المعلمون الذين بيدهم بعد الله مستقبل جيلنا الصاعد فقراء ومساكين، يستحقون الزكاة، خاصة معلمي المراحل الابتدائية الذين لم تصل مرتباتهم حتى الآن.. ومعلمو المراحل الأولى يستحقون التقدير على الأقل مرتباتهم؛ لأنهم يبذلون جهوداً فوق الجهد لتأسيس المعلومات، بل لتمهيد أذهان الطفولة لتلقّي هذه الأفكار، هؤلاء الأطفال الذين ترميهم أسرهم الأمية أو أسرهم المتعلمة المشغولة إلى المدارس. إن الأستاذ الفقير المشغول رأسه بالأطفال البائسين، وعقله بالبيت المستأجر، وقلبه بظروف الحياة القاسية الأخرى لا يستطيع مهما كانت عبقريته أن ينتج جيلاً عالماً، ويربي أمة محترمة، لهذا فالناتج يكون أن نسلم هذه العقول الطرية الغضة للأفكار الهمجية والتطرف الأسود الذي يجني منه المجتمع دماراً وخراباً وانحرافاً. وللأسف فإننا نسمع أحياناً أن بعض الطلاب يضربون أساتذتهم ويسبونهم بأبشع الألفاظ!!. إن مجتمعنا سيكون بخير عندما يرتفع مرتب الأستاذ إلى مرتب الوزير بل أكثر.. أما حالة الأستاذ اليوم إن في المدرسة الابتدائية أو في الجامعة فهي حالة تحتاج إلى إعادة نظر وتفكير، ولابد أن يتكاتف المجتمع مع الدولة لرد اعتبار الأستاذ المربي. هذا الجيل بدا ظاهر التشوّه، فالصغير لم يعد يحترم الكبير في الأسرة وخارج الأسرة، ولم يعد وجود للتراتب الأخلاقي في المجتمع، إن كثيراً من السلبيات الاجتماعية عائدة إلى أن الأستاذ لم يؤدِ دوره التربوي والتعليمي على النحو المطلوب، وليس هو السبب وحده؛ بل لأن المجتمع لم ينصف المعلم.. متى سيشعر المعلم باهتمام المجتمع به؟!.