رام هذا بهاؤكِ يا ابنتي، يأتي كقنديلٍ يُنير أصابع الملكوت في رأسي المعبأ بالشجون وبالحكايا. تشق روحي كالمرايا، طرقَ السماء السبع، تدخلني ملائكةُ من الياقوت في الرؤيا، تشج أصابعي، بسعالكِ المبحوح بالكلماتِ والعسل السماوي المقطرِ من نقاء الأنبياء. وأنا على الطرف المقابل، للعصافير الصغيرة، انتظرتُكِ وانتظرتُ قدومكِ الوضاحِ، كالفقراء ينتظرون رزق الله، وغزلتُ من ماءٍ وفخارٍ صفائح فرحتي، وجمعتُ مهدكِ من أماني الطيبين، ومن حنين الجائعين. لا، لا تخذليني الآن وادخُليني يا ابنتي، من سرةِ العشق المقشر بالزمان، وبالجنون وبالرياح، لا تدعي أباكِ يسير من منفى إلى منفى بدونكِ، واضحكي، لا تكسريني، لا تكسري قلبي، ولا تغيبي في بلادٍ أوجعتني وأوجعتكِ، لا تستسلمي أبداً، لهذا الخوف، والموت المجزء كالحنين، لا تخذليني، كالملائكةِ القُدامى، ولا تُجزئي قلبي، لا تذهبي عني بعيداً، واسكنيني، كي نغني للحياة. يوجعني أنينكِ يا ابنتي وتوجعني السماء بعطفها وحنينها، تخنقني دموعكِ كلما عبرت فؤادي في البلاد المزبلة. أحبكِ، أحبكِ، فلتكوني كل شيء أعشقه، كل من يبني على رأسي قصورَ الحبْ، كل شيءٍ أحمله. أحبكِ فاكملي عمري، واكملي فرحي، فلا أصدق ما يقال عن النهايةٍ قبل بدء البسملة. تصبُّب كأنه التعب، يرمي بثِقَلَه عليَّ، فأتصبب حزناً، وأُرمى في النسيان. قناصة القناصة، قتلة محترفون، إنهم يُسْتَدْعَون، في لحظات العجز. قنبلة العُرضي ليس حُلماً فقدناه، قد يكون، قنبلة السياسيين الموقوتة. تفخيخ الرؤوس المفخخة بالايدلوجيا، لا تختلف عن الأجساد والعربات المفخخة، برغبة القتل الجامحة. استطالة يستطيل كخبزتين، فأشربه وطناً، لا يسدَّ رمق الجوع. رائحة لم أُضِفْكِ إلى نسياني، لكني وجدتكِ هناك، تمشطين قلبكِ برائحتي المفقودة. شرف الشرف ليس رجلاً، والعفة ليست امرأة. حذر الأصدقاء لافتات زيتية، وأشياء مائية، تستوجب الحذر. وطني وطني هو أنتِ، ولا علاقة لي
بوطنهم المُدعى، إنهم قتلة وأفّاقون، أما أنتِ تفيضين من أجلي بكل هذا الحب. تفكيك الجعجعة: ضمائر الأصدقاء المستترة، الطحين: أناءآتهم المكرشة، بالوهم والخيبة. ذبول تذبُلين، كحلمٍ فقيرٍ، ينام معي خائباً، كالحقيقة، لا حبَّ أكثر من حاجتي للوقوفِ إلى جانب الموت مبتسماً كالشهيد، ولا موت أكثر من رغبتي في البقاء إلى جانبي، سيداً، يخفف عني ملوحة دمعي، أو يقطِّر من دمعتي، تعبي، ويُرْشِفَه للأبد. تطهير أطهر قلبي من الفضيلة، وأنظف رأسي من الإنسانية، أيها الوحل كن سيداً للزمان الجديد. أو جنتين، قطرية وتركية مجمع منذ أكثر من قرن، العُرضي، هو المكان الآمن، الأكثر قدرة على تجميع القتلة وتوزيع الموت. هروب لولا هروبها المبكر من التلوث، لكانت السحاب تسير على الأرض برفقةٍ عاشقين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك