اليوم يطل علينا بإشراقته الوضاءة العيد ال51 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة وشعبنا اليمني مفعماً بروح التفاؤل والأمل المستمد من بشائر الانتقال إلى اليمن الجديد.. حمل حلمه قبل خمسة عقود أولئك الشباب الميامين من أبطال قواتنا المسلحة والأمن ومعهم أبناء الشعب اليمني الذين أقدموا بشجاعة وبسالة على إنجاز مهمة إنقاذ شعبهم ووطنهم من براثن الطغيان والاستبداد الذي جسده النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف القادم في وعيه من عصور غابرة لم يعد لها من وجود إلاَّ في ذهنيته أوزار أخطاء أزمنة ولت من تاريخ اليمن والأمة العربية والإسلامية..هذه السياقات الذي حمل معانيها ومضامينها خطاب الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الموجه لأبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.. مبيناً أهم المحطات التاريخية التي مرت بها اليمن معتبراً أن الإمامة والاستعمار ما كان لهما أن يستمرا في بلدٍ أبناؤه صنعوا واحدةً من أعظم الحضارات الإنسانية. وهكذا يعود الفضل في ما تحقق لتلك الطليعة المنتصرة للإرادة اليمنية في دك أسوار العزلة فاتحة بتضحياتهم ودماء الشهداء رحاب عصر جديد وفضاءات واسعة للتطور والتقدم بتفجيرهم لهذه الثورة التي ألتف حولها وأنخرط في مهمة الدفاع عنها كافة أبناء اليمن شمالاً وجنوباً.. وكانت ثورة ال26 من سبتمبر تأكيداً على حقيقة أنه ما كان لشعبٍ كشعبنا اليمني العريق أن يستكين لظروف وأوضاع جعلته يحيا حياة مأساوية مترعة بمرارة القهر والبؤس والفاقة والعوز، يعيش خارج الزمن.. فخاض معارك الدفاع عنها في مواجهة جحافل أعتى نظام استبدادي متخلف، مسترداً حريته وكرامته وعزته، منهياً شرعية خرافة الحق الإلهي وفقاً لمنطقٍ عنصري سلالي عائلي مذهبي- رزح شعبنا تحت وطأته ردحاً من الزمن- لكنه حتماً لم يكن ليسمح باستمراره إلى الأبد, ومن تبديد ثوار سبتمبر سواد ليل الحكم الإمامي الطويل لاح في الأفق إشراقة فجرٍ جديد لكل اليمن تجلت في ثناياه ثورة ال14 من أكتوبر الثورة الوطنية التحررية العظيمة ضد الاستعمار البريطاني, وهكذا بانتصار الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية في حصار السبعين يوماً وتحقيق الاستقلال الناجز في ال30 من نوفمبر كان يفترض أن تبدأ عملية الانتقال لتحقيق أهدافهما في الوحدة والتنمية والبناء إلاَّ أن صعوبات وتحديات اعترضت مسيرتهما فلم تتحقق تلك الأهداف بالصورة التي كان يطمح إليها شعبنا ومع ذلك أنجزت ما هو أساسي ورئيسي على هذا الصعيد, وإن لم تكن في مستوى طموحات أولئك المناضلين الأفذاذ الذين قدموا أرواحهم على دربيهما بسبب بروز المشاريع الصغيرة لبعض القوى التي غلبت أنانية مصالحها على مصالح اليمن- الوطن والشعب- وظلت تجهض كل مشروع كبيرٍ ونبيل وعظيم للنهوض باليمن وبناء دولته الموحدة الديمقراطية المدنية الحديثة.. دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية, لكن نضال اليمنيين لم يتوقف في سبيلها حتى استطاعوا في ال22 من مايو1990 تحقيق وحدتهم. ومرة أخرى تجهض المشاريع الصغيرة آمال وتطلعات اليمنيين في بناء وطنٍ يستحقهم ويستحقونه لكنهم لم يستكينوا ليبدأوا حراكاً وثورة شبابية شعبية سلمية معهما أسقطت مجدداً المشاريع الصغيرة مستعيدين ألق التوهج الثوري السبتمبري الأكتوبري المجسد في التسوية السياسية والمبادرة الخليجية ليكون نجاح الحوار الوطني الشامل هو التأكيد لصيرورة الثورة اليمنية وأنها قامت لتنتصر ليمنٍ جديد خال من الظلم والطغيان والفساد والتهميش والإقصاء, يمن مبني على التفاهم والوئام والمحبة المنتجة لشراكة حقيقية في السلطة والثروة تمكنهم من صنع حاضرهم وغد أجيالهم معاً, وفي هذا يتجسد الوفاء لشهداء الثورة اليمنية الذين سينامون قريري الأعين لأن تضحياتهم لم تذهب سدى ما دام وهناك من حمل الراية وواصل المسيرة وحقق الغاية. ا