اتخذت دول الخليج العربية خطوة على طريق حل الخلاف الشديد الذي وقع بينها يوم الخميس من خلال الاتفاق على آليات لتنفيذ اتفاق أمني توصلت إليه هذه الدول العام الماضي . وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قد سحبت سفراءها من قطر في الخامس من مارس آذار متهمة الدوحة بعدم التقيد باتفاق أبرم في نوفمبر تشرين الثاني دعا إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في المجلس . وأدت هذه الخطوة التي لم يسبق لها مثيل- وقال محللون إن سببها الحقيقي هو دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين- إلى تعقيد جهود الخليج للتعامل مع الفوضى التي تشهدها المنطقة ولا سيما في سوريا ومصر . وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في بيان إن وزراء خارجية المجلس اجتمعوا في الرياض لإجراء مراجعة شاملة للتدابير المستخدمة في تطبيق السياسات الخارجية والأمنية . وأفاد البيان أنه "تم الاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في إطار جماعي.. ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله ودون المساس بسيادة أي من دوله ." وأضاف أن الوزراء أكدوا أن دولهم وافقت على آليات تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض في 23 نوفمبر تشرين الثاني ولم يتم الإعلان عنه قبل سحب السفراء الشهر الماضي . ولكن البيان لم يتضمن أي إشارة إلى احتمال عودة سفراء السعودية والإماراتوالبحرين إلى الدوحة . كما لم يتضح على الفور ما إذا كان الاتفاق سيجعل قطر توقف دعمها للإخوان المسلمين. وفي وقت سابق يوم الخميس قال مسؤولون خليجيون إن السعودية والإماراتوالبحرين تريد أن يتوقف أي دعم مالي أو سياسي للجماعة كي ينتهي الخلاف . وأعلنت السعودية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية في خطوة أعقبت إسقاط الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين العام الماضي عقب احتجاجات حاشدة . وتقيم بعض قيادات الجماعة في قطر واستطاعوا بث آرائهم عبر وسائل الإعلام القطرية . وتبدي السعودية والإمارات استياءهما على وجه الخصوص من إيواء الدوحة لرجل الدين البارز يوسف القرضاوي الذي يوجه لهما انتقادات. وتفرد قناة الجزيرة القطرية والتلفزيون الحكومي القطري مساحة منتظمة له للظهور على شاشاتهما . ولكن قطر أصرت في الشهر الماضي على أن سياساتها الخارجية "غير قابلة للنقاش" واستأنف القرضاوي إلقاء خطبه الدينية بعد توقف. ولكن السعودية قالت إن على الدوحة أن تغير سياساتها كي تنهي هذا الخلاف . في غضون ذلك كشف وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان يوسف بن علوي أن الأزمة بين السعودية والإماراتوالبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى انتهت، و"أصبحت من الماضي". وأوضح في تصريحات صحفية أن المسألة انتهت وتم حلها داخل البيت الخليجي. ووصف بن علوي الأزمة بأنها كانت عاصفة عابرة ومرت، مقللا من خطوة سحب السفراء بين الدول الشقيقة. وقبيل الاجتماع الوزاري قال وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله إن الخلاف "الخليجي-الخليجي" الذي بلغ ذروته بسحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر، "في طريقه للزوال"، مؤكدا أن الأمور "تتجه بإيجابية لاحتواء وطي صفحة هذا الخلاف ". وردا على سؤال حول دور الكويت في احتواء الخلاف الخليجي، قال "الجارالله": "الكويت قامت بدور، وأعلنت الاستعداد للقيام بأي دور يسهم في تماسك ووحدة دول مجلس التعاون الخليجي"، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول طبيعية الاتفاقات الممكنة أو التسويات المتوقعة . وأعلن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، عن تلقيه أنباء بخصوص انفراجة في الأزمة بين دول الخليج العربي، مثمنا الدور الذي أداه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في لم الشمل بين الأشقاء الخليجيين وتقريب وجهات النظر . وقال الغانم، في تصريح للصحفيين في مجلس الأمة "شهدنا اليوم ثمار الجهود التي بذلت في القمة العربية"، التي استضافتها الكويت في شهر مارس الماضي، وأعرب عن أمله في أن يسود الأمن والأمان جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تستمر اللحمة الخليجية على وضعها السابق، مضيفا "أن هذه الأزمة سحابة صيف ومرت ".