في رمضان يبقى التجار الجشعون والمسؤولون الفاسدون طلقاء»، يقول نبيه مصلح (43 سنة)، موضحاً أن القيم الانسانية والأخلاقية لفريضة الصوم تنحسر يوماً بعد يوم. وكما في الدول الأخرى الاسلامية يحدث حلول شهر رمضان المبارك تغييراً في الحياة اليومية لليمنيين، خصوصاً لجهة إعداد وجبات خاصة وارتداء البعض ملابس تقليدية وإطلاق اللحية والشاربين. ويعد التمر و «السنبوسة» و«الشفوت» من أساسيات وجبة الافطار. ويطاول التغيير سلوك الناس أيضاً ويسجل رمضان إرتفاعاً في حوادث الشجار والعراك، خصوصاً في المناطق الجبلية مثل صنعاء. وتنتشر بين اليمنيين نصيحة مفادها «لا تكلم صائماً بعد العصر». وباتت حوادث الشجار الرمضانية موضوعاً اثيراً للدراما المحلية. وترى الاختصاصية النفسية منى عبدالحفيظ في هذا النوع من الحوادث الرمضانية تظهيراً للطبيعة النفسية والعصبية للإنسان اليمني، مؤكدة وجود خصائص تتسم بها شخصية ابناء المناطق الجبلية، ومنها حدة المزاج والميل الى القتال. وتقول: «على رغم انخفاض درجة الحرارة في المناطق الجبلية قياساً بمناطق الساحل بيد أن حوادث التوتر والشجار اثناء الصيام تكثر في صنعاء»، معتبرة أن صيام أبناء المناطق الساحلية هو بمثابة «جهاد» حقيقي للنفس خصوصاً في ضوء ارتفاع درجة الحرارة التي تصل احياناً الى 45 درجة مئوية وانقطاع التيار الكهربائي وانتشار الفقر.