ماذا لو اصدر قرار بتجريم الإساءة للأديان ومقداساتها ؟ سؤال من وحي الإساءات المتعمدة والمتكررة لشخص رسولنا الكريم وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم . لو حقآ أصدر هذا القرار لتغيرت خطبنا وخطاباتنا ، وهذا يعني أن الصورة الكلاسكية لخطبنا من مقدمة وخاتمة وأدعية سوف تتغير تبعآ لهذا القرار والعقوبة المرافقة له ، وحينها لن يستطع أي خطيب لعن اليهود واتباع بقية الأديان المعادية للإسلام أو القدح بهم او بمن والاهم ، ومن الطبيعي ان تصبح هناك هالة مقدسة على رموز الكفر والطغيان من "أبى جهل" إلى أخر زنديق في عصرنا الحاضر . هنا فقط نتنبه إلى تفاصيل علاقتنا ببعض نحن المسلمين أبناء الدين الواحد والمختلفين بطوائفنا ومذاهبنا قبل أن نفكر في علاقتنا بذووا الأديان الأخرى ، إذ كل طائفة منا تلعن أختها وكل مذهب يخالف الأخر حبآ في الخلاف ، ويتم الإساءة لرموز دينية كالصحابة رضوان الله عليهم وأمهات المسلمين وإذهاج نيران التنافر بحجة خلافات ماضاوية نقلت إلينا بروايات مختلفة ، وفي المقابل طائفة أخرى تمقت ما يجيء به الآخر وهكذا حتى نجد أن كل طائفة تجيش بكل وسائل الإقناع المختلفة بأنها المخولة بدخول الجنة وما عداها من الطوائف في ضلال وكفر وإلى جهنم وبئس المهاد ! إجمالآ قبل أن نفكر في إساءة اليهود لمقداساتنا ومحاولاتنا لإيقاف هذه الهجمات ، تحضر اسئلة أهمها هل نستطيع إيقاف إساءات طوائف ومذاهب المسلمين لبعضها البعض ؟ كيف لنا ذلك وحالنا قد أوصلنا إلى تقاسمنا ولاءات خارجية نعادي من أجلها الجميع ونخالف من أجلها الآخر وصولآ إلى سبه وسب معتقده وما يؤمن به ! هل نستطيع إيقاف هذه الحروب الطائفية التي نشعلها فيما بيننا وتمثل أشد الأخطار المحيقة بنا والتي ستعجل بعودة الإسلام إلى سابق عهده غريبآ كما أخبرنا سيدنا وحبيبنا رسول الله ؟ قبل أن نطالب بإستصدار قرار منع الإساءات للإسلام يجب أن ندقق في تاريخنا الذي عمدت بعض الأطراف على تحريف مجرياته وأحداثة والتي سخرت لأهواء ومطامع لا تخدم الإسلام بل تضع فجوة كراهية لا تردمها أية محبة وتعيق دخول أي إنسان لهذا الدين في حال بحث عن طوائفنا ومذاهبنا المتناحرة ووجد مراجع السنة والشيعة مختلتفتان . من المسلم به إن مسألة إحترام الأخر ومحبته وتقبله تأتي عبر ثقافة جمعية تغرس في أوساط المجتمعات ولا تأتي بالعقوبات الصارمة ولا بالوعيد أو التخويف بنار جهنم ، وأولى مهام الغيروين على رسول الله - المسلمين - تتمثل في تقريب الطوائف ونبذ التطرف وتعزيز التسامح والإخاء وقبول الأخر والكف عن خطابات الكراهية ، حينها سيحترمنا الآخر وسيكف عن الإساءة إلينا وسنكف نحن عن الإساءة لبعضنا ولمن يخالفنا المعتقد وسنرسم الصورة الحقيقية لدين التسامح الذي جاء للإنسانية جمعا بما يحقق العزة والكرامة والإنتصار للإنسان . وختام القول " صلاة الله وسلامه عليك يا حبيبي يا رسول الله * غصة وطن : ديني ودينك يا أخي دينان مختلفان ،، صلي لربك وارتجي في شرعه الإحسان ،، دعني أعانق قبلتي ،، أشدو بالحان الزمان ،، ما ضرني منك الإساءة لو تود إساءة ربي نصيري يا أخي .. لا يخطىء الميزان