بعد أن أعلن هادي وحكومته الأسبوع الماضي موافقتهم على المشاركة في مفاوضات مسقط مع الممثلين عن جماعة الحوثي حزب المؤتمر الشعبي العام، حدثت ردة فعل عكسية من قبل المقاومة التي ساندت هادي و حكومته و شاركت في القتال بقيادة التحالف المعتدي، و كذلك من ناصرهم ورفع شعار شكرا سلمان، حيث أن خبر موافقة الحكومة على التفاوض كان خبر صادما لهم وأثر في معنوياتهم و أثار سخط كبير ضد هادي وحكومته، و نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي معبرين عن سخطهم ومستخدمين كل الألفاظ والعبارات السيئة تجاه هادي وحكومته، و كذلك أنسحب كثير من الذين كانوا في جبهات القتال باسم المقاومة بعد هذه الموافقة، حيث أدركوا أن ثمن ما قدموه من شهداء هي تسوية سياسية و عودة لطاولة الحوار وتقاسم للسلطة.. هذا كله كان له رده فعل عند هادي وحكومته، حيث أدركوا أنهم سيخسرون حلفائهم على الأرض وأن هذا يعد ضربة قاسمة له ولشرعيته، بالإضافة إلى الضغوطات التي تعرض لها من قبل المتواجدين معه في الرياض وهم جميعهم ﻻ يريدون التفاوض. و كذلك تأثير السعودية التي ﻻ يهما سوى تحقيق أهدافها. ما سبق كان كافي ليجعل هادي يعلن اليوم رفضه المشاركة في مفاوضات مسقط إلا بعد اعتراف جماعة الحوثي و صالح بالقرار الأممي 2216، و تنفيذه دون قيد أو شرط، هذه هي الأسباب التي جعلت هادي و حكومته ترفض المشاركة في المفاوضات التي أعلنوا سابقا عن القبول بها. و بالنسبة لشرط الحكومة الذي يطلب الاعتراف من قبل الحوثيين و صالح بالقرار الأممي 2216، فإن موافقة الحوثيين و صالح بتنفيذ القرار تعد اعترافا به. و في ما يتعلق بالجزء الثاني من شرط الحكومة وهو الانسحاب و التسليم دون قيد أو شرط، فهو كمن يقول للحوثي و صالح بأن سلموا رقابكم لتذبح، و هذا ليس بمنطق و ﻻ يقوله عاقل، فالحوار و التفاوض ﻻ يتم بهذه الصورة. و من جانب فالقرار لم يكن يوما بيد هادي، من قبل ومن بعد وحتى اللحظة، فهادي في كل قراراته ومواقفه، كانت دائما نتيجة للتأثر والانصياع لمن حوله تارة، و ترضيات تارة أخرى، و هذا يعني أن هادي ليس رجل حكيم فالحكمة هي ما نحتاجه الآن، أما الانجرار خلف أهواء وآراء صبيانية يعني أن وضع اليمن سيزداد سوء، و سيكون هناك مزيدا من الدماء التي ستسفك، و أن الشعب سيعاني لفترة أطول قد تتجاوز شهور أو سنوات، و لنا في العراق و الصومال عبرة. و يجب على السعودية والمتحالفين معها، أن يدركوا بأن شمال اليمن غير جنوبه، وأن جبال اليمن لوحدها جيش يصعب تجاوزه، و عليهم أن يدركوا أن الشمال ﻻ ينظر إليهم كمحررين بل يرونهم عدوان مغتصب يحب مواجهته، وهذه حقيقة مؤكدة. كاااذب من قال غيرها.