مجيدة محمدي اليومَ ، سأمارس حقي في الكسل، كاستعادةٍ بطيئةٍ لملكيّة الروح ، سأجلسُ حيثُ لا ساعةَ تُحدِّق في معصمي ، ولا قائمةَ واجباتٍ تجرّني من ياقة الصباح. سأدعُ الوقتَ يتثاءبُ مثلي ، ويُسقِطُ عن كتفيه معطفَ الاستعجال . سأمارسُ الكسلَ كمن يُصلّي بلا كلمات ، كمن يُصغي لنبضه ، وهو يتراقص من جديد . سأتركُ الأفكارَ غيرَ مكتملة ، الجُملَ مفتوحةً على هواءٍ طريّ ، والقلقَ معلّقًا على مسمارِ الأمس . اليومَ لن أُقنِعَ العالمَ بأنني جديرٌة بالضوء . سأكونُ فقط كائنًا يتنفّس دون شهادةِ حضور . سأمارسُ حقي في التباطؤ ، في النظرِ طويلًا إلى فنجانِ القهوة كأنه مجرّةٌ صغيرة ، وفي الإصغاءِ إلى الصمت حين يتكلّم أخيرًا بصوتٍ يشبهني . سأُهملُ الركض، وأُتقنُ الجلوسَ داخل نفسي ، وأمنحُ الجسدَ فرصةَ أن ينسى أنه كان آلة ، و أن هذا الكسل فسحة عدلٍ مؤجّل ، أستردّ بها اسمي من بين أسنانِ الأيام .