فعالية نسائية في الحديدة بذكرى الشهيد ووقفة تضامنية مع فلسطين    صنعاء : قرار تعيين ..    حماس : العدو يخرق اتفاق غزة يوميا .. واستشهد 271 فلسطينيا بشهر    إدريس يدشن حملة بيطرية لتحصين المواشي في البيضاء    صنعاء.. تعمّيم بإعادة التعامل مع شبكة تحويلات مالية بعد 3 أيام من إيقافها    قبائل شدا الحدودية تُعلن النفير والجهوزية لمواجهة الأعداء    "حماس" تطالب بفتح معبر "زيكيم" لإدخال المساعدات عبر الأردن    لحج: الطليعة يبدأ بطولة 30 نوفمبر بفوز عريض على الهلال    صنعاء.. اعتقال الدكتور العودي ورفيقيه    التوقيع على اتفاقية انشاء معمل للصناعات الجلدية في مديرية بني الحارث    وبعدين ؟؟    اليوم العالمي للمحاسبة: جامعة العلوم والتكنولوجيا تحتفل بالمحاسبين    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    الجدران تعرف أسماءنا    قرارات حوثية تدمر التعليم.. استبعاد أكثر من ألف معلم من كشوفات نصف الراتب بالحديدة    تمرد إداري ومالي في المهرة يكشف ازدواج الولاءات داخل مجلس القيادة    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    شبوة تحتضن بطولة الفقيد أحمد الجبيلي للمنتخبات للكرة الطائرة .. والمحافظ بن الوزير يؤكد دعم الأنشطة الرياضية الوطنية    موسم العسل في شبوة.. عتق تحتضن مهرجانها السنوي لعسل السدر    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تُنظم فعالية خطابية وتكريمية بذكرى سنوية الشهيد    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطر يهدد مستقبل الطفولة !
العنف المدرسي..
نشر في الجمهورية يوم 27 - 01 - 2012

ظاهرة ضرب الأطفال في المؤسسات التعليمية لا تزال تمارس ويأتي على رأس هذه الممارسات الضرب المبرح والعقاب القاسي الذي قد لا يتناسب في بعض الأحيان مع حجم الخطأ الذي يرتكبه الطفل أو سنه.
ظاهرة تترك آثارا سلبية
حول هذه الظاهرة وآثارها على الطفل حاضراً ومستقبلاً يقول الدكتور عمر عبده سيف قائد أستاذ علم التربية بجامعة صنعاء:
ظاهرة ضرب الأطفال في المدرسة من قبل المعلم من الظواهر الاجتماعية التي تنتشر في مدارسنا اليوم حيث تعتبر هذه الظاهرة من المشاكل التي تترك آثارا سلبية على شخصية أبنائنا في الحاضر والمستقبل، وتعيق تقدم هذه الشريحة في مجال العلم والاستمرار في الدراسة، حيث يلجأ عدد من المعلمين لاستعمال الضرب بواسطة العصا أو اليد كوسيلة لتعليم التلميذ أو تأديبه حيث بات العقاب الجسدي هو الوسيلة الأنسب لردع الأطفال عن المشاكسات داخل الصف والتهرب من الفروض والواجبات الدراسية اليومية أو التغيب من المدرسة، وهذا العمل من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان لا سيما حقوق الطفل وانتهاك واضح لاتفاقية حقوق الطفل والتي تنص على احترام حقوق الطفل كافة ومنع الأذى الجسدي والنفسي، وتعرض الطفل للعنف والأذى من قبل المعلم يجعل التلميذ يفقد الأمان في هذه المؤسسة الاجتماعية ويتعرض لمشكلات نفسية وجسدية ولحالات من القلق والتوتر وعدم التركيز في الدراسة وكل ذلك يؤثر في نموه العام الجسدي والعقلي والنفسي، كما ويؤثر في حياة الطفل المستقبلية ويجعله ضعيفاً لا شخصية له ولا ثقة له بنفسه ولا بالآخرين.
أساليب متعددة للتربية
وعن طرق وأساليب التربية يقول الدكتور عمر: هناك طرق كثيرة وأساليب لتربية الطفل وتوجيهه أفضل من الضرب قد يكون الضرب هو آخر الحلول وقد يخطئ الآباء في ذلك ويتعجلون في الضرب ويجعلونه الوسيلة الأولى عند أي خطأ يصدر من الطفل، قد ينجح البعض في ضرب الأطفال وقد يفشل الكثير للضرب آثار نفسية على الطفل مستقبلاً قد يجهلها الآباء والأمهات، الضرب أحياناً يولد لدى الطفل أمراض نفسية خطيرة كالاكتئاب والخوف والوحدة والانعزال ويسبب للطفل ضعف بالشخصية وعدم القدرة على الاعتماد على النفس واتخاذ القرار يتمادى الطفل أحياناً ويسبب له الضرب الإصرار على الخطأ والتمادي فيه.
عادات سلبية متوارثة
وأضاف الدكتور عمر: قد يقسو الآباء والأمهات على أبنائهم في التربية دون قصد وهذا أمر خطير فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المربي الأول وهو قدوتنا الأولى( يعامل الأطفال برفق ولم يستخدم الضرب أبداً في تربيته وتعليمه) كل أب وأم يحرص على تربية أطفاله تربية إسلامية صحيحة ونحن في الود كثير منا لديهم أطفال والبعض الآخر قد يكون أباً أو أماً عن قريب.
وتعد ظاهرة ضرب الأطفال في المدارس من ضمن العادات السلبية التي توارثها المجتمع منذ سالف الأزمان، إذ لم يعد الضرب محصوراً في المنازل، بل انتقل وشرع بتأييد ومباركة من الأهالي وطبق في مناهل العلم “ المدارس” وأصبح قانوناً سارياً على من يمتهن التعليم يمارسه ضد “الطلاب” وخاصة في المراحل الابتدائية، فيتعرض الطالب للإيذاء الجسدي من قبل المربي الذي “ كاد أن يكون رسولا” في ذاك المكان المقدس لتحصيل المعرفة والحصن المنيع لدحر الجهل ولعن الظلام.
وهذا يعني أن أكثر الدول المتقدمة في العالم أقدمت على حظر الضرب، الجدير بالذكر أن لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لا تقف من هذا الضرب عند الحظر فحسب بل إنها تعتبره لوناً من ألوان التعذيب، ومضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في ستراسبورغ في تطبيق هذا الحظر بحزم وصرامة وقامت باتخاذ الإجراء المناسب بحق الدول التي لا تلتزم بذلك..
هذا المكان “المدرسة” يجب علينا جميعاً أن نهيئه ليصير محبباً إلى نفوس أبنائنا وجعله متنفساً يعشقه الصغار، ويرتوي من منابعه الصافية والنقية طالب العلم، حينئذ يستطيع أن يعبر بشراع نوره إلى الغد المشرق والمستقبل الواعد...جواً رحب يساعد في عملية التلقي والاستسغاء وحب المعرفة والدراية في جميع وسائل الحياة.....
أما إذا تحولت المدرسة إلى كابوس يؤرق الصغار ليلاً ويشتت أفكارهم نهاراً من خلال الخوف والهلع الذي يصيب طالب العلم في أولى سنينه التعليمية فتلك بحق كارثة يتجسد تأثيرها في حالات عدة منها النفسية والاجتماعية والجنسية.
تراجع معدل الذكاء لدى الأطفال
3 هل لظاهرة ضرب الأطفال آثار سلبية على ذكائهم؟
ضرب الأطفال المتكرر علي أيدي مربيهم يعوق النمو العقلي والذكاء لدى هؤلاء الأطفال حيث أفادت دراسة قامت بها إحدى الباحثات البارزات في هذا الأمر في الولايات المتحدة، حيث أفادت أن ارتفاع معدلات ذكاء الأطفال ربما يعود جزئياً إلى تراجع حدة العقوبات البدنية على الصعيد الوطني، وكانت صاحبة وجهة النظر هذه هي موراي ستراوس ، أستاذة علم النفس، والمديرة المشاركة لمختبر بحوث الأسر في جامعة نيو هامبشير، الباحثة وأفادت هذه الدراسة التي شملت 17ألف طالب جامعي من 32بلداً أنه كلما زاد معدل إيقاع العقوبات البدنية على الأطفال، تراجع معدل الذكاء في ذلك البلد الذي يشهد مثل هذه الظاهرة، وقد ورد ذلك في مقدمة العرض الخاص بهذا البحث العالمي الجديد وقد عمل فريق البحث كذلك على إعداد تقارير خاصة عن معدل الذكاء لدى أطفال أمريكيين من الفئة العمرية24سنوات، وكذلك من 59سنوات ( 806أطفال في العينة الأولى ، 804أطفال في العينة الثانية) وقد تبين أن الأطفال الذين لا يضربون، ولا يصفعون، ارتفعت لديهم معدلات الذكاء بخمس نقاط بالمقارنة بأولئك الذين كانوا يتلقون الضرب والصفعات.
الآثار الجنسية
حينما يفقد الطالب الأمل في المدرسة فإنه يبدو مشرداً خارج أسوارها، وحتماً سيتعرض للاستغلال الجنسي أثناء تواجده في الأماكن المشبوهة...
ومن ناحية أخرى فقد كشف بحث علمي حديث ، أشرف عليه خبير في العنف المنزلي من جامعة نيوهامبشير، أن ضرب الأطفال يؤثر سلباً على حياتهم الجنسية عندما يبلغون سن الرشد.
وطالب شتراوس الخبراء في مجال طب الأطفال والهيئات الراعية لهم بالعمل معاً على التحذير من مخاطر الضرب، كما أنه أعرب عن رغبته في حث المشرعين على اتخاذ موقف إزاء تخصيص موازنة لنشر الوعي بين المدارس حول مخاطر العقاب البدني.
تعريف الطفل
وحول أشكال العنف ضد الأطفال تحدثت الدكتورة أمل عبدالقادر المريسي أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء حيث قالت:
قبل الخوض في أشكال العنف ضد الأطفال لابد لنا أولاً أن نعرف”الطفل” حسب التصنيفات الدولية المعتمدين فالطفل وفق ماهو متعارف عليه دولياً هو”كل إنسان لم يبلغ سن الثامنة عشرة” وقد أقرت حقوق الأطفال في شرعة دولية أطلق عليها اسم “اتفاقية حقول الطفل” وقعه عليها جميع دول العالم باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، ولابد لنا أيضاً من الإشارة إلى أن الخوض في مثل هذا الموضوع الشائك يظل قاصراً وتنقصه الدقة العلمية وذلك لعدم توفر إحصائيات علمية دقيقة وكذلك عدم وجود مراكز أبحاث متخصصة تعنى بهذا الموضوع أي أننا لا نملك لمعالجة هذا الموضوع أية مصادر ميدانية باستثناء بعض التحقيقات الصحفية المتفرقة والاستطلاعات والدراسات المبنية على أساس العينة العشوائية في الغالب والتي يقوم بها بعض الأفراد من مختصين أو صحفيين بجهودهم الشخصية، إلا أن مثل هذه الدراسات والتحقيقات ليست عديمة الجدوى والفائدة وإنما تعطي مؤشراً جيداً حول وضع الطفل بشكل عام من حيث تعرضه للعنف والاضطهاد والممارسات اللا إنسانية، وتحمل بعض الدلالات والمؤشرات على الاتجاه العام لهذه الظاهرة.
أشكال متعددة من العنف
وعند الحديث عن العنف الذي يمارس ضد الأطفال فإننا نتحدث عن أشكال متعددة من العنف يمكن أن نوجزها في التالي:
1 العنف المنزلي: وهو العنف الجسدي أو النفسي الذي يمارس ضمن إطار الأسرة الواحدة سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة، حيث لا يوجد أي قانون أو عرف اجتماعي يمنع الأبوين من ممارسة الضرب أو أي شكل من أشكال العنف الجسدي في إطار ما يتبنيانه من أساليب تربوية، وليس القصد بالضرب هنا الضرب التربوي (أو التأديبي كما يصطلح عليه البعض) وإنما العنف الجسدي كالضرب المبرح سواء باليد أو باستخدام أداة معينة. ورغم أن البعض يحاول إلصاق مثل هذا الفعل في الأسر غير المتعلمة أو غير المثقفة أو الفقيرة دون سواها، إلا أن ذلك غير دقيق، حيث تثبت الوقائع أن مثل هذه الممارسات تتم حتى بين الأسر المثقفة والمتعلمة وغيرها بدون استثناء ما يعكس وجود ثقافة تربوية غير صحيحة بوجه عام، كذلك هو الحال بالنسبة للعنف النفسي كالشتم والسباب والتقريع الحاد أو التغيير، أو الحبس في مكان مغلق كالحمام مثلاً لساعات طويلة، أو غير ذلك من أساليب التعذيب النفسي التي تضاهي أحياناً ما يتبدعه أكثر المجرمين والمعذبين تمرساً. كذلك من بين أشكال العنف المنزلي تقرير مستقبل الأطفال باختيار الدراسة أو العمل الذي قد لا يتناسب مع ميولهم وقدراتهم وكذلك إجبارهم على العمل وترك الدراسة وما إلى ذلك من أمور.
2 العنف المدرسي
وفي دراسة قمت بها في اليمن وجدت أن أكثر من نصف مليون طفل يعملون في صنعاء وحدها وأكثر من 200ألف تلميذ يتسربون من المدارس ويتوجهون لسوق العمل دون سن 15 سنة ويعمل معظمهم في مسح الأحذية وتنظيف السيارات والأعمال المنزلية والزراعية والأفران والمخابز بسبب الممارسات التربوية الخاطئة في مؤسساتنا التعليمية وقد طالعتنا عدد من الأسر بحالات وصل فيها الضرب في أولادها إلى حد التسبب في حدوث كسور أو رضوض أو نزيف بل إن بعض الحالات أدت إلى الوفاة ومع ذلك نجد أن إدارات المدارس تحاول التبرير ولانسمع عن عقوبة رادعة توقعها الجهات الرسمية على مرتكبي هذه الجرائم وفي كثير من الأحيان يتسبب هذا النوع من العنف ضد الأطفال وبالأخص في مرحلة المراهقة أي في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى ظهور حالة من العنف المضاد لدى الطفل فتبدأ معادلة العنف والعنف المضاد تبث سمومها الاجتماعية والأخلاقية وتدمي بآثارها السلبية على العملية التربوية ..كذلك من بين أنواع العنف المدرسي كماهو الحال بالنسبة للعنف المنزلي استخدام الشتائم والتقريع الحاد وجميع أشكال العنف النفسي كما يضاف إلى ذلك التمييز بين الطلاب على أساس أن هذا ينتمي لأسرة بسيطة وآخر ينتمي لأسرة ذات سطوة ونفوذ وهذا الأمر يعنف أيضاً فمن العنف النفسي ضد الأطفال.
3 رغم أن أغلب الأسر تعتمد إلزامية التعليم بالأخص في المرحلة الابتدائية،إلا أنه لاتزال العديد من حالات التسرب من التعليم تسجل وتتفاوت نسبة التسرب من مدرسة لآخر تبعاً لعدة عوامل وظروف،وتتجه الغالبية العظمى من المتسربين من التعليم إلى سوق العمل بالأخص إذا كان هذا التسرب ناتجاً عن تأثيرات العامل الاقتصادي والفقر،وحتى في حال استمرار الطفل في المدرسة وعدم تسربه من التعليم،فإنه قد يتجه للعمل في فترة العطلة الصيفية بهدف تحسين الوضع المالي للأسرة،ويفضل بعض أصحاب الأعمال والتجار والحرفيون تشغيل الأطفال كماهو معلوم لسببين رئيسيين هما تدني مستوى الأجر وإمكانية السيطرة عليهم،وفي موقع العمل يتعرض الطفل لأشكال متعددة من الامتهان والإهانة والإجهاد،كما يتعرض للعنفين الجسدي والنفسي تحت ستار مصلحة الطفل تماماً كما هو الحال في المدرسة والمنزل،ويأتي سكوت الأهل على مثل هذه الممارسة ضد أطفالهم في الغالب من حقيقة الحاجة للعمل والقوت وخوف الأسرة من فقدان هذا الطفل لهذه المهنة، وحتى إذا لم يتعرض الطفل لأشكال العنف الظاهري سواء الجسدي أو النفسي، فإن مجرد تشغيل الطفل لساعات طويلة، وإرهاقه بالأعمال التي تفوق قدرته وطاقته يعتبر اعتداءً صارخاً على الطفل.
4 العنف في الشارع
ضمن هذه المنظومة الاجتماعية والأخلاقية،من الطبيعي أن ينعكس العنف الموجود في الإطارات الضيقة كالمنزل والمدرسة ومكان العمل على المجتمع بمفهومه الواسع،وتكون النتيجة بالتالي إمكانية تعرض الطفل لأي شكل من أشكال العنف من قبل الآخرين لاسيما مع افتقار هذا الطفل للحماية الكافية،كما أن ما يمارس ضد الأطفال من عنف ينعكس بصورة مباشرة على نفسياتهم حيث تتحول شخصية الطفل في هذه الحال إلى العدائية والعدوان وتتعزز في نفسه رغبة الانتقام من المجتمع المحيط ،الأمر الذي يشجع على ظهور الجريمة.
العنف الجنسي”الاعتداءات الجنسية”:
رغم أن حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال أقل ظهوراً من أشكال العنف الأخرى،إلا أن ذلك لايعني بالضرورة قلة حدوثها وذلك لارتباطها هذا النوع من الممارسات بالعار والفضيحة، وتندرج تحت هذا النوع عدة أنواع فرعية أخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
الاعتداء على المحارم
وهو أحد الأنواع التي بدأت تشيع في الآونة الأخيرة وبدأت مختلف وسائل الإعلام بتناولها، أو بالأصح بتناول ما يصل منها إلى حد الشيوع ومن أمثلتها اعتداء الأب على ابنته والأخ على أخته والعم على ابنة أخيه وزوج الأم على ابنة زوجته، والعديد من الأشكال الأخرى، وليس هذا النوع من الاعتداءات مقتصرا على البنات فقط وإنما يقع الأولاد ضحية له أيضاً.
الاغتصاب
ويقصد به الاعتداءات الجنسية من غير المحارم سواء على الأولاد أو البنات،وبكل آسف تعاني أيضاً هذه الظاهرة من الافتقار إلى الاحصائيات والأرقام الصحيحة.
جرائم الشرف
6 العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
ويقع العنف ضد هذه الفئة بصورة مضاعفة أولاًُ بسبب طفولتهم من جهة وبسبب ظروفهم الخاصة من جهة أخرى.
ويندرج تحت هذه الفئة :المعاقون الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعليم الأيتام المشردون الجانحون.
تفاقم الظاهرة
وحول العوامل المؤثرة في تفاقم الظاهرة تقول د. أمل حول هذا الجانب:
رغم الانخفاض الملحوظ في هذه الظاهرة بشكل عام،إلا أنها لاتزال قائمة ولاتزال تعاني من الارتفاع في بعض المجتمعات ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل أبرزها:
1 ضعف الوازع الديني والقيم الأخلاقية:
حيث يلاحظ ارتفاع هذه الظاهرة وشيوعها في المجتمعات غير المتدنية أو المتدنية ظاهرياً،بمعنى أنها تتخذ قشور الدين فقط إلا أن الوازع فيها يكون ضعيفاً.
2 ضعف الوعي وتدني المستوى الثقافي:
الارتباط هنا أيضاً عكسي حيث كلما قل الوعي زاد معدل الظاهرة.
3 وجود المغريات وعناصر الفساد في المجتمع:
كالخمور والدعارة وعدم الحشمة وما إلى ذلك من أمور،وهي ما تتسبب في تعرض الأطفال للعنف الجسدي في الغالب نتيجة الوقوع تحت تأثير المسكرات،وكذلك الاعتداءات الجنسية نتيجة حالة الهيجان الجنسي بسبب رؤية المشاهد الخلاعية وغيرها.
4 عدم جدية العمل الاجتماعي والحقوقي:
حيث أن بعض الهيئات أو الجمعيات الاجتماعية والحقوقية تركز على الجانب الإعلامي وتعمد إلى تضخيم ماتقوم به من فعاليات دون التركيز على مضمون العمل نفسه.
5 ضعف الجانب التربوي
إجراءات علاجية للحد من الظاهرة
وطرحت د.أمل المريسي عدد من الحلول والإجراءات العلاجية للحد من هذه الظاهرة حيث قالت:
من خلال ماتقدم من حديث يمكننا أن نلخص الإجراءات العلاجية والوقائية للحد من هذه الظاهرة في التالي:
1 العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين.
2 وضع الأنظمة والتشريعات التي تضبط أسلوب التعامل مع الأطفال في المدارس.
3 محاربة ظاهرة عمالة الأطفال من قبل الدولة والمجتمع.
4 تعزيز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة،وتسخير الأعمال الدرامية لخدمة مثل هذه الفرص.
5 تقين العمل التطوعي ومتابعته.
6 وضع الحلول الناجعة لتسرب الأطفال من المدارس.
7 محاربة المغريات في المجتمع.
8 إيجاد وسائل الترفيه السليم والنافع.
9 تعزيز الحريات السياسية للابتعاد عن حالات الكبت السياسي التي قد تظهر في صور سلبية متعددة من بينها الاعتداء على الأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.