تتحدث وسائل اعلام صنعاء التي اقيمت فيها اعمال مسرحية حوار الموفبيك ببطولة قوى الشر ، عن اختتام تلك المسرحية العبقرية التي استمرت لأكثر من 10 اشهر ، شارك في التمثيل فيها العديد من الفرق التي حملت ادواراً شتى وقلدت في اداءها مسرحيات تأريخية للكثير من الممثلين العرب والاجانب ، ونالت اعجاب وتأييد قوى الانحياز الدولي . ومثلث تلك المسرحية في مجملها ، معنى " حوار الاستبداد " والفكر المتعصب المثير لمشاعر النزاع المنغمس في المعايير المزدوجة والمغالطات التحيزية الاستبدادية. ومنذ بدء المشهد الأول لتلك المسرحية ، وحتى اللحظات النهائية منها ، داست صنعاء وسلطاتها ومن يدعمونها على أشلاء أطفال الجنوب ، واجساد النساء ، وجماجم الرجال والكهول ، الذين نفذ فيهم الجيش اليمني المحكوم من صنعاء عمليات اعدام جماعية وجرائم حرب ، راح ضحيتها أكثر من (150 شهيداً ) بينهم عشرات الاطفال والنساء ، والالاف الجرحى والمعتقلين ، قط في الفترة الممتدة من بدابة تلك المسرحية في 18 مارس 2013 – وحتى 21 يناير 2014م . ومن المتوقع ان تنتشي صنعاء ومسئوليها يوم غداً ، للاحتفال بختام حوارها ونصرها الجديد " المزعوم" وبحضور مسئولين عرب واجانب ، يجددون تأييدهم للمؤامرة الكبرى بحق شعب الجنوب المحتل والأعزل من السلاح ، دون الالتفات لمعاناته ، وهو الشعب الذي يذبح على ايدي الجيش اليمني يوميا من الوريد الى الوريد ، وتراق فيه انهار الدماء ، وتتقاسم كلاب الصيد اشلاء المدنيين والاطفال ، دون سبب او علة ، غير انهم ينتمون الى شعب قٌهر ظلما وعدوانا في لحظة غافلة من الزمن وتحول من دولة كاملة السيادة لها مكانتها في العالم ، الى ملحق فرعي ، وغنيمة حرب وفيد ونهب ، ليدمر اولئك القادمين من " اليمن الشمالي " كل ما هو خير وراسخ ومفيد في " اليمن الجنوبي " ، مستغلين ظروفا عابثة تعرض لها شعب ودولة الجنوب " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " . لا شيء اليوم ، يستجد في مسألة القضية الجنوبية ، وخاصة فيما يسمى " حوار صنعاء " ، غير ان تلك المسرحية الحوارية المستبدة ، ادخلت الجنوب وشعبه ، مرحلة جديدة ، لم تكن موجودة من قبل ، وهي مرحلة " المجازر الجماعية " والدفن الجماعي للشهداء من الاطفال والنساء ، بعد ان هدمت قذائف دبابات الجيش اليمني وحواره ، سقوف منازل السكان الجنوبيين فوق روؤسهم ، وتك المرحلة الجديدة ، هي النتيجة الوحيدة لحوار ضل ولا يزال نهجا تحركه ايادي الشر ، والقوى الداعمة للأرهاب العالمي والصانعة له ، أكثر مما كانت عليه الوحدة اليمنية وما انتجته من ظروف حطمت كل جميل ، وتحولت من حلم شعبي ، الى كابوس ينهش الشعبين في دولة الجنوب المحتلة ، وفي دولة اليمن الاحتلاليه . لا يجرؤ اليوم احدا ، عن القول ان الحوار كان ايجابياً ، اذ انه لم يحمل من الحوار الا اسمه ، ويعتبر وصمة عار في جبين العمل السياسي والتدخل الاممي في حل قضايا الشعوب ، وصار مضلة يستضل تحتها الارهاب وقواه ، والعنف واشكاله ، والاستبداد وانواعه التي لم يشهدها الجنوب المحتل من قبل . وما من شك ، ان الصورة التي ستختتم بها المسرحية غدا في صنعاء ، ستعزف اناشيد النصر ، وتقرع الطبول ، وتضاء صنعاء بالالعاب النارية ، في موقف بهيج لها ، مثل ذلك الموقف الذي انتصرت فيه صنعاء ودخلت فيه عدن عاصمة دولة " ج ي د ش " يوم 7 يوليو من العام 1994م ، واقل ما يمكن ان يكون ، ان يلقي بطل المسرحية الحوارية كلمة النصر ، منتشيا باسلوب فضفاض عن تحقيق اهداف الشعب وتحقيق الرفاهية والنمو والازدهار ، لكن في المقابل من تلك القاعة واللحظات المأساوية ، يرتص شعبا في الجنوب ، تضاء سماءه بقذائف دبابات ، وتشخص ابصار اطفاله خوفا من ان تذبحهم رصاصات جيشا مبدأوه الارهاب ، ونهجه القتل والدماء ، وحماية " وحدة يمنية " زائفة برصاصا مصبوبا وعمليات حربية لا تزال مستمرة منذ اكثر من عقدين من الزمن ، كأطول عمليات حربية مستمرة في العالم . مخرجات المسرحية ، لن تكون نصرا كما يعتقده المستبدين ، بقدر ما هو نكسة جديدة ، ونكبة تضاف الى نكبات النصر المزعوم الذي صنعته صنعاء عام 94م ، عندما حولت الوفاق الى نفاق ، والسلم الى ارهاب ، والخير الى شر ، والتفاهم الى عنف ودماء واشلاء . لا قول اليوم ، غير قول المدفع والدبابة ، وهي نفس الادوات والوسائل التي انتجت ما هي عليه "و حدة اليمن " ، وستنتج ما ستكون عليه في المستقبل القريب ، اذ ان وحدة المدفع ، ووحدة الدم والاستبداد ، لن تكون إلا منتجة لبراميل من البارود ، يتم تجهيزها حاليا بتلك المسرحية الحوارية التي احتضنتها صنعاء ، لتنفجر مخلفة زلزالا من الخوف والرعب والتضرر ليس في الجنوب المحتل فقط ، او في صنعاء ، بقدر ما سيتضرر منها اولئك المنتشين والمباركين لصنعاء في احتلالها الجديد للجنوب ، وتمرير مؤامراتها الساقطة ،وحينها فقط ستتضرر مصالح الجميع وتدخل المنطقة برمتها في ازمات ، قد لا يسمح الوقت بمعالجتها ، بعد فوات اوانها . فمبروك لقوى التخلف والجهالة ، نجاحهم في توسيع الفجوة ، بالحوار المسرحي الدرامي ، ومبروك لقوى الدعم والرعاية ، تلك المخرجات العليلة ، المملوءة بجرب صنعاء وسلها ، وتخلف قبائلها وجيشها ، ونهج ساستها وعبثهم . مبروك لكل من شارك في تلكم الملحمة الدموية ، وصنع النصر( المهزوم ) ، وزاد من عمق الفجوة ، وتوسيع الهوة ، على طريق السير في وادٍ سحيق . وفي الختام ، نبارك لشعب الجنوب الحر ، صموده وصلابته الاسطورية التي واجه بها العالم أجمع ، وهو الشعب المقهور منذ عقدين من الزمن ، لكنه وقف امام كل جبروت وطغيان العالم ، كجبل صامد وشامخ لا يلين له جبين ، ولا يهتز له طرف ، فأكد للتأريخ وللزمن ، ان صنعاء لن تكون اهلاً لحكم الجنوب بجبروتها ، وان تكالب كل العالم معها على الجنوب كما يتكالب الأكلة على قصتعها . مبروك لشعب الجنوب ، نصره المؤجل ، وعودة عزه المفقود ، ودولته الحرة الشامخة ، بشموخ جبال شمسان والضالع ، والهادرة بهدير امواج حضرموت والمهرة . مبروك لشعب الجنوب ، استمرار ثورته ونهجه النضالي السلمي ، المعزز بإرادته التي لا تلين ولا تقهر ، وحتما سيكون النصر من الله العلي القدير ، وسيكون نصراً مؤزرا تتحدث عنه الاجيال والدول ، الى يوم الدين ، كنصرا قهر العالم ، وهزم ارادة الطغاة والمستبدين ، بصمود احرار لم يألف تأريخهم الخنوع ، ولم تتماشى حياتهم مطلقا ، مع حياة الذل والعبودية والرقيق ، لانهم شعبا قوي الارادة ، صلب التحدي ، عظيم الاهداف ، رفيع المستوى ، كبير القدر والمكانة . وكما حق لشعب الجنوب ، ان يقهر اعتى امبراطورية عالمية وجدت على ظهر المعمورة في ستينيات القرن الماضي ، حق اليوم لشعب الجنوب ان ينتصر على أجرم احتلال عرفه التأريخ الانساني الحديث … وسينتصر بإذن الله. النصر والعزة للجنوب المحتل … المجد لشهداءه الابرار الشفاء للجرحى والمعاقين .. الحرية للاسرى والمعتقلين وان النصر حليف الحق … قال تعالى " قل جاء الحق وزهق الباطل عن الباطل كان زهوقا " صدق الله العظيم .