حمل راية المواجهة الحقيقية في وجه المؤامرات (الصهيو-أمريكية) التي تستهدف أمتنا، لا ينهض بها إلا العلماء والمشائخ الأجلاء الذين تشكلت حركتهم ووعيهم من منبعِ القرآن الكريم.. أولئك الذين يمتلكون الوعي الإيماني القادر على تحريك الطاقات الروحية، وبعث الحياة في القلوب، وتوجيه الأمة لتتجاوز الأطر الضيقة، والحواجز المصطنعة، والتصورات الأيديولوجية المنحرفة التي لم تكن في حقيقتها إلا أدوات خادمة لأعداء الأمة ضمن سياسة خبيثة عنوانها : فرق تسد . وحدهم العلماء الربانيون، حين يتحرّكون بمسؤولية الرسالة الإلهية هم القادرون على إعادة بناء الوعي الجمعي للأمة، وتنقية مسارها من الانحرافات والخلافات التي أضعفتها، ومكنت خصومها من العبث بمقدراتها ونهب خيراتها.. وهم وحدهم من يستطيعون إعادة بثّ روح التضامن والأخوة الإيمانية في الجسد الاسلامي الذي أنهكته الصراعات، وأرهقته الخصومات والتنازعات ، حتى بات عاجزاً عن النهوض بدوره الحضاري والإنساني . إن الأمة اليوم بأمس الحاجة إلى صوت العلماء الصادق، ليعيد لها ثقتها بذاتها، ويجمع شتاتها، وينهض بها من حالة التنازع ويعد بها إلى ساحات التكامل، بوجه جديد تتجلى فيه معاني العزة والكرامة، ومظاهر القوة والاقتدار، وروح التضامن الإيماني. من هنا، فإن المسؤولية التاريخية تُحتم على العلماء والمشائخ الأفاضل ألا تغيب أصواتهم عن ساحة المواجهة، وألا يقفوا موقف المتفرج، في وقت يتكالب فيه أعداء الأمة على خيراتها، ويتنافسون على أوطانها كما تتنافس الضباع على فريستها، كما هو حاصل اليوم في جنوبنا المحتل وجراحٍه المفتوحة، إنها معركة وعي قبل أن تكون معركة سلاح، ومعركة موقف قبل أن تكون معركة شعار، ولن يكتب للأمة النهوض إلا إذا قام علماؤها بواجبهم صدعاً بالحق، وجمعاً للكلمة، واتباع القيادة الحكيمة للأمة من أعلام الهدى والسير في الطريق الذي أراده الله لهذه الأمة لتتمكن من استعادة القوة والعزة والكرامة والنهوض والتطور والازدهار الإنساني.