رحل المخلوع علي صالح وترك روحه العدوانية لدى أبنائه وأبناء أخيه الذين يحاولون بشتى الحيل والذرائع إعادة البلاد إلى مربع الحرب، بهدف إفشال انتخابات 21 فبراير من خلال تصعيد عسكري على أكثر من صعيد، وبالذات بعد فشلهم في تسليم مدينة رداع لجماعة «أنصار الشريعة» بقيادة طارق الذهب، وانكشاف نشرهم قوات من الحرس بلباس مدني في مدينة تعز باسم «أنصار الشريعة» بهدف خلط الأوراق. كشّر أبناء صالح عن أنيابهم بعدة خروقات للهدنة التي تمخضت عن توقيعهم على مبادرة الخليج، فبالإضافة الى إعادة تمركزهم في مداخل معظم المدن بشكل ملفت بعد شهر من التهدئة الهشة، وقصف مقر الفرقة الألى مدرع بصنعاء بقذائف صاروخية من معسكرات للحرس جنوب العاصمة، عاودت مدافع قوات الحرس أمس الاثنين قصف قرى بني جرموز شمال صنعاء بعد يوم من زيارة اللجنة العسكرية، يوازيها إعادة انتشار قوات الحرس شرق وشمال شرق مدينة تعز في توجه واضح لتفجير مواجهات جديدة على مرأى ومسمع اللجنة العسكرية التي تزور المحافظة التي تعيش وضعاً أمنياً عصيباً. يوماً آثر آخر، يسعى أبناء صالح وبقاياهم إلى تفجير الوضع بأي ذريعة في أكثر من منطقة، كلما تلاشت المسافة الزمنية بين اليمنيين وصباح ترحيل صالح بالتصويت للمرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية عبد ربه هادي وفقاً للآلية المزمنة للمبادرة الخليجية. تنكشف نوايا صالح وعائلته المتشبثين بالسلطة حتى آخر لحظة، ومن خلال توجيهات مخالفة لتوجه حكومة الوفاق واللجنة العسكرية وبمعزل عن التزامات جميع الأطراف بوقف نهائي لأي تصعيد أمني أو عسكري يهدد المرحلة الانتقالية التي يعول عليها أطراف العمل السياسي والمجتمع الدولي لإخراج البلاد من حالة الحرب والفوضي الأمنية التي وصلت اليها بفعل محاولات صالح قمع الشعب ووأد ثورته .. وقبل اندلاع الاحتجاجات المستمرة لمنتسبي القوات الجوية بشكل واسع في صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية قبل أقل من نصف شهر، كان صالح وأبناؤه قد اعدوا أنفسهم لأكثر من سيناريو لتفجير الوضع والتنصل من التزاماتهم بالمبادرة، ما استدعى عودة المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي نجحت جهوده المكثفة في اخراج صالح من البلاد والزام ابنائه تنفيذ برنامج اللجنة العسكرية ووقف اي تصعيد، لكن التهدئة لم تسلم من خروقاتهم التي دشنوها بتوجيه وحدات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري لقمع احتجاجات منتسبي القوات الجوية المطالبين بإقالة قادتهم وأولهم محمد صالح الأحمر في قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء وفي قاعدة طارق في تعز. واثر ردة فعل اللجنة العسكرية والمجتمع الدولي تجاه هذا التصعيد، وتحاشيا لأي موقف حازم يترتب على توجهاتهم، قامت قوات الحرس المتمركزة في شارع الخمسين جنوب العاصمة صنعاء بقصف قيادة الفرقة الأولى مدرع بقذائف الهاون مساء السبت الفائت بهدف جر الجيش المؤيد للثورة الى ردة فعل، وعلى عكس ما اراد صالح وابناؤه قابل الجيش المؤيد للثورة قصف الفرقة بعدم الرد تفويتاً منهم لتداعيات اي رد مماثل استشعارا منهم بخطر مخطط صالح بتفجير الهدنة والهروب من استحقاقات مرحلة التوافق الانتقالي. واستمراراً لذات لمخطط، قامت قوات الحرس المتمركزة في معسكري الصمع وبيت دهرة بقصف قرى الغربي وبيت الحسام والهجرة ومناطق مجاورة لها في بني جرموز شمال العاصمة صنعاء بالمدفعية الثقيلة والدبابات يوم امس الاثنين بعد يوم من زيارة ميدانية اللجنة العسكرية للمناطق المتضررة من الحرب شمال صنعاء التي يطالب سكانها بسرعة سحب قوات الحرس الجمهوري من مناطقهم وقراهم التي تشهد وضعاً إنسانيا مأساوياً. من جهة أخرى وفي سياق مخطط تفجير الوضع العسكري من طرف صالح وأبنائه الذين لازالوا في مناصبهم حتى اللحظة، تؤكد مصادر محلية بمدينة تعز معاودة وحدات من قوات الحرس الجمهوري انتشارها في عدد من الأحياء والشوارع، من خلال استحداثات عسكرية ونقاط تفتيش مكثفة، وتحديداً شرق وشمال شرق بالمدينة في محيط القصر الرئاسي والمدخل الشرقي للمدينة وفي محيط مطار تعز (قاعدة طارق العسكرية)، مثيرة قلق سكان مدينة تعز من خطورة أي تصعيد. يذكر أن مدينة تعز تعيش حالة من الفوضى الأمنية التي يقف وراءها بقايا النظام بالمحافظة بشكل مباشر وغير مباشر، وهذا ما اعتبره وفد من اللجنة العسكرية التي تزور المدينة خروقات تضاف إلى خروقات صالح وقواته التي تهدد امن واستقرار البلاد في هذه المرحلة المفصلية التي تشهدها البلاد الذي يستعد كثير من ابنائه لطي صفحة صالح والى الأبد في 21 فبراير القادم. المصدر أونلاين