الكل سواء أمام آلة القتل والقمع والتدمير اليمنية، لا فرق بين كبير وصغير، بل الأطفال هم الأكثر عرضة للمظالم، والشريحة المستهدفة بكل وسائل التجهيل والتهميش والإقصاء. في المدارس، لا نصيب لهم مما لأطفال العالم، وضع تعليمي مزر تتحول معه الصفوف إلى خرب والكتب إلى رقوق متمزقة والأدوات التعليمية إلى مخلفات مهترئة والمناهج إلى وسيلة لتسميم الأفكار وتبليد العقول وقتل الإبداع وطمس الأحلام. البيوت ليست مكانا آمنا لأطفال الجنوب، كيف تكون كذلك، وجنود الإحتلال لا يكفون عن ترويع سكانها وترهيبهم، بين الفينة الأخرى تقتحم المدرعات العسكرية الأحياء السكنية، تطلق النار على البيوت، تنتهك حرمة المنامات الجميلة، وتملأ الأجواء بارودا، قسوة، ولا مبالاة بالقلوب الطرية والنفوس الغضة. الأمر لا يقتصر على بث الرعب، بل يتعداه إلى سفك الدماء والقتل بضمير بارد، هذا ما حدث لصلاح القحوم وحكيم الحريري ومحمد حمودي وبارميل وحنين وغيرهم، أطفال لم يتحمل الإحتلال اليمني براءتهم وصدقهم وحبهم للحياة واندفاعهم إلى ميادينها وتسابقهم على تلوين صفحاتها، سارع إلى إزهاق أرواحهم، أو ضربهم بالعصي وأعقاب البنادق أو اعتقالهم أو حرمانهم من آبائهم وأمهاتهم. هكذا يريد الإحتلال اليمني تدمير الأجيال الجنوبية حتى لا تقوم للجنوب قائمة ولا يلوح له مستقبل ولا يقوى على النهوض من جديد.