المدينة التي لن تركع    الأرصاد الجوية تحذّر من أمطار رعدية في عدة محافظات    شرطة مأرب تضبط كمية من مادة الحشيش قادمة من مناطق المليشيا    تعزيزات مرتبات شهر يونيو 2025    لقب تاريخي.. ماذا ينتظر باريس وإنريكي في أغسطس؟    رئيس جامعة إب يتفقد سير الأداء بكلية العلوم التطبيقية والتربوية والكلية النوعية بالنادرة والسدة    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    مناقشة الإعداد والتجهيز لإحياء فعاليات ذكرى المولد في إب    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    فضيحة الهبوط    "الوطن غاية لا وسيلة".!    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    السامعي: تعز ليست بحاجة لشعارات مذهبية    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    إعلان قضائي    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    ألغام في طريق الكرامة    مرض الفشل الكلوي (15)    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطر يهدد مستقبل الطفولة !
العنف المدرسي..
نشر في الجمهورية يوم 27 - 01 - 2012

ظاهرة ضرب الأطفال في المؤسسات التعليمية لا تزال تمارس ويأتي على رأس هذه الممارسات الضرب المبرح والعقاب القاسي الذي قد لا يتناسب في بعض الأحيان مع حجم الخطأ الذي يرتكبه الطفل أو سنه.
ظاهرة تترك آثارا سلبية
حول هذه الظاهرة وآثارها على الطفل حاضراً ومستقبلاً يقول الدكتور عمر عبده سيف قائد أستاذ علم التربية بجامعة صنعاء:
ظاهرة ضرب الأطفال في المدرسة من قبل المعلم من الظواهر الاجتماعية التي تنتشر في مدارسنا اليوم حيث تعتبر هذه الظاهرة من المشاكل التي تترك آثارا سلبية على شخصية أبنائنا في الحاضر والمستقبل، وتعيق تقدم هذه الشريحة في مجال العلم والاستمرار في الدراسة، حيث يلجأ عدد من المعلمين لاستعمال الضرب بواسطة العصا أو اليد كوسيلة لتعليم التلميذ أو تأديبه حيث بات العقاب الجسدي هو الوسيلة الأنسب لردع الأطفال عن المشاكسات داخل الصف والتهرب من الفروض والواجبات الدراسية اليومية أو التغيب من المدرسة، وهذا العمل من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان لا سيما حقوق الطفل وانتهاك واضح لاتفاقية حقوق الطفل والتي تنص على احترام حقوق الطفل كافة ومنع الأذى الجسدي والنفسي، وتعرض الطفل للعنف والأذى من قبل المعلم يجعل التلميذ يفقد الأمان في هذه المؤسسة الاجتماعية ويتعرض لمشكلات نفسية وجسدية ولحالات من القلق والتوتر وعدم التركيز في الدراسة وكل ذلك يؤثر في نموه العام الجسدي والعقلي والنفسي، كما ويؤثر في حياة الطفل المستقبلية ويجعله ضعيفاً لا شخصية له ولا ثقة له بنفسه ولا بالآخرين.
أساليب متعددة للتربية
وعن طرق وأساليب التربية يقول الدكتور عمر: هناك طرق كثيرة وأساليب لتربية الطفل وتوجيهه أفضل من الضرب قد يكون الضرب هو آخر الحلول وقد يخطئ الآباء في ذلك ويتعجلون في الضرب ويجعلونه الوسيلة الأولى عند أي خطأ يصدر من الطفل، قد ينجح البعض في ضرب الأطفال وقد يفشل الكثير للضرب آثار نفسية على الطفل مستقبلاً قد يجهلها الآباء والأمهات، الضرب أحياناً يولد لدى الطفل أمراض نفسية خطيرة كالاكتئاب والخوف والوحدة والانعزال ويسبب للطفل ضعف بالشخصية وعدم القدرة على الاعتماد على النفس واتخاذ القرار يتمادى الطفل أحياناً ويسبب له الضرب الإصرار على الخطأ والتمادي فيه.
عادات سلبية متوارثة
وأضاف الدكتور عمر: قد يقسو الآباء والأمهات على أبنائهم في التربية دون قصد وهذا أمر خطير فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المربي الأول وهو قدوتنا الأولى( يعامل الأطفال برفق ولم يستخدم الضرب أبداً في تربيته وتعليمه) كل أب وأم يحرص على تربية أطفاله تربية إسلامية صحيحة ونحن في الود كثير منا لديهم أطفال والبعض الآخر قد يكون أباً أو أماً عن قريب.
وتعد ظاهرة ضرب الأطفال في المدارس من ضمن العادات السلبية التي توارثها المجتمع منذ سالف الأزمان، إذ لم يعد الضرب محصوراً في المنازل، بل انتقل وشرع بتأييد ومباركة من الأهالي وطبق في مناهل العلم “ المدارس” وأصبح قانوناً سارياً على من يمتهن التعليم يمارسه ضد “الطلاب” وخاصة في المراحل الابتدائية، فيتعرض الطالب للإيذاء الجسدي من قبل المربي الذي “ كاد أن يكون رسولا” في ذاك المكان المقدس لتحصيل المعرفة والحصن المنيع لدحر الجهل ولعن الظلام.
وهذا يعني أن أكثر الدول المتقدمة في العالم أقدمت على حظر الضرب، الجدير بالذكر أن لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لا تقف من هذا الضرب عند الحظر فحسب بل إنها تعتبره لوناً من ألوان التعذيب، ومضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في ستراسبورغ في تطبيق هذا الحظر بحزم وصرامة وقامت باتخاذ الإجراء المناسب بحق الدول التي لا تلتزم بذلك..
هذا المكان “المدرسة” يجب علينا جميعاً أن نهيئه ليصير محبباً إلى نفوس أبنائنا وجعله متنفساً يعشقه الصغار، ويرتوي من منابعه الصافية والنقية طالب العلم، حينئذ يستطيع أن يعبر بشراع نوره إلى الغد المشرق والمستقبل الواعد...جواً رحب يساعد في عملية التلقي والاستسغاء وحب المعرفة والدراية في جميع وسائل الحياة.....
أما إذا تحولت المدرسة إلى كابوس يؤرق الصغار ليلاً ويشتت أفكارهم نهاراً من خلال الخوف والهلع الذي يصيب طالب العلم في أولى سنينه التعليمية فتلك بحق كارثة يتجسد تأثيرها في حالات عدة منها النفسية والاجتماعية والجنسية.
تراجع معدل الذكاء لدى الأطفال
3 هل لظاهرة ضرب الأطفال آثار سلبية على ذكائهم؟
ضرب الأطفال المتكرر علي أيدي مربيهم يعوق النمو العقلي والذكاء لدى هؤلاء الأطفال حيث أفادت دراسة قامت بها إحدى الباحثات البارزات في هذا الأمر في الولايات المتحدة، حيث أفادت أن ارتفاع معدلات ذكاء الأطفال ربما يعود جزئياً إلى تراجع حدة العقوبات البدنية على الصعيد الوطني، وكانت صاحبة وجهة النظر هذه هي موراي ستراوس ، أستاذة علم النفس، والمديرة المشاركة لمختبر بحوث الأسر في جامعة نيو هامبشير، الباحثة وأفادت هذه الدراسة التي شملت 17ألف طالب جامعي من 32بلداً أنه كلما زاد معدل إيقاع العقوبات البدنية على الأطفال، تراجع معدل الذكاء في ذلك البلد الذي يشهد مثل هذه الظاهرة، وقد ورد ذلك في مقدمة العرض الخاص بهذا البحث العالمي الجديد وقد عمل فريق البحث كذلك على إعداد تقارير خاصة عن معدل الذكاء لدى أطفال أمريكيين من الفئة العمرية24سنوات، وكذلك من 59سنوات ( 806أطفال في العينة الأولى ، 804أطفال في العينة الثانية) وقد تبين أن الأطفال الذين لا يضربون، ولا يصفعون، ارتفعت لديهم معدلات الذكاء بخمس نقاط بالمقارنة بأولئك الذين كانوا يتلقون الضرب والصفعات.
الآثار الجنسية
حينما يفقد الطالب الأمل في المدرسة فإنه يبدو مشرداً خارج أسوارها، وحتماً سيتعرض للاستغلال الجنسي أثناء تواجده في الأماكن المشبوهة...
ومن ناحية أخرى فقد كشف بحث علمي حديث ، أشرف عليه خبير في العنف المنزلي من جامعة نيوهامبشير، أن ضرب الأطفال يؤثر سلباً على حياتهم الجنسية عندما يبلغون سن الرشد.
وطالب شتراوس الخبراء في مجال طب الأطفال والهيئات الراعية لهم بالعمل معاً على التحذير من مخاطر الضرب، كما أنه أعرب عن رغبته في حث المشرعين على اتخاذ موقف إزاء تخصيص موازنة لنشر الوعي بين المدارس حول مخاطر العقاب البدني.
تعريف الطفل
وحول أشكال العنف ضد الأطفال تحدثت الدكتورة أمل عبدالقادر المريسي أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء حيث قالت:
قبل الخوض في أشكال العنف ضد الأطفال لابد لنا أولاً أن نعرف”الطفل” حسب التصنيفات الدولية المعتمدين فالطفل وفق ماهو متعارف عليه دولياً هو”كل إنسان لم يبلغ سن الثامنة عشرة” وقد أقرت حقوق الأطفال في شرعة دولية أطلق عليها اسم “اتفاقية حقول الطفل” وقعه عليها جميع دول العالم باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، ولابد لنا أيضاً من الإشارة إلى أن الخوض في مثل هذا الموضوع الشائك يظل قاصراً وتنقصه الدقة العلمية وذلك لعدم توفر إحصائيات علمية دقيقة وكذلك عدم وجود مراكز أبحاث متخصصة تعنى بهذا الموضوع أي أننا لا نملك لمعالجة هذا الموضوع أية مصادر ميدانية باستثناء بعض التحقيقات الصحفية المتفرقة والاستطلاعات والدراسات المبنية على أساس العينة العشوائية في الغالب والتي يقوم بها بعض الأفراد من مختصين أو صحفيين بجهودهم الشخصية، إلا أن مثل هذه الدراسات والتحقيقات ليست عديمة الجدوى والفائدة وإنما تعطي مؤشراً جيداً حول وضع الطفل بشكل عام من حيث تعرضه للعنف والاضطهاد والممارسات اللا إنسانية، وتحمل بعض الدلالات والمؤشرات على الاتجاه العام لهذه الظاهرة.
أشكال متعددة من العنف
وعند الحديث عن العنف الذي يمارس ضد الأطفال فإننا نتحدث عن أشكال متعددة من العنف يمكن أن نوجزها في التالي:
1 العنف المنزلي: وهو العنف الجسدي أو النفسي الذي يمارس ضمن إطار الأسرة الواحدة سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة، حيث لا يوجد أي قانون أو عرف اجتماعي يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي في إطار ما يتبنيانه من أساليب تربوية، وليس القصد بالضرب هنا الضرب التربوي (أو التأديبي كما يصطلح عليه البعض) وإنما العنف الجسدي كالضرب المبرح سواء باليد أو باستخدام أداة معينة. ورغم أن البعض يحاول إلصاق مثل هذا الفعل في الأسر غير المتعلمة أو غير المثقفة أو الفقيرة دون سواها، إلا أن ذلك غير دقيق، حيث تثبت الوقائع أن مثل هذه الممارسات تتم حتى بين الأسر المثقفة والمتعلمة وغيرها بدون استثناء ما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة بوجه عام، كذلك هو الحال بالنسبة للعنف النفسي كالشتم والسباب والتقريع الحاد أو التغيير، أو الحبس في مكان مغلق كالحمام مثلاً لساعات طويلة، أو غير ذلك من أساليب التعذيب النفسي التي تضاهي أحياناً ما يتبدعه أكثر المجرمين والمعذبين تمرساً. كذلك من بين أشكال العنف المنزلي تقرير مستقبل الأطفال باختيار الدراسة أو العمل الذي قد لا يتناسب مع ميولهم وقدراتهم وكذلك إجبارهم على العمل وترك الدراسة وما إلى ذلك من أمور.
2 العنف المدرسي
وفي دراسة قمت بها في اليمن وجدت أن أكثر من نصف مليون طفل يعملون في صنعاء وحدها وأكثر من 200ألف تلميذ يتسربون من المدارس ويتوجهون لسوق العمل دون سن 15 سنة ويعمل معظمهم في مسح الأحذية وتنظيف السيارات والأعمال المنزلية والزراعية والأفران والمخابز بسبب الممارسات التربوية الخاطئة في مؤسساتنا التعليمية وقد طالعتنا عدد من الأسر بحالات وصل فيها الضرب في أولادها إلى حد التسبب في حدوث كسور أو رضوض أو نزيف بل إن بعض الحالات أدت إلى الوفاة ومع ذلك نجد أن إدارات المدارس تحاول التبرير ولانسمع عن عقوبة رادعة توقعها الجهات الرسمية على مرتكبي هذه الجرائم وفي كثير من الأحيان يتسبب هذا النوع من العنف ضد الأطفال وبالأخص في مرحلة المراهقة أي في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى ظهور حالة من العنف المضاد لدى الطفل فتبدأ معادلة العنف والعنف المضاد تبث سمومها الاجتماعية والأخلاقية وتدمي بآثارها السلبية على العملية التربوية ..كذلك من بين أنواع العنف المدرسي كماهو الحال بالنسبة للعنف المنزلي استخدام الشتائم والتقريع الحاد وجميع أشكال العنف النفسي كما يضاف إلى ذلك التمييز بين الطلاب على أساس أن هذا ينتمي لأسرة بسيطة وآخر ينتمي لأسرة ذات سطوة ونفوذ وهذا الأمر يعنف أيضاً فمن العنف النفسي ضد الأطفال.
3 رغم أن أغلب الأسر تعتمد إلزامية التعليم بالأخص في المرحلة الابتدائية،إلا أنه لاتزال العديد من حالات التسرب من التعليم تسجل وتتفاوت نسبة التسرب من مدرسة لآخر تبعاً لعدة عوامل وظروف،وتتجه الغالبية العظمى من المتسربين من التعليم إلى سوق العمل بالأخص إذا كان هذا التسرب ناتجاً عن تأثيرات العامل الاقتصادي والفقر،وحتى في حال استمرار الطفل في المدرسة وعدم تسربه من التعليم،فإنه قد يتجه للعمل في فترة العطلة الصيفية بهدف تحسين الوضع المالي للأسرة،ويفضل بعض أصحاب الأعمال والتجار والحرفيون تشغيل الأطفال كماهو معلوم لسببين رئيسيين هما تدني مستوى الأجر وإمكانية السيطرة عليهم،وفي موقع العمل يتعرض الطفل لأشكال متعددة من الامتهان والإهانة والإجهاد،كما يتعرض للعنفين الجسدي والنفسي تحت ستار مصلحة الطفل تماماً كما هو الحال في المدرسة والمنزل،ويأتي سكوت الأهل على مثل هذه الممارسة ضد أطفالهم في الغالب من حقيقة الحاجة للعمل والقوت وخوف الأسرة من فقدان هذا الطفل لهذه المهنة، وحتى إذا لم يتعرض الطفل لأشكال العنف الظاهري سواء الجسدي أو النفسي، فإن مجرد تشغيل الطفل لساعات طويلة، وإرهاقه بالأعمال التي تفوق قدرته وطاقته يعتبر اعتداءً صارخاً على الطفل.
4 العنف في الشارع
ضمن هذه المنظومة الاجتماعية والأخلاقية،من الطبيعي أن ينعكس العنف الموجود في الإطارات الضيقة كالمنزل والمدرسة ومكان العمل على المجتمع بمفهومه الواسع،وتكون النتيجة بالتالي إمكانية تعرض الطفل لأي شكل من أشكال العنف من قبل الآخرين لاسيما مع افتقار هذا الطفل للحماية الكافية،كما أن ما يمارس ضد الأطفال من عنف ينعكس بصورة مباشرة على نفسياتهم حيث تتحول شخصية الطفل في هذه الحال إلى العدائية والعدوان وتتعزز في نفسه رغبة الانتقام من المجتمع المحيط ،الأمر الذي يشجع على ظهور الجريمة.
العنف الجنسي”الاعتداءات الجنسية”:
رغم أن حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال أقل ظهوراً من أشكال العنف الأخرى،إلا أن ذلك لايعني بالضرورة قلة حدوثها وذلك لارتباطها هذا النوع من الممارسات بالعار والفضيحة، وتندرج تحت هذا النوع عدة أنواع فرعية أخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الاعتداء على المحارم
وهو أحد الأنواع التي بدأت تشيع في الآونة الأخيرة وبدأت مختلف وسائل الإعلام بتناولها، أو بالأصح بتناول ما يصل منها إلى حد الشيوع ومن أمثلتها اعتداء الأب على ابنته والأخ على أخته والعم على ابنة أخيه وزوج الأم على ابنة زوجته، والعديد من الأشكال الأخرى، وليس هذا النوع من الاعتداءات مقتصرا على البنات فقط وإنما يقع الأولاد ضحية له أيضاً.
الاغتصاب
ويقصد به الاعتداءات الجنسية من غير المحارم سواء على الأولاد أو البنات،وبكل آسف تعاني أيضاً هذه الظاهرة من الافتقار إلى الاحصائيات والأرقام الصحيحة.
جرائم الشرف
6 العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
ويقع العنف ضد هذه الفئة بصورة مضاعفة أولاًُ بسبب طفولتهم من جهة وبسبب ظروفهم الخاصة من جهة أخرى.
ويندرج تحت هذه الفئة :المعاقون الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعليم الأيتام المشردون الجانحون.
تفاقم الظاهرة
وحول العوامل المؤثرة في تفاقم الظاهرة تقول د. أمل حول هذا الجانب:
رغم الانخفاض الملحوظ في هذه الظاهرة بشكل عام،إلا أنها لاتزال قائمة ولاتزال تعاني من الارتفاع في بعض المجتمعات ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل أبرزها:
1 ضعف الوازع الديني والقيم الأخلاقية:
حيث يلاحظ ارتفاع هذه الظاهرة وشيوعها في المجتمعات غير المتدنية أو المتدنية ظاهرياً،بمعنى أنها تتخذ قشور الدين فقط إلا أن الوازع فيها يكون ضعيفاً.
2 ضعف الوعي وتدني المستوى الثقافي:
الارتباط هنا أيضاً عكسي حيث كلما قل الوعي زاد معدل الظاهرة.
3 وجود المغريات وعناصر الفساد في المجتمع:
كالخمور والدعارة وعدم الحشمة وما إلى ذلك من أمور،وهي ما تتسبب في تعرض الأطفال للعنف الجسدي في الغالب نتيجة الوقوع تحت تأثير المسكرات،وكذلك الاعتداءات الجنسية نتيجة حالة الهيجان الجنسي بسبب رؤية المشاهد الخلاعية وغيرها.
4 عدم جدية العمل الاجتماعي والحقوقي:
حيث أن بعض الهيئات أو الجمعيات الاجتماعية والحقوقية تركز على الجانب الإعلامي وتعمد إلى تضخيم ماتقوم به من فعاليات دون التركيز على مضمون العمل نفسه.
5 ضعف الجانب التربوي
إجراءات علاجية للحد من الظاهرة
وطرحت د.أمل المريسي عدد من الحلول والإجراءات العلاجية للحد من هذه الظاهرة حيث قالت:
من خلال ماتقدم من حديث يمكننا أن نلخص الإجراءات العلاجية والوقائية للحد من هذه الظاهرة في التالي:
1 العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين.
2 وضع الأنظمة والتشريعات التي تضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المدارس.
3 محاربة ظاهرة عمالة الأطفال من قبل الدولة والمجتمع.
4 تعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة،وتسخير الأعمال الدرامية لخدمة مثل هذه الفرص.
5 تقين العمل التطوعي ومتابعته.
6 وضع الحلول الناجعة لتسرب الأطفال من المدارس.
7 محاربة المغريات في المجتمع.
8 إيجاد وسائل الترفيه السليم والنافع.
9 تعزيز الحريات السياسية للابتعاد عن حالات الكبت السياسي التي قد تظهر في صور سلبية متعددة من بينها الاعتداء على الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.