تعد خدمة المياه والصرف الصحي شريان الحياه في أي عاصمة، وفي أمانة العاصمة صنعاء، تتضاعف أهمية هذا القطاع الحيوي في ظل التحديات الاستثنائية التي فرضتها ظروف العدوان والحصار، فبين مديونية ضخمة بلغت 13 مليار ريال وارتفاع جنوني في تكاليف التشغيل، تسعى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي جاهدة للحفاظ على استمرار الخدمة وضمان وصول المياه للمواطنين وفق جدول زمني محدد. 26"سبتمبر" التقى م/ محمد أحمد مداعس مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في أمانة العاصمة للوقوف على أبرز الانجازات التي تحققت في ا لعام الجاري، والصعوبات التي تواجهها المؤسسة، والتوجهات المستقبلية لاستدامة الخدمة بالاعتماد على الطاقة البديلة وكانت المحصلة على النحو التالي: * نود اطلاع القارئ على أحدث المشاريع التي تم انجازها هذا العام، ودورها في تخفيف الأعباء التشغيلية وتوفير الخدمة * أبرز انجازاتنا لهذا العام هو تنفيذ مشروع ضخم وحيوي لاستدامة الخدمة وهو: مشروع توريد وتركيب منظومة الطاقة الشمسية المركزية بقدرة 1.7 ميجاوات. هذا المشروع تم بتمويل كريم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بتكلفة اجمالية بلغت مليون دولار امريكي وبمشاركة فعالة من المؤسسة. وهذا المشروع العملاق سيخدم تقريباً 1,980,000نسمة، وهو يمثل طوق نجاة حقيقياً لنا في ظل الارتفاع المتفاقم لتكاليف الوقود والتشغيل ونتقدم من خلالكم بالشكر الجزيل لممثلي الصليب الأحمر للمهندس كمال الواسعي والمهندس علي الكوكباني على تعاونهم في انجاز هذا المشروع * ماهي المشاريع الأخرى التي يتم العمل على تنفيذها حالياً ضمن سعيكم لتحسين مستوى الخدمة هناك مشاريع قيد التنفيذ حالياً تتركز ايضا في تعزيز الخدمة بالاعتماد على الطاقة الشمسية ومن اهمها: - موقع بئر مياه مدرسة كمران بحي مسيك نقم: تم انجاز المرحلة الاخيرة من تركيب الألواح الشمسية وسيبدئ تشغيل البئر بالطاقة الشمسية قريبا ً الامر الذي سينعكس ذلك على تحسن كبير في عملية ضخ وتوزيع المياه في النطاق الجغرافي في المنطقة الأولى - مشروع تنفيذ منظومة طاقة شمسية لبئر حارة الريان بنقم الدائري الشرقي: يتم حالياً تركيب الأعمدة الحديدة للألواح لتشطيب غرفة التحكم للمنظومة وهذه البئر تخدم حي الريان والدائري الشرقي في إطار النطاق الجغرافي للمنطقة الأولى * ما هو حجم المديونية التراكمية التي تعاني منها المؤسسة، وماهي انعكاساتها على أدائها؟ وهل هناك اجراءات فعليه لتحصيلها؟ للأسف تواجه المؤسسة تحدياً كبيراً في تحصيل المديونية المتراكمة والتي بلغت حوالي 13 مليار ريال هذا المبلغ الضخم أثر بشكل كبير على تقديم الخدمة للمشتركين بالشكل الأمثل كون الميزانية التشغيلية للمؤسسة تعتمد على الايرادات المحصلة من فاتورة الاستهلاك والتي في الأصل هي بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار الوايتات الأمر الذي انعكس على عدم قدرة المؤسسة في تحسين الأداء وتقديم خدمات مثالية خلال السنوات الماضية. أما في الوضع الحالي تعتمد المؤسسة الان بشكل شبة كلي على ما يتم تحصيله من الاستهلاك المنزلي وهو مالا يكفي لتغطية تكلفة انتاج المتر المكعب من المياه التي فاقت بكثير تكلفة بيعة للمشتركين والاجراءات المتخذة فيما يخص الجانب التجاري والتحصيل فقد قمنا برفع العديد من القضايا امام النيابة العامة ضد المتخلفين عن السداد ونحن ننتظر التنفيذ والذي سيسهم في استرداد جزء من هذه المديونية المتراكمة * ماهي أبرز التحديات التشغيلية التي تواجهكم في ظل ظروف الحصار والعدوان التي تمر بها البلاد؟ التحديات كبيرة جداً وتشمل عدة جوانب: - ارتفاع التكاليف: ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة أضعاف ما كانت عليه سابقاً نتيجة الحصار - تهالك خطوط شبكات الصرف الصحي: والذي تبذل المؤسسة جهوداً استثنائية لاستبدال العديد من هذه الخطوط المنهارة والمكسورة وتنفيذ أعمال صيانة دورية للشبكة وهو عمل شاق ومكلف في ظل الظروف الحالية - جهود استثنائية: بالرغم من هذه الصعوبات نبذل قصارى جهدنا لضمان استمرار خدمة المياه والالتزام بالجدول الزمني بتوزيعها على جميع الاحياء والمناطق في العاصمة صنعاء وبالإمكانيات المتاحة ونطمح الى تقليص عدد ايام الدورة في ظل التحديات الراهنة * ما هو دور التنسيق مع قيادة أمانة العاصمة والمنظمات الدولية في تذليل هذه العقبات؟ التنسيق ضروري ونحن نعمل بشكل مستمر مع قيادة أمانة العاصمة والمنظمات الدولية خاصتاً اليونيسف حيث كان لتدخل اليونيسف في قطاع المياه دور ايجابي ملموس في تخفيف الأعباء على سكان الأمانة وتحسين الخدمة المقدمة من خلال دعمهم للعديد من المشاريع * في ختام هذا اللقاء ما الرسالة التي تودون ايصالها للداعمين والمستهلكين على حد سواء؟ رسالتنا مزدوجة للمستهلكين الكرام ندرك الظروف الصعبة ولكن استمرار الخدمة مرتبط بشكل مباشر بالتزامكم بالسداد. عدم سداد فواتير المياه يؤدي الى تدني الايرادات وعرقلة جهود المؤسسة في تأمين الوقود وقطع الغيار الضرورية لاستدامة الخدمة. ندعو جميع المشتركين الى تسديد ما عليهم من مستحقات لتمكين المؤسسة من الاستمرار في ضخ المياه والوفاء بالتزاماتها تجاهكم. وللداعمين والمنظمات الدولية: ان مشاريع الطاقة الشمسية هي الحل الاستراتيجية لمواجهة ازمة الطاقة نناشد جميع الداعمين تكثيف تدخلاتهم في هذا الجانب لتغطية احتياجات المديريات الاخرى في الأمانة وانجاز مشاريع التوسع وربط باقي المديريات التي لم تحظ بعد بخدمات المؤسسة. وفي الأخير بهذه الرسالة الواضحة يختتم مدير المؤسسة م/ محمد أحمد مداعس اللقاء مؤكداً أن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأمانة العاصمة مصممة على تجاوز التحديات وانها تنظر الى الاعتماد على الطاقة النظيفة كأفضل سبيل لضمان استدامة الخدمة لسكان العاصمة صنعاء,.