جذب انتباهي، وحاز إعجابي عند تجوالي في متاحف عدن وصنعاء، تلكم التماثيل البرونزية التي نحتها الفنان القديم في اليمن لاحتوائها على نظرة ثاقبة وتأملية فهذه التماثيل سواء لملك أو قائد أو فلاح أو عامل أو امرأة أو رجل، فيها إبداع وأصالة فنية كبيرة. وبالمقارنة مع مانجده في المتاحف العربية في المناطق التي زرتها مثل مصر وسوريا رأيت اهتمام الفنانين فيها بالجسد عند نحت التماثيل، على سبيل المثال في سوريا تمثال ضخم لأسد جسده كبير وقوي ووسطه غزال صغير وهو رمز للرحمة والقوة. لقد اهتم الفنان السوري القديم بتمثال الليث وأعطى جسده حجماً كبيراً بينما صغر الوجه. وفي المتحف المصري من عهد الفراعنة نجد الفنانين المصريين القدماء اهتموا بالأجساد في نحت التماثيل وهم يرمزون إلى القوة والعظمة لأصحابها. على سبيل المثال تمثال الملكة الفرعونية حتشبسوت وهي أشهر ملكة جلست على عرش مصر، ونجد أن الفنان المصري القديم اهتم بجسد الملكة ليعبر عن قوة وجمال المرأة المصرية، وصغر وجهها الذي ترمز نظرته إلى الذكاء. غير ان الفن اليمني القديم اهتم أكثر بوجه التمثال وعلى سبيل المثال تمثال برونزي للملك سمعهلي بنوف دار الكتب بصنعاء هذا التمثال اهتم به الفنان وأعطى اهتماماً أكبر للوجه ففيه شموخ وكبرياء ونظرة تأملية للمستقبل ولم يهتم كثيراً بجسد التمثال وجعله عادياً في الشكل. كما أن الفنان اليمني القديم اهتم أيضاً بزخرفة التماثيل وهي تدل على تطور الفن اليمني بصفة عامة. لذا نأمل القيام بمحاولة لدراسة الفن اليمني القديم حيث نجد قلة من الباحثين والبحوث في هذا الجانب مع اننا نملك معهداً خاصاً بالفنون التشكيلية ونملك كليات خاصة بالتاريخ والآثار، أملنا أن نلفت أنظار الباحثين الى دراسة النحت والفن اليمني القديم لنحصل على المعلومة المهمة في هذا الجانب وحتى نزود الباحثين والدارسين والمهتمين بنحت التماثيل ودراستها الفنية والتاريخية بكل ما يحتاجونه. كما يجد الزائر للمتحف العسكري بكريتر عدن عدداً من القطع الأثرية للأسلحة القديمة والحديثة، إضافة الى لوحات أثرية تبين مراحل بناء الدولة اليمنية القديمة والحديثة .. كما يجد الزائر اليوم في هذا المتحف العسكري آثار بدايات هذا المتحف في الجزء الواقع في الطابق الأرضي .. وفن البناء المعماري اليمني القديم وزخرفة البوابة الرئيسية للمتحف تدل على روعة وعظمة الفنان اليمني في البناء المعماري وزخرفته . وتوجد في الدور الأرضي للمتحف العسكري بعدن أكثر من (600) لوحة فنية وكذلك الكثير من الأعمال الفنية والتماثيل ومجموعة من القطع الأثرية العسكرية ومنها التي استخدمت ضد الاستعمار البريطاني لعدن وفي تحرير عدن ومشاركة الفنانين التشكيليين اليمنيين في تقديم أجمل اللوحات الفنية عن نضال أبناء اليمن في تحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني .. وهذا مازاد من غنى المتحف وهو ما يجعل الزائر يحتاج الى العودة لزيارة المتحف مرات ومرات ليكتشف في كل مرة شيئاً جديداً.