقيد الجغرافي الجبلي الوعر الذي يؤخر حسم المعركة ويؤدي إلى تباطؤ التقدم الميداني، مشيرين إلى أن الميليشيات الانقلابية تدرك ذلك جيداً وتستميت بكل ثقلها للدفاع عما تبقى من مديرية نهم، وهي واحدة من أبرز قبائل طوق صنعاء. وبالسيطرة عليها وفق عارفين بجغرافيا المنطقة سينقطع الإمداد عن الحوثيين الذين مازال لهم وجود في مديرية صرواح بمأرب، وقطع أي إمداد قادم من المناطق الجنوبية عن صنعاء، ما يسرع من عملية تحرير العاصمة. وتقدر مصادر ميدانية غير رسمية، أن حوالي 90 في المئة من مساحة نهم بات تحت سيطرة الجيش الوطني. يبدو أن استكمال تحرير «نهم» بات وشيكاً جداً، وهو ما يتضح من التقدم الميداني والسيطرة الكبيرة للجيش الوطني على أجزاء واسعة في وقت قياسي، تحت غطاء كثيف من طيران التحالف العربي. Share this on WhatsApp