الى ماقبل هذا اليوم 22/مايو/1990م وبعده باشهر قليلة نستطيع ان نسميها اشهر العسل لابناء اليمن ؛ فالى ماقبل ذلكم التاريخ كانت الوحدة اليمنية قوية جدا وراسخة في اعماق قلوبنا لاسيما ابناء الجنوب والذين كان نشيدهم الصباحي يتغنى بالوحدة ؛ ونشيدهم الوطني يتغنى بالوحدة ؛ وخطاباتهم الجماهيرية تهتف بالوحدة ؛ الوحدة التي كان صداها يتردد على مسامعهم اين ماكانوا في ارجاء الجنوب اليمني حتى اصبحت الحلم الجميل الذي يجري في عروقهم … هذه الوحدة كانت في قلوبنا كالسمكة وكانت قلوبنا هي البحر الذي تعيش فما ان خرجت الى ارض الواقع حتى ماتت وانتهت منها الحياة كالسمكة حين تخرج الى السيابسة تتخبط قليلا وتتشنج تشنجات للحظات قليلة ثم تفارق الحياة …. الوحدة اليمنية تمزقت يوم اعلانها وتفككت يوم ازالت البراميل التي كانت تفصل بين البلدين …. من بعد 22/مايو/1990م لم تكن هناك وحدة على الارض اليمنية … اليمن تشظى وتمزق منذو اعلان الوحدة … فقبل الوحدة كنا نتفاخر باننا يمنيون شمالا وجنوبا … ومنذو عام 1990م الى يومنا هذا اصبح اليمن عبارة عن اقطاعات وكانتونات كل قطاع له حكمه وقانونه ودستوره …. فاصبح هناك شمال وجنوب وشمال الشمال …. اليمن الى اقبل هيكلة الجيش كان عبارات عن مراكز قوى فهناك جيش باسم وزارة الدفاع وجيش باسم علي محسن وجيش باسم احمد علي وجيش باسم عمار وجيش باسم يحيى وجيش باسم طارق وجيش باسم الحوثي وجيش باسم ال الاحمر … وعدد ماشئت وكل واحد من هذه التكتلات لايخضع للدولة ولوزارة الدفاع الا عند استلام المخصصات المالية …. في اليمن بعد عام 90م ماتت الوحدة التي كنا نحملها في قلوبنا …ماتت الوحدة التي كانت تعيش بين ضلوعنا … اليمن منذو 22/مايو/1990م المشؤوم اصبح ضحية لاطراف الصراع السياسي ؛ اؤلئك الذين لايعني لهم اليمن سوى غنيمة وفريسة يتاسبقون ويتنافسون فيما بينهم لاخذ اكب قدر واعظم نصيب منها … اليمن مرة بربع قرن تحت اسم واحد اسمه الجمهورية اليمنية … وكان في الواقع ممزق ومتشظي ومشتت ولاوجود للوحدة فيه اطلاقا …. اليمن عانى شتاتا منذو اعان وحدته وتمزقا لم يعرفه من قبل 22مايو ابدا … فاللهم ارحم الوحدة واغفر لها …