قبل شهر تقريباً في جنيف صمم احد أطراف الصراع القائم اليوم (أنصار الله) إن يكون هناك ممثل للحراك قد نتفق أو نختلف عليه أو نعتبره صورياً إلا أن تمثيل الحراك هو حضور للقضية الجنوبية. و إن كان التمثيل لا يعبر عن جميع المكونات. في المقابل رفض الطرف الآخر (الشرعية) أي تمثيل للحراك ناهيكم عن الطلبات المباشرة من قبل الأممالمتحدة لقيادات جنوبية بالحضور. كذلك جرت العادة من قبل في كل الحوارات و المفاوضات منذ 2011م . اليوم في العاصمة مسقط مفاوضات مفصلية و مهمة حتى و إن لم تخرج بنتائج, كان الغائب هو الجنوب ليس كممثلين فحسب، و إنما كقضية أيضاً. مما يعطينا تصور لما آلت إليه الأمور أو ما أفرزته الحرب. بعبارة أخرى، إن أهم نتائج الحرب تغييب القضية الجنوبية و هذا ما كنا نخشاه وحذرنا منه. الغريب في الأمر سكوت و تجاهل كل مكونات الحراك سواء التي انحازت لهذا الطرف أو ذاك أو الذي لزم الصمت خلال الحرب، و كأن ذلك الصمت منهم جميعاً قبول بالواقع المفروض رغم التدمير و الدماء الذي لحق بالمحافظات الجنوبية. حقيقة الأمر اليوم هو يوم الاستحقاقات و ليس غداً أو في الحد الأدنى يعطينا مؤشر لاستحقاقات المراحل المقبلة حتى و إن لم تكن هناك ثمار من تلك المفاوضات إلا إن تغييب القضية الجنوبية بحد ذاته هو جريمة تفوق جريمة الحرب و العدوان و الأبشع من ذلك أن من يغيب القضية الجنوبية اليوم من طاولة المفاوضات هي دول تحالف العدوان بعد أن صممت على أن تكون المفاوضات بين أصحابها في الرياض من جهة و أنصار الله و ما تبقى من المؤتمر في الداخل من جهة أخرى، و هم من وضع جدول الأعمال أو نقاط المبادرة أو الأفكار التي حملها ممثل أمين عام الأممالمتحدة ولد الشيخ. و ربما في وقت لاحق يستدعون مكونات الحراك و المهمشين للتبصيم على ما اتفقوا عليه، و ربما حتى هذا لن يفعلوه باعتبار أن القضية الجنوبية قد تم حلها في مخرجات الحوار. هذا ما آلت إليه الأمور كنتيجة أولية للحرب و ربما القادم أسوء بكثير على القضية الجنوبية من يعلم؟. تنبيه وملاحظة: ثمان سنوات كنا نبرر الفشل وعدم الإقدام على شي بكلمة (لا يعنينا) أخشى اليوم أن نبرر الإقصاء و التهميش و دفن القضية و لسنوات قادمة بكلمة (مش وقته) التي بدأت تشيع هذه الأيام. اصبر أكل العنب حبة حبة لا تستعجل المراحل القادمة خطوة خطوة ...... الخ كل تلك المصطلحات أعلاه تعني (مش وقته) من حائط الكاتب على الفيسبوك