بعد أن استكمل الشاب العشريني سمير عبد الجبار الحوباني تنفيذ فصول جريمته الشنيعة بذبح دلال المنازل المجني عليه عارف الأثوري البالغ من العمر 38 عاماً في عدن، حمل وزر جريمته وسارع بالسفر عائداً صوب قريته في محافظة تعز، في محاولة لإبعاد الشبهات التي ظن بأنها ستضعه تحت رقابة جهات الاختصاص عند بقائه في عدن. سمير الذي وصل إلى القرية على غير عادته بدت ملامحه متغيرة ومزاجه متكدر، الأمر الذي أثار شكوك وتساؤلات أقاربه ومنهم زوجته حول التغيرات التي طرأت على حالته وليس أقلها بالطبع كوابيس النوم التي باتت تؤرقه منذ الليلة الأولى لوصوله، غير أنه لم يضع بالحسبان أن تكون تلك الكوابيس الليلية المستمرة هي الدليل الذي سيفضح سر جريمته لزوجته التي باتت تنصت إليه وهو يهذي ويئن فتنكشف لها حادثة القتل قبل أجهزة البحث التي ألقت القبض عليه فيما بعد ب كريتر عدن. وعندما أجريت معه التحقيقات اعترف الجاني بأنه بعد وصوله القرية وبالذات عندما كان يغط في النوم تنتابه كوابيس مرعبة ويتذكر لحظة ارتكابه الجريمة فيصيح بصوت عالي (أنا قتلت عارف) وتارة أخرى يتخيل المجني عليه عارف واقفاً أمامه وهو نائم فيناديه (باقتلك يا عارف) ويؤكد أنه عندما كانت توقظه زوجته من النوم وتسأله من هو عارف هذا؟ يرفض إخبارها حتى أصابته صدمة نفسية جراء تكرار الكوابيس، وفي الليلة الأخيرة قبل عودته إلى عدن اعترف لها بكل تفاصيل الجريمة وشدد عليها بأن لا تكشف ذلك لأي شخص. وفي الصباح استقل سيارة باتجاه عدن التي بمجرد وصوله إليها وبعدم إدراك منه أخرج هاتف المجني عليه الذي كان قد أخذه مسبقاً وحاول الاتصال.. لم يكن يعلم أن الشريحة تحت مراقبة الأمن، فقد أقنعته ظنونه بأن الفترة التي قضاها متخفياً في القرية منذ 3 مارس دون أن يستخدم هاتف المجني عليه كافية لعدم مراقبته، شغل الهاتف دون تردد فكان أول اتصال يتلقاه من قائد شرطة كريتر وبطريقة الاستدراج تم تحديد موعد معه وإيقاعه في الفخ حيث اعترف بعدها بجريمته وأودع السجن. وما زالت التحقيقات جارية لوجود شكوك بأن هناك أشخاصاً آخرين اشتركوا معه في تنفيذ الجريمة رغم أن الجاني بقي متحفظاً عن الإدلاء بأي معلومات أخرى مكتفياً بالقول بأنه نفذ العملية بمفرده. (المستقلة) في عدد سابق كانت قد تناولت حادثة مقتل المجني عليه عارف الأثوري التي جاءت بعد استدراجه إلى شقة في عمارة كانت مفاتيحها بحوزته لكونه يعمل دلالاً لتأجير المنازل حيث تم قتله وإغلاق الشقة، وعندما طال غيابه على مالك الشقة ذهب إليها وقام بكسر الباب ليعثر على عارف جثة متعفنة ومبتورة من البطن، وبعدها قام أهله بدفنه بعد التحقيق.. بينما ظل القاتل مجهولاً.