أيام ويهل على شعبنا اليمني العيد اليوبيلي الذهبي لثورة 26سبتمبر والعيد التاسع والاربعين لثورة 14أكتوبر في ظروف وأوضاع انبثقت من متغيرات تبشر بتحولات ايجابية كبرى غير مسبوقة تفتح آفاقاً وفضاءات واسعة ولا متناهية من الآمال والتطلعات التي تحققها يعيد للثورة اليمنية ألقها وللثوار والشهداء اعتبارهم والتأكيد أن تضحياتهم ودماءهم الزكية الطاهرة لم تذهب هدراً وان القضية التي ناضلوا من أجلها وقدموا أرواحهم في سبيلها حية متقدة في الذاكرة الوطنية لم ولن ينطفيء وهجها بل يزداد سطوعاً في عقول ووجدان شعبنا، منتقلاً من جيل الى جيل. وهذا ماجسدته عملية التغيير السلمية التي جاءت رداً على كل أولئك الذين صورت لهم أوهام مشاريعهم الصغيرة أن اليمانيين قد نسوا الغايات من ثورتهم ضد الإمامة والاستعمار وامتحت من ذاكرتهم الأهداف والمبادئ والقيم الوطنية والانسانية النبيلة والعظيمة التي حملتها الثورة اليمنية السبتمبرية والاكتوبرية المباركة. وهنا لابد من الاشارة إلى أننا لسنا بصدد تكرار ذلك الخطاب التضليلي الذي يهرب من استحقاقات الحاضر واخفاقاته ومفاسده الى تذكرنا بما كان عليه الوضع في العهود الإمامية التي بدون شك هي بائسة مترعة بمرارات القهر والظلم والطغيان والتخلف.. والى الاستعمار بخبثه وجبروته وتجبره فهذه طبيعتهما.. وللخلاص منهما فجر شعبنا ثورته، مستعيداً بانتصاره حريته وكرامته بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري وبذلك يصبح النظام الإمامي والاستعمار جزءاً من ماضٍ أفل وانتهى.. وعلينا الانتقال لانجاز المهام الاجتماعية السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والامنية ببناء قوات مسلحة وطنية عصرية قوية وقادرة على الذود عن حياض الوطن وحماية سيادته وصون أمنه واستقراره وتأمين مسارات نهوضه وتطوره وتقدمه. إن من الإنصاف القول عن المراحل التى مرت بها الثورة اليمنية طوال الخمسة العقود المنصرمة من عمرها أنها لم تكن كلها سيئة وكان هناك محاولات في الاتجاه الصحيح لكنها اجهضت قبل ان تكتمل لتأخذ طابع التأسيس المؤسسي للدولة اليمنية الديمقراطية المدنية الحديثة العادلة.. دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، وفي هذا كانت القوى والنخب الاجتماعية السياسية والثقافية تقوم بأدوار سلبية مشاركة، إنطلاقاً من انانية طموحاتها الضيقة المسنودة بوعي قبلي مناطقي طائفي مذهبي متخلف متداخل بعوامل المصالح الخارجية الاقليمية والدولية.. ولكن هذه المرة لن يسمح لهم شعبنا القيام بذلك وسوف يجتث مثل هذه الثقافة وهذا التفكير من جذوره كما أشار الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إذ لا يجب أن نترك الفرصة التاريخية تفلت مرة أخرى من أيدينا خاصة وأنها الأخيرة وسنعض عليها بالنواجذ ونحقق التغيير الذي ضحى من أجله شعبنا وفجر ثورته الظافرة- 26سبتمبر و14أكتوبر- بجعل حركة التحولات تسير في سياقاتها الصحيحة لتكون استمرارية لجدلية الثورة المتجددة وانبعاث عنفوانها سيراً نحو بناء اليمن الجديد. اليوم علينا أن نتحرر من أسر الماضي وننظر إلى المستقبل ليس من أجلنا فحسب ولكن أيضاً من أجل أجيالنا القادمة.