كان في العلبة والعلبة في بطن الجيب، والجيب غارق في رماد المعطف، يتثاءب , تتلقفه يد ذات أصابع طويلة. وهو يحدق ببلاهة في راحتها الملأى بخطوط متعرجة، تهز اليد رأسه بعنف ثم تجعله يحتك بجدار كبريتي حزين، تولد شرارة , تسري من الأعلى حاملة سحب دمع صغيرة، وتترك خلفها وجها أسود في طريقه للسقوط. لم يعرف العود ما إذا كان قد أشعل سيجارة، أم حريقا , أم شمعة أضاءت ليل عاشقين. كل ما عرفه انه اشتعل الآن و أن مهمته انتهت على أكمل ألم تهزه اليد من جديد , فيلقي بنفسه على قارعه الطريق. كان المكان مزدحما بالمارة وأعواد الثقاب .