زيارة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى دولة الكويت الشقيقة لا يمكن قراءتها بانها تقتصر على المشاركة في أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين فقط .. بل يجسد حرص القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي على تعميق العلاقة المتينة بين البلدين والشعبين والشقيقين . والتأكيد على أن العلاقات اليمنيةالكويتية دخلت مرحلة جديدة من التعاون والشراكة , وان قيادتي البلدين ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وأخيه أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح , عازمة على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين الى أفاق رحبة وواسعة . وأظهرت دولة الكويت سواء في مواقفها الرسمية او في إطار مجلس التعاون الخليجي مواقف أخوية صادقة و مسؤولة تجاه اليمن خلال أزمة 2011 وما خلفته من تداعيات , وأبدت حرصا على تقديم الدعم لمسار التسوية السياسية وانجاح مؤتمر الحوار الوطني و الوصول الى نتائج توافقية بين القوى اليمنية , ورسم الطريق صوب المستقبل الذي ينشده الشعب اليمني ويترجم إرادته في التغيير , وحقه في العيش الكريم في إطار (يمن اتحادي قوي) , يقوم على مبدأ العدالة والمساواة ويضمن التوزيع العادل للثروة والسلطة . لذا كان الرئيس عبدربه منصور هادي من اوائل الرؤساء العرب الواصلين الى الكويت للمشاركة في القمة العربية للتعبير عن المكانة الكبيرة التي تحتلها الكويت لدى القيادة والحكومة والشعب اليمني , والتعبير عن تقدير اليمن واليمنيين للمواقف الكويتية بجانب اليمن في مختلف المراحل والتحديات , والتأكيد على الأهمية التي باتت تحتلها دولة الكويت في محيطها الاقليمي والعربي والدولي , وتحملها للمسؤولية الجسيمة في ترميم البيت العربي خلال المرحلة الراهنة , وفي ظل المتغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية , وتصدرها للمشهد إزاء مختلف القضايا العربية , وفي مقدمتها اليمن التي كانت ومازالت تمثل اولوية لدولة الكويت . وقد تصدرت اليمن اهتمامات سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والمسؤولين في دولة الكويت .. وقد اكد امير دولة الكويت رئيس القمة العربية وخلال استقباله للرئيس هادي , ان القمة العربية سترحب بالنجاحات التي تحققت لليمن من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يرسم خارطة طريق المستقبل لليمن وضرورة مساعدته سياسيا واقتصاديا لتخطي ما تبقى من المرحلة الانتقالية وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وذلك من اجل الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن. وجاء هذا امتدادا لمواقف سمو أمير دولة الكويت الأخوي تجاه اليمن , حيث كان قد وجه دعوة خلال الكلمة التي القاها امام قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت مؤخرا , دعوة لدول مجلس التعاون ا إلى مواصلة دعمها لليمن بما يمكنه من ترجمة التطلعات المنشودة لأبنائه. وعبر عن ثقته في أن دول مجلس التعاون الخليجي ستواصل دعمها لليمن من أجل تحقيق ما ينشده أبنائه من أمن واستقرار. ومثل الموقف الثابت للكويت في دعم اليمن و الحرص على أمنه واستقراره ووحدته , واحدا من اهم عوامل نجاح الفترة الانتقالية الاولى و مؤتمر الحوار الوطني . وقد أكد وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الصباح السالم الحمود الصباح أن دولة الكويت وأميرها سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يضعون في اولوياتهم مصلحة اليمن وضرورة ان يكون دائما قويا وموحدا . واشاد بمخرجات الحوار الوطني في رسم مستقبل اليمن , واكد ان مصلحة الكويت والمنطقة ان يكون اليمن موحدا . وكانت اليمن حاضرة في اهتمامات السياسية الخارجية الكويتة في مختلف المحافل , حيث كان مندوب دولة الكويت الدائم لدى الاممالمتحدة في جنيف السفير جمال الغنيم قد دعاء في جلسة الاممالمتحدة التي عقدت اواخر يناير الماضي لاستعراض الملف الدوري الشامل لليمن ووضع حقوق الانسان , دعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته وتقديم الدعم لليمن .. وطالب الهيئات الدولية بدعم الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية في مجالات مكافحة الفقر وتخفيض البطالة وتحسين مستويات الامن الغذائي. وقد سارعت دولة الكويت إلى مباركة وتأييد كل الخطوات الشجاعة للرئيس عبدربه منصور هادي على طريق تنفيذ اتفاق التسوية القائم على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة . ولم تكتف بهذا فقط بل سارعت إلى تقديم الدعم و تبني حملة لحث الدول والمنظمات المانحة في تقديم الدعم لإنجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته , والوقوف الى جانب الشعب اليمني . ولاشك ان القمة العربية الخامسة والعشرين التي تستضيفها الكويت ستقدم دعما جديدا للرئيس عبدربه منصور هادي في مواصلة مسيرته في ترجمة إرادة التغيير التي ينشدها الشعب اليمني و تجنيب اليمن المخاطر المحدقة , وذلك من خلال التأكيد ومباركة نتائج مؤتمر الحوار و دعم امن ووحدة اليمن , ورفض كل المحاولات التي تريد إعاقة المشروع اليمني الرائد في الحوار وتحقيق التغيير بطريقة فريدة .