قال خطيب ساحة الحرية بعدن المهندس/ منذر السقاف في جمعة الانتصار لحقوق العمال لقد أعز الإسلام العامل ورعاه وكرمه، واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل ، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية ، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان. فقد قرر الإسلام للعمال حقوقهم الطبيعية كأفراد في المجتمع ، كما جاء بكثير من المبادئ لضمان حقوقهم قاصداً بذلك إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حياتهم وبعد مماتهم كفل الله حقوق العمال وصانها يوم ان جعل من انبيائه نموذجا مشرفا لكلل عامل كان آدم عليه السلام حراثًا، ونوح نجارًا، وإدريس خياطًا، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجرًا، وداود حدادًا، وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام،.. تحت مبدأ العدل والإنصاف بين الناس جاء حق العامل والأجير والمستخدم، سعياً للمحافظة على كرامته، والدفاع عن حقوقه، ومساواته مع بقية البشر... وأضاف ديننا الحنيف بريء من تلك الممارسات، وبريء ممن نهبوا حقوق العمال وسلبوها ظلما وعدوانا! كما عاتب على بعض الجهات التي تكرم عمالها اليوم والوطن يسمع عن عمال سرحوا من الخدمة مبكرا وحرموا من مرتباتهم وأغلقت مصانعهم ومنشآتهم في جنوب اليمن من قبل نظام المخلوع ... كما دعى وزير الخدمة المدنية إلى عدم تأخير الدرجات والرتب عن الموظفين في المؤسسات والإدارات لسنوات طويلة والتي تحدث أمام مرأى ومسمع المسئولين. وأضاف السقاف عمال بلا حقوق غيبت عنهم كرامتهم واستهدفت مؤسساتهم بأشكال الفساد وانواعه من قبل النظام البائد واصبح العامل لا يملك الخيار الا ان يواكب شراسة الفساد المستشري حتى جاءت ثورة التغيير لتجتاح مؤسسات البلاد بحكمة وروية وعدن كعادتها تقدمت المشهد فسقط اول شهيد في المطالبة بحقوق العمال ومكافحة فساد المؤسسات الشهيد ماهر حسين بن حطبين..رحمه الله وأكد السقاف في خطبته على أن العمال قد ظلموا في جنوب الوطن وشماله وآن الاوان اليوم لرد حقوق العمال وتفعيل دور نقاباتهم مدنيين وعسكريين. وشدد على رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق ومؤتمر الحوار ان يمهد الطريق امام العمال لصياغة رؤيتهم في ضمان حقوقهم ورد مظالمهم خاصة ابناء الجنوب وابناء عدن المسرحين من العمل او من جعلت مؤسساتهم خاوية على عروشها بلا عمل. كما دعا إلى إعادة عدن لحلمها الضائع المتمثل في ميناء عدن الذي لا بد من تشغيله على الوجه الامثل .. كما طالب بإعادة الهيبة لمصنع الغزل والنسيج ومؤسسة الثروة السمكية حتى تنهض الحركة الانتاجية ويمارس العمال واجباتهم وترد لهم حقوقهم فهم بناة الوطن وصناع نهضته كما بعث في ختام خطبته رسالة إلى فخامة الاخ الرئيس قائلاً ان رد الحقوق المستحقة للعمال ورفع الظلم عنهم لن يكون الا بتولية الشرفاء المسؤولية وسحب البساط من تحت الفاسدين فالله سبحانه يأمرك كما امر كل مسئول بقوله سبحانه (ان خير من استأجرت القوي الامين) قوي على كل مفسد وامين على اموال الدولة وحقوق عامليها ..على مؤسسات الدولة كلها ان تقف في صف الشعب و عمال البلاد