تتربع محافظة الحديدة غرب اليمن على رأس المحافظات اليمنية التي يعاني أطفالها من سوء التغذية الحاد، وبحسب آخر مسح ميداني لمنظمة اليونيسيف يعاني 32% من أطفال المحافظة سوء تغذية; منهم 10% يعانون سوء التغذية الوخيم الذي يؤدي إلى كثير من المضاعفات ومنها الوفاة . وقال مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة الحديدة الدكتور عبدالرحمن جارالله ل"إرم"،إن مشكلة سوء التغذية في المحافظة تحتاج إلى بذل مزيد من الجهود الحكومية للحدّ من تفاقم المشكلة التي تحتاج لجهد دولة بأكملها، كون المحافظة تعتبر الأولى في اليمن التي يعاني أطفالها من سوء تغذية . واضاف إن الجهود المبذولة لمكتب الصحة برفقة المنظمات الأجنبية العاملة في دعم مراكز التغذية الموزعة على المديريات تحتاج لدعم متواصل وبصورة أكبر من الدول الراعية لتلك المنظمات، ومنها منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية لمواجهة هذا الداء، الذي يحصد أرواح الكثير من الأطفال في الحديدة، إذ تتصدرالمحافظات اليمنية في أعداد وفيات الأطفال . وتعمل عدد من المنظمات الدولية التي تنشط بصورة دائمة، في الحدّ من انتشار سوء التغذية بالحديدة ، وتتوزع على مديريات وقرى المحافظة عبر مراكز تغذوية (OTP) تقدم المشورات عبر كوادر مؤهلة، تقدم رعاية صحية للأطفال للحدّ من تدهور صحة الأطفال المصابين . وتتصدر اليمن أعلى معدلات سوء تغذية مزمن على مستوى العالم، حيث أوضح آخر تقرير لبرنامج الغذاء العالمى في تموز/يوليو الماضي، أن معدلات سوء التغذية ارتفعت لدى الأطفال في اليمن لتصبح من بين أعلى المعدلات فى العالم مع ما يقرب من نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة (2 مليون طفل) يعانون من التقزّم، بينما يعانى مليون طفل آخر من سوء التغذية الحادّ، كما أن حالة انعدام الأمن الغذائي فى اليمن ازدادت بشكل واضح، نتيجة لضعف الاقتصاد ونزوح عدد كبير من السكان، حيث تشير التقديرات فى هذا الخصوص إلى أن 22% من السكان، أي حوالي5.3 مليون نسمة يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي . ولفت البرنامج إلى أنه خلال عام 2013 الجاري، نجح فى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية التى يقدمها لتصل إلى حوالى 5 ملايين شخص يشملون 600 ألف نازح و325 ألف طفل تحت سن الثانية، حصلوا على أنشطة التغذية الوقائية و200 ألف طفل دون الخامسة حصلوا على أنشطة العلاج والتغذية، إضافة إلى دعم التغذية لحوالي 157 ألف من النساء .
