يشكل فن الرسم والتخطيط عند المصريين القدامى موضوع معرض خاص في متحف اللوفر يفتح أبوابه اليوم أمام الجمهور ويجمع مائتي قطعة، بينها ثمانون مصدرها المتاحف الأوروبية والأميركية فضلا عن المتحف المصري، لتضاف إلى القطع التي يملكها المتحف الفرنسي الشهير، في أول معرض عالمي حول فن الرسم الفرعوني. وكان الرسم لدى الفراعنة سابقاً على النحت والحفر والهندسة وغيرها من الفنون، إذ كان الشكل يخط رسماً ثم يأتي النحت أو غيره في المرحلة الثانية. وكانت الرسوم تترافق غالباً مع كتابات باللغة الهيروغليفية وهي تقوم أيضاً على عملية رسم وفق قانون تداخل دفع الباحثين طويلا للتأمل في طبيعته. ويقول باحثو الآثار إن نفس اسم «خطاط» الذي يمثله فعل «سيش» الهيروغليفي كان يطلق على كاتب الكلام وراسم الخطوط وملونها. ويستمر هذا المعرض حتى 22 يوليو، ويضم قطعاً فريدة تظهر التقنيات والأدوات القديمة المستخدمة في الرسم من الريشة إلى الأحبار الخاصة، وكيفية الحصول عليها إلى طريقة التعلم وطرق ممارسة الحرفة، إذ كان من الممكن لعائلة أن تتوارث هذا الفن على مدى أجيال طويلة. كما يضم المعرض قطعاً تعرض لطبيعة وخصائص فن الرسم المصري الذي يمتاز بغياب أبعاده وحضور الشخص بشكل جانبي يكون خلالها في حالة عبادة أو في وضعية عمل. ويبين المعرض الخامات التي استخدمت للرسم وفي طليعتها الحجر الذي توجد منه قطع كثيرة جداً، بينها مثلا قطعة صور عليها رأس الفرعون رمسيس الرابع من السلالة العشرين وهو يضع على رأسه التاج الملكي، وهي قطعة يملكها متحف اللوفر. كما استخدم الخشب أيضاً للرسم، وكذلك اللوحات الطينية، لكن قطعاً أخرى بينت استخدام الرسم على خامات طيعة مثل أوراق البردي وأيضاً الكتان الذي كان يستخدم خصوصاً في تحنيط المومياء لدى المصريين. وكثير من القطع المعروضة في اللوفر مصدرها موقع دير المدينة القائم على ضفاف النيل وهو موقع عمل عليه كثيراً علماء الآثار الفرنسيون. وتقترب بعض الرسوم للوجوه مما يعرف ببورتريهات الفيوم، التي أتت في حقبة متأخرة هي الحقبة الرومانية، وهو ما تعزوه جييميت أندرو لانوي، المشرفة على المعرض، إلى «عمل فنانين محليين في أوقات انهيارات الحكم المركزي وضياع القوانين». ويعرض أحد الأفلام صوراً عن الأمكنة الأصلية والمعابد المصرية التي وجدت فيها القطع المعروضة ليضيف لزائر المعرض فكرة عن البيئة التي عثر فيها على القطع. وسينظم اللوفر بمناسبة المعرض عدداً من الندوات حول فن الرسم المصري بمشاركة باحثين معروفين فضلا عن تقديمه دليلا وكتاباً خاصاً بالمعرض الذي سينتقل إلى متحف «الفنون الملكية» في بروكسل اعتباراً من 12 سبتمبر. ويهدف المعرض إلى إلقاء الضوء على هذه الرسوم التي لم تأخذ مكانتها بعد في التراث الإنساني، بعدما أن بقيت منتشرة في مصر القديمة من سقارة إلى وادي الملوك، طيلة ثلاثة آلاف عام. المصدر: صحيفة العرب القطرية