هل رحلت عنا بالفعل يامن حملت هموم وأتعاب الحزب كلها داخل قلبك النقي ؟ لا أستطيع أن أصدق بأن تلفوني لن يتلقى مكالمة من هاتفك بعد اليوم، لماذا ترحل دون أن تودعنا، لقد كان مرضك وموتك على عجالة لأنك لا تريد أن تتعب أحد، حتى أن هذا الموت لم يتح لنا الفرصة لنراك قبل أن تفارقنا، لا تستطيع إذني أن تنسى صوتك الذي كان يؤازرني وكل الرفاق في كل مسيرة ثورية تنطلق من ساحة التغيير بصنعاء، لقد أرهقت قلبك وحملته هموم فوق طاقته يارفيقي، أتعبت قلبك كثيرا وأنت تتابع مسيرة الحياة الأولى خطوة خطوة حتى وصلت جولة دار سلم بين فكي كماشة التآمر على نجاح الثورة، وتلفونك كان حينها لا يتوقف عن السؤال في كل لحظة فقد كنت القريب البعيد لهذه المسيرة.. يا رفيقي أحمد الوجيه مهما كتبنا عنك فلن نفيك حقك، فأنت الاشتراكي المحب للتربة الوطنية، وأنت المضحي من أجل سعادة الآخرين، وأنت المحبوب من كل من عرفك سواء من الرفاق أو من بقية الأحزاب والمستقلين، كنت تحلم بقرب إشراقه شمس الحرية والاستقلال بعد هذه التضحيات ولكنك استعجلت وفارقتنا قبل أن نحتفل سويا بالانتصار.. لقد عشت يارفيقي إنسانا شريفا نظيفا بسيطا ومتواضع لم تتعب أحدا وإنما تحملت أتعاب الآخرين، لا أستطيع نسيان وقفتك الشامخة وجبينك يتصبب عرقا وأنت تحمل صورة الشهيد جار الله عمر في إحياء اربعينيته، لا أستطيع نسيان مناداتك لي:( يا أبو جار الله) رغم معرفتك باسم أكبر أولادي،و الآن أريد أن أقول لك :نم يا رفيقي قرير العين ولا تقلق فقد خلفت وربيت أسرة تحمل نفس معاناتك وهمومك وبجانبهم رفاقك الأوفياء سيسيرون بنفس الطريق التي كنت تسير عليها وسيعملون على تحقيق كل ما كنت تحلم بتحقيقه، فيا رفيقي أحمد لا يسعني في الأخير إلا أن أقول لك إلى جنة الخلد مسكنك، ورحمة الله تغشاك،وألهم أهلك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون..