بين العيش تحت أسر الماضي و بين الفوضى الأمنية تراوح تعز مكانها حالمة بمستقبل يُعيد لها اعتبارها ويُقارب نضالها الثوري. فإذا كانت الثورة هي: تعز فإن تعز تتعرض لحرب شعوا و يُمارس على قناعات أبنائها عملية تدجين واسعة . من اليوم الأول للثورة وهم يحاولون احراق زهور المدنية في تعز والدفع بثكنات عسكرية ومجاميع من القتلة اليها ليمارسوا كل أنواع القتل والبلطجة كرسل موت إلى أبنائها و أحيائها السكنية ومعالمها المدنية لتحل رائحة (البارود) بدلا عن رائحة (الفل ) و(الكاذي) وليتسلح شبابها ب(الكلاشنكوف) بدلا عن سلاح العلم (القلم) وليبثوا في جذور ثورة الشعب اليباس ؛ لكنها تعز كعادتها تستعصي على كل محاولات التقزيم وتُثبت لأصحاب (الظلام ) أنهم غير قادرين عليها !. وحتى اليوم وبعد كل ما حدث ما زال أعداء تعز يحاولون اجهاض ثورتها.. ما زالت بضاعتهم الكاسدة تكرر نفسها بعد إعادة انتاجها ثم تسويقها من مداخل جديدة... ما زال المتكلسون في خيبتهم وقلة حيلتهم يمارسون السطو على منارة التغيير ومبشر الانبعاث من أعوام الجدب والكمون ..وما زالوا يتقنون اجترار الفشل والتغني به... ما زال هناك من يتمادى في إنكار وعي أبنائها ويشطب حقهم في التغير أو الاحتجاج على خطوه العاثر أو مطالبته بالكف عن مسارات الانتحار السياسي الممارس تحت لافتات ( معاير) كاذبة خاطئة !! في سدة المحافظة قيادة لا تتقن غير بيع الكلام المعلب ولا تجيد غير كشف حساب وفائها السياسي (للمخلوع ) وزمرته كشهادة على جدارتها بإبقاء تعز تحت أسر الماضي وقبضة (العفافيش) واجهاض كل آمال التغير . لم يعد أبناء تعز اليوم بحاجة للمزيد من الكلام المهترئ حول المشاريع (الاستراتيجية ) التي تصمهم بها قيادة المحافظة في لقاءاتها ومؤتمراتها الصحفية وجولاتها الخارجية وصولاتها السياسية..، ما عاد في زمن (الربيع ) مُتسع لأن يٌقحم خريف العجز نفسه بين ظهرانينا ، وما عاد ممكنا أن تتأخر تعز عن تحقيق أهدافها واحداث التغير المطلوب في مختلف اداراتها تحت إملاءات المستحيل أو الأمر الواقع لأن التذرع بحالة الوهن من حولنا ما عاد مقبولا ولأن تضحيات أبنائها الثورية قد اختزنت عزة وشموخا لا يمكن أن تبقي هامشا لتسكع مسلوبي القرار والإرادة وعديمي الخيارات والبدائل !! في تعز شيئا واحدا ما زال يبعث في نفوسنا الأمل وهي جذوة الثورة المشتعلة في نفوس شبابها المتعطش للتغير فهي تستدعي (العودة) إلى الثورة كلما شعرت بوجود خطر يهددها رغم أنها لم تفارقها ولا وتيرتها قابله للتحكم بها عن بعد ...شباب تعز حين (يعودون) فهم يرسلون رسالة أنه لا يمكن لاحد مهما كان أن ينصب (المصدات )في طريقهم ...لا يمكن أن ( تتوقف) الثورة بحجة (التوافق) فقد جرب شباب تعز كل صنوف الإلتفاف علي أهداف ثورتهم وكل محاولات الإجهاض واختمرت لديهم عبر ودروس شتى ..!!