تلقى النظام السوري أمس، ضربة موجعة، بإعلان انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب ولجوئه ووزيرين و3 ضباط كبار في الجيش إلى الأردن متهماً النظام بارتكاب "جرائم إبادة"، الأمر الذي ردت عليه دمشق بإعلانها إقالته من منصبه قبل ذلك، ونفيها انضمام وزيرين إليه، وتكليف نائبه عمر غلاونجي رئاسة الحكومة مؤقتاً، فيما لقي إعلان الانشقاق ترحيباً في أوساط المعارضة السورية والغرب الذين اعتبروا أنها تكشف حالة الهشاشة وانعدام السيطرة التي وصل إليها النظام . في وقت أسفر انفجار عبوة ناسفة في الطابق الثالث من مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي في دمشق، عن دمار هائل، وعدد من الإصابات، وتواصلت الاشتباكات والقصف في حلب، ومناطق سورية أخرى . وأعلن محمد عطري المتحدث باسم حجاب، أن الأخير سيغادر إلى قطر "خلال أيام" . وقال إنه "سيخرج للإعلام وهو بكامل صحته وعائلته سليمة ومعه" . وذكر أنه في "مكان آمن" مع عائلته إضافة إلى عائلات 10 أشخاص من أقربائه، وسيتكلم قريبا، ونقل عن حجاب قوله في بيان "أطل عليكم في هذا الوقت العصيب الذي (تمر) فيه سوريا بأقسى جرائم الإبادة الجماعية والقتل البربري الوحشي ضد شعب أعزل" . وأضاف "أعلن انشقاقي عن نظام القتل والإرهاب وانضمامي إلى صفوف الثورة"، مؤكداً أنه الآن "جندي من جنود هذه الثورة المباركة" . وكانت المعارضة أكدت أن حجاب انشق ولجأ مع وزيرين و3 ضباط إلى الأردن ليل الأحد/الاثنين، فيما نفت السلطات انشقاق الوزيرين، وأعلنت أنه تمت إقالة حجاب قبل انشقاقه، وتكليف نائبه عمر غلاونجي رئاسة الحكومة، التي قالت إنها اجتمعت أمس، من دون غيابات . وقلل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من أهمية انشقاق حجاب، مؤكدا أنه لن يؤثر في سوريا لأنها دولة مؤسسات لا أفراد . ووصف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الانشقاق بأنه مؤشر إلى "تآكل النظام من الداخل" . ونفى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون علم المجلس مسبقا بانشقاق حجاب، وفي وقت لاحق، رحب المجلس في بيان لمكتبه التنفيذي ب"انشقاق حجاب وانضمامه إلى صفوف الشعب السوري وثورته العظيمة"، معتبراً أن هذا الانشقاق "دليل على أن ما يرتكبه النظام المجرم تجاوز كل الحدود" . ورأى أن نظام الرئيس بشار الأسد "يعيش ساعاته الأخيرة" . ووصفت جماعة الإخوان المسلمين موقف حجاب بأنه "شجاع ويعبر عن وطنية عالية وصدق انتماء إلى الوطن وإلى الشعب" . ودعت "كل رجال الدولة السورية إلى المسارعة إلى الانحياز إلى شعبهم"