استأنفت اليوم الخميس في فيينا الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية الست أملا في التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي لإنهاء النزاع في وقت لاحق من الشهر الجاري. وتسعى المحادثات "الماراتونية" التي يمكن أن تستتمر حتى 20 يوليو الجاري الى التوصل الى حل لمواجهة مستمرة منذ أكثر من عقد مع إيران زادت من مخاوف اندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط وسباق تسلح نووي اقليمي. وتشتبه واشنطن وبعض حلفائها في أن البرنامج الإيراني مصمم لإنتاج أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه إيران التي تقول إن البرنامج مخصص للاغراض السلمية. وبعد اتصالات غير رسمية جرت يوم أمس الاربعاء بدأ كبار المفاوضين من إيران ومجموعة "5+1" (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) إضافة إلى ألمانيا جلسة مكتملة بعد الساعة التاسعة صباحا (0700 بتوقيت جرينتش) بقليل وهي الجولة السادسة من المحادثات في فيينا منذ فبراير الماضي. وأمام الوفود أقل من ثلاثة اسابيع للتوصل لاتفاق على حجم البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم مستقبلا وقضايا اخرى اذا كانت تريد الالتزام بمهلة 20 يوليو للتوصل إلى اتفاق. ويقر مسؤولون غربيون في أحاديثهم الخاصة انه ربما تكون هناك حاجة إلى تمديد المحادثات. وفرضت واشنطن وبعض حلفائها عقوبات على ايران وتشتبه في أن الغرض من برنامج طهران النووي هو امتلاك اسلحة نووية وتنفي إيران ذلك وتقول إن برنامجها لتوليد الطاقة ومشاريع سلمية. وينتهي يوم 20 يوليو العمل باتفاق مؤقت خفف بدرجة بسيطة العقوبات المفروضة على ايران بعد أن قيدت طهران بعض الجوانب في أنشطتها النووية. ويمكن تمديد العمل بالاتفاق المؤقت ستة أشهر أخرى على أقصى تقدير حتى يتم التوصل الى اتفاق طويل الأجل. ولجأ وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى يوتيوب يوم أمس الاربعاء لينقل رسالة يبدي فيها استعداد إيران لاتخاذ خطوات تضمن أن يظل برنامجها سلميا لكنه قال إنها "لن تركع" في مذلة للتوصل الى اتفاق مع القوى الكبرى. واستبق وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذه الجولة من المفاوضات بتصريحات حذر فيها من تضييع هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق. وقال كيري "في هذا العالم المضطرب، لا تسنح الفرصة دوما للتوصل بالطرق السلمية إلى اتفاق يستجيب للحاجات الأساسية التي عبر عنها جميع الأطراف علنا، ويجعل العالم أكثر أمانا، يهدئ التوترات الإقليمية ويتيح ازدهارا أكبر". وتحدث كل من كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن امكانية التوصل إلى اتفاق "تاريخي". وسبق أن التقت دول مجموعة الست وإيران خمس مرات في فيينا سعيا للتوصل إلى اتفاق بحلول 20 يوليو الجاري موعد انتهاء اتفاق مرحلي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي في جنيف. غير أن الخلافات في وجهات النظر لا تزال كبيرة إذ تطالب الدول الست الكبرى طهران بالحد بشكل كبير من أنشطتها النووية بحيث يصبح من المستحيل عليها حيازة سلاح نووي، وهو ما تنفي إيران باستمرار سعيها إليه. وتقود كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي المفاوضات نيابة عن القوى الست بينما يرأس ظريف وفد إيران في فيينا والهدف من جولة المحادثات الجديدة هو التوصل الى اتفاق نووي شامل بحلول 20 يوليو المقبل لكن محللين ودبلوماسيين تنتابهم شكوك قوية بأنه يمكن تحقيق ذلك. ولم تحرز الجولة الخامسة من المفاوضات النووية التي جرت نهاية الشهر الماضي أي تقدم في المفاوضات النووية من أجل البدء في كتابة نص الاتفاق النهائي.