لا أحد يمكنه أن يتفهم في إرهاب الحوثي المسلح إلا سعيه لإزهاق الأرواح وإحراق الأخضر واليابس، ليس في صعدة فحسب وإنما في اليمن عموماً، وإن كان شره إذا استطال لن تسلم منه شبه الجزيرة العربية برمتها.. مؤخراً دعا زعيم عصابة التخريب المواطنين الذين شردهم ودمّر منازلهم وأحرق مزارعهم للعودة إلى قراهم بعد أن أجبرهم على النزوح منها وهجرها لتنعق فيها غربان شؤمه بالشر والخراب.. فكيف رق قلب المجرم فجأة، وهو الذي لم يزل يسعى إلى إقامة إمارته المزعومة على جماجم الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ هذا الوطن المنكوب؟ منذ أيام – وبلا وازع من ضمير- أقدمت هذه العصابة الإجرامية على التنكيل بتسع نساء مع مثل عددهن من أطفالهن، وذلك بحصارهن داخل بيوتهن ثم إخراجهن في طابور وإطلاق الرصاص على رؤوسهن بمعية أطفالهن، وكل ذلك بسبب أن عائليهن من أزواجهن وأولادهن موظفون في التربية والتعليم ليس أكثر!!. ومن قبل – ولذات السبب- لم تسلم ستة منازل في منطقة المحيط بالمهاذر من عدوان عناصر التخريب والإرهاب، فرغم وصول الحوثيين إلى هذه القرية وقد غادرها أهلها فراراً من جبروتهم، إلا أنهم- تنفيساً عن بعض ما يعتمل في صدورهم من حقد على المواطنين- قاموا بتفجير بيوتهم وتسويتها بالأرض.. وللمتمردين الحوثيين سجل حافل ليس بإذاقة المواطنين في صعدة شتى ألوان العذاب والإذلال وإنما سحقهم وهدر دمائهم، ولم تزل منطقة الحجر في آل سالم بمديرية كتاف والبقع شاهدة على جرائم بشعة ارتكبتها عصابة التخريب في حق مواطنين مسالمين لا تقل بشاعة عن جرائم الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة، إذ بعد أن اغتال الحوثي المواطن شايع بختان وهو ذاهب إلى مزرعته بعد صلاة الفجر، تحرشوا بعد أسابيع بأولاده وأقاربه وقتلوا منهم أربعه في يوم مشهود، ثم لما غادر آل بختان منطقتهم نجاة بأرواح من بقي منهم أقدم الإرهابيون الحوثيون على تفجير منازلهم الأربعة وتدميرها بالكامل، ثم عاثوا بمزارعهم تقطيعاً وتدميراً.. إن ما يخوض فيه "الحوثة" من إذكاء للفتنة الشاملة في صعدة وما جاورها يذهب بهم إلى أبعد من كل ذلك، إذا ما الذي يمكن أن يردع عصابة لا تدين إلا للشيطان وشريعته الفاحشة؟!.. وهل يمكن لمصاص الدماء التنازل عن رغبته في القتل مهما كانت براءة الضحية؟!.. أم أن تدفق الدم هو ما يطلبه، سواء كان مبعثه قلب طفل أم فتاة أم عجوزاً؟!