تعاني محافظة الحديدة منذ سنوات من تزايد في نسبة الأطفال المصابين بسوء التغذية وخاصة في ريف المحافظة. وقد أقامت الأسبوع الماضي منظمة رعاية الأطفال مارثوناً تحت شعار "سباق من أجل البقاء" شارك فيه 500 طفل وطفلة في محاولة لتسليط الضوء والتوعية بأهمية الرعاية الصحية للأطفال والأمهات، وضرورة القضاء على مشكلة سوء التغذية في اليمن والذي يعتبر من الأسباب المؤدية إلى وفاة ألاف الأطفال في اليمن وكل أنحاء العالم سنوياً.
ويعتبر الماراثون جزء من مشروع من الحملة العالمية التابع لمنظمة رعاية الأطفال العالمية "لكل طفل" الذي يناشد فيه المشاركين صناع القرار بجعل الصحة والتغذية ضمن الأولويات في جدول أعمال الحكومة خلال السنوات القادمة.
وتتربع محافظة الحديدة على رأس المحافظات التي يعاني أطفالها من سوء تغذية حاد، وبحسب آخر مسح ميداني لمنظمة اليونيسيف يعاني 32% من أطفال المحافظة سوء تغذية منهم 10% يعانون سوء التغذية الوخيم الذي يؤدي إلى كثير من المضاعفات ومنها الوفاة.
وتعمل بصورة دائمة عدد من المنظمات التي تنشط في الحد من انتشار سوء التغذية بالحديدة وتتوزع على مديريات وقرى المحافظة عبر مراكز تغذوية (OTP) تقدم المشورات عبر كوادر مؤهلة تقدم رعاية صحية للأطفال للحد من تدهور صحة أولئك المصابين.
وتتصدر اليمن أعلى معدلات سوء التغذية المزمن على مستوى العالم، وقد أوضح آخر تقرير لبرنامج الغذاء العالمى في يوليو الماضي أن معدلات سوء التغذية ارتفعت لدى الأطفال في اليمن لتصبح من بين أعلى المعدلات فى العالم مع مايقرب من نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة (2 مليون طفل) يعانون من التقزم، بينما يعانى مليون طفل آخر من سوء التغذية الحاد ، كما أن حالة انعدام الأمن الغذائى فى اليمن قد ازدادت بشكل واضح وذلك نتيجة لضعف الاقتصاد ونزوح عدد كبير من السكان ، حيث تشير التقديرات فى هذا الخصوص إلى أن 22 % من السكان أى حوالي5.3 مليون نسمة يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائى .
ولفت البرنامج إلى أنه خلال عام 2013 الجارى نجح فى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية التى يقدمها لتصل إلى حوالى 5 ملايين شخص يشملون 600 ألف نازح و325 ألف طفل تحت سن الثانية حصلوا على أنشطة التغذية الوقائية و200 ألف طفل دون الخامسة حصلوا على أنشطة العلاج والتغذية ، بالإضافة إلى دعم التغذية لحوالى 157 ألف من النساء .