يضحي الشهداء بحياتهم لتحقيق التغيير في الواقع ويهبون أرواحهم رخيصة ليحققوا العدالة.. فهل ستتحقق هذه الأهداف والمطالب المشروعة.. بعد أن ضحوا بأغلى ما لديهم.. الإجابة البديهية هي نعم ستتحقق ولا يمكن لتضحياتهم أن تذهب سُدى لكن قصة كهذه التي نحن بصدد سردها تقول عكس ذلك وتورث المستمع شعوراً بالحسرة والقلق على تضحيات الشهداء ومستقبل اليمنيين الأحياء. الشهيد محمد طه المُنيعي والد الطفلة عتاب التي أبكت الملايين وهي تخاطب الرئيس صالح من منصة ساحة التغيير وتقول له ارحل ارحل قتلت أبي ثم أنفجرت بالبكاء فأبكت قلوب الحاضرين. أسرة الشهيد تم تكريمها بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء بدرع ومبلغ مائة ألف ريال وسط حضور كبير من شباب الثورة وصل الدرع إلى طفلتي الشهيد المُنيعي عتاب ودعاء إلا أن المبلغ المائة ألف ريال لم يصل إليهن حتى الآن. علمت صحيفة المستقلة من الصحيفة سمر الجرباني الناشطة الثورية المثابرة في العمل الإنساني أنه تم تكريم أسرة الشهيد المُنيعي بدرع والإعلان عن مبلغ 100 ألف ريال من قبل تكتل في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وسط حضور كبير وأن أسرة الشهيد حتى الآن لم تحصل على أي مبلغ من هذا التكتل الذي أعلن عن هذا المبلغ مضيفة أنه تم التلاعب والمماطلة وإضافة تكاليف سفر أسرة الشهيد من محافظة إب إلى صنعاء. وقد حاولنا البحث عن هذا التكتل في الساحة فقالوا لنا أنه اختفى من الساحة ولم يعد موجوداً وما أفادنا به القائمون على اللجنة الإعلامية المشرفة على المنصة هو بأنهم لا يعرفون اسم هذا التكتل ولتوضيح الحقيقة للقارئ قمنا بزيارة لأسرة الشهيد المنيعي برفقة الإعلامية سمر الجرباني وأجرينا معها اللقاء التالي: ممكن تعرفينا عنك؟ أم عتاب ودعاء زوجة الشهيد محمد طه المُنيعي. علمنا من الصحفية سمر الجرباني أنه تم تكريمك وطفلتيك عتاب ودعاء وتم منحكم درع والإعلان عن مبلغ 100 ألف ريال أين تم التكريم؟ كلام سمر صحيح ولقد استلمت الدرع فقط أما المبلغ لم أستلمه حتى الآن وتم التكريم بساحة التغيير بصنعاء. هل حضرت بنفسك حفل التكريم؟ قبل التكريم كنت هنا في صنعاء أنا والبنات وعندما سافرت إلى محافظة إب أتصلت بي الأخت سمر وقالت لي أن معي والبنات تكريم بساحة التغيير وأن هناك مبلغ 100 ألف ريال لبنات الشهيد عتاب ودعاء ويجب أن أطلع صنعاء لاستلام المبلغ فطلعت ولكن دون فائدة ولم استلم غير الدرع فقط. متى أتصلت بك سمر؟ كان الإتصال في شهر شعبان وقالت لي بأنها تريد أن تعمل خير لأجل عتاب ودعاء وكانت سمر تقوم بمتابعة إستخراج المبلغ كما أنني قلت لها باني سوف أطلع إلى صنعاء عندك وأنت تذهبي إلى الساحة لمتابعتهم لكي يعطونك المبلغ المعلن للبنات. وهل تم تسليم الأخت سمر المبلغ؟ لا لم يعطوها المبلغ بل كانوا يماطلونها ولم نجد منهم غير الوعود الكاذبة. ما أسم التكتل الذي كرمك وطفلتي الشهيد؟ اسمه التكتل الوطني لشباب الثورة هو مكتوب على هذا الدرع الموجود أمامك لتتأكد من اسم التكتل. من يتابع هذا التكتل؟ الذي يتابع الآن الأخت سمر وأنا على إتصال بها وهي فاعلة خير لبنات الشهيد وإن شاء الله تقدر تستخرج المبلغ منهم. وقد قلت للأخت سمر لا تتعبي نفسك لم أعد أريد المبلغ قالت لي سوف أتابعهم وهذا حق البنات وهو فعل خير والأخت سمر جزاها الله ألف خير لم تقصر معنا. هل تواصلتي أنت مع التكتل الوطني لشباب الثورة؟ تواصلت مع أحدهم بالتلفون عندما اتصلت به الأخت سمر وأعطتني التلفون وقلت له أين المبلغ الذي تم الإعلان عنه لبنات الشهيد أفادني بأن التكتل كان يبحث عن الشهرة في صنعاء وقد سحب المبلغ. ممكن تعطيني اسم الشخص الذي أتصلت به؟ لا أعرف اسمه ولكن اتصلت به الأخت سمر وأنا كلمته وقلت له: يا أخي المبلغ معك قال لي: يا أختي هؤلاء الناس كانوا يبحثون عن شهرة. هل تعتقدين أن هناك من يأخذ مبالغ بأسم أسر الشهداء لنفسه ويستفيد منها؟ أكيد هذا وأنا معي طفلتين عتاب ودعاء فما بالك في أسر الشهداء الآخرين الذين معهم أكثر من طفلين كيف يكون وضعهم.. واعتقد أن هناك يد تريد أن تشوه الثورة الشبابية لأن مثل هؤلاء يلعبون علينا وأعتقد أنهم لعبوا بأسر شهداء غير أسرتنا وغرضهم الإساءة إلى الثورة. ماذا تطلبين من شباب الثورة بعد ما تعرضت له من احتيال ونصب؟ أنا لم أتهم أحداً بالنصب أو المتاجرة ولكنني أطالبهم بتسلم المبلغ لبنات الشهيد كون الإعلان عنه قد تم في حفل تكريم وتم إذاعة التكريم في القنوات الفضائية وأطالب شباب الثورة واللجنة التنظيمية التأكد من أي تكتل أو مكون حتى لا يسأ لسمعة الثورة الشبابية التي ضحى من أجلها الشهداء. طرحنا سؤال على الصحفية سمر الجرباني التي كانت معنا أثناء زيارتنا لأسرة الشهيد المنيعي. لماذا لم يتم تسليم المبلغ لأسرة الشهيد حتى الآن؟ أفادت أن التكتل المذكور أعطوها أكثر من وعد بأنه سوف يتم صرف المبلغ ولكن دون جدوى لم نعد نعرف مكان هذا التكتل واختفى من الساحة وكأن الأرض ابتلعته.