بعد 27 سنة من الحكم الرئيس صالح يعلن أنه سوف لن يبحث عن مرحلة ترشيح جديدة في 2006, وذلك أدى إلى زيادة التخمينات حول المرشح المستقبلي. وعليه هناك ارتياب كبير في عدم ترشيح الرئيس صالح نفسه مرة أخرى, خصوصاً وهناك عدد قليل من المرشحين, كما يعمل الرئيس صالح على إعطاء مؤشرات قليلة على كيفية تغيير ونقل السلطة, ومن سيكون ذلك. والنمو الديمقراطي للجماهير والدستور يتطلب عملاً سريعاً وخطيراً لكي يحصل الرئيس الجديد على السلطة بواسطة أصوات الشعب, وفي الحقيقة فإن السلطة لا تزال تقاد ويتحكم بها على مستوى الجيش والقبيلة (حاشد), وعلى الرئيس الجديد الحصول بها على موافقتهم. وعليه فإنه من الآن وحتى 2013, فإنه في حالة موت الرئيس أو اعتزاله لأي سبب, سيكون الخليفة ضابطاً, حيث أقرب المرشحين من أعضاء قبيلة سنحان, أي قبيلة الرئيس, وإن كان أقربهم ابنه أحمد علي, بالرغم من وجود عدة اعتبارات وشكوك حول قدرته لملء الفراغ الرئاسي. وعليه فإن صالح استطاع إخضاع اليمن نسبياً, معتمداً على قدراته في المراوغة والخداع, وإستراتيجية حلفائه, ولكنه عمل أقل في تدعيم قدرة الحكومة على السيطرة, وإرساء دولة النظام, وتحديث البلد, ونتيجة لذلك الوضع المتزعزع, وكون الشعب اليمني بات يشكو من الفساد والنقص في العمل المؤسسي الديمقراطي في تثبيت قانون النقل السلمي للسلطة. كذاك أضحى الشعب يعترف بأن النظام صالح هو الذي أمكنه تحقيق الوحدة والاستقرار وبطريقة عكسية, وعليه فقد أوصل الرئيس صالح الجمهور إلى مرحلة الاعتراف أيضاً أنه اللاعب الوحيد في الوطن. وهناك ليس معروفاً في التسلسل القيادي لليمن في حالة رحيل الرئيس أو موته على اعتبار أن نائب الرئيس ليس إلا ديكور. أما أي من الزعامات اليمنية الأخرى, فلن يكون ذا حظوظ كونها غير مقبولة من القبلية أو المنطقة التي تتحكم باليمن وتقود الجيش في اليمن, الغالبية تقول إن الرئيس القادم سيكون من الدائرة الضيقة الأسرية والمناطقية والقبلية أو العسكرية للرئيس صالح. من بداية 1990؛ اليمن ركز على برنامج ديمقراطي محدود وإصلاح اقتصادي, ومع ذلك 15 سنة يعد الوحدة يظهر الرئيس صالح ماسكاً بقبضة حديدية على مقدرات اليمن, مستخدماً الجيش ومالية الدولة للسيطرة وتوزيع الرعاية (المادية والمعنوية) على أتباعه, وكذلك صالح هو المسؤول الأول عن السلطة القضائية, أي أنه المرجع الوحيد لتعيين القاضي أو إقصائه. ولكن كمان أ، البرلمان اليمني ضعيف بمعنى أن المؤتمر الشعبي العام (GPC) لديه غالبية عظمى لا تمكن البرلمان من أداء دور فعال وكذلك المعارضة (المشترك) عامة تبحث عن التأثير والتأثر بالرئيس بدلا من إقصائه. اتفاق الشياطين بالرغم من ميول الرئيس الاستبدادية, فلم يمكنه من التحكم باليمن بمفرده نتيجة القبيلة والتركيبة المناطقية, وعليه فقد اعتمد على "تقاسم السلطة", هذه الترتيبات مع قيادات القبلية المسؤولين العسكريين, وعلى رأسهم الشيخ عبدالله الأحمر, الذي يتزعم قبيلة حاشد, والجنرال علي محسن, قائد المنطقة الشمالية الغربية, والشخصية الأكثر قوة عسكرية على الأرض اليمنية. هذا المثلث تكون بواسطة اتفاقية مكتوبة عام 1978 , بعد اغتيال الرئيس الغشمي.. وكلاهما على محسن والشيخ الأحمر يمتلكان تأثيراً عظيماً على قرار الرئيس, ولكن بدون مواجهة مباشرة تفضح الاتفاق أو تقضي على التحالف. وعليه فإنه الشيخ الأحمر الذي يتزعم حزب الإصلاح, ويقود البرلمان اليمني, هو زعيم قبيلة حاشد, وكذلك لديه قدرة على صنع علاقات وترتيبات مع مشائخ آخرين لخدمة مصالح النظام. وكذلك قبيلة صالح سنحان هي جزء من حاشد, وذلك يجعل الأحمر زعيم الرئيس قبلياً, وهذه القبيلة تتوزع أكثر في المناطق اليمنية غير المستقرة, ومنها منطقة صعدة. كما أنه يستخدم موقعه في رئاسة مجلس النواب في إنجاح وترتيب مصالحه وتجاريه وأعماله الشخصية, وكذلك التأثير على السياسة الخارجية, وبالرغم من عمره فلم يظهر أي قدر لغيابه عن الساحة العامة والشعبية, كما أن أولاده لديهم مواقع مهمة في مجلس النواب, مثل لجان الأعمال والتجارة وشؤون القبائل. الحداثيون والجادون الإصلاحيون في حزب الإصلاح يلومون الشيخ الأحمر لعدم قدرة الحزب على التأثير والتغيير في اليمن, والغالبية من الإصلاح يلمون الشيخ الأحمر لعدم قدرة الحزب على التأثير والتغيير في اليمن, والغالبية من الإصلاح يؤمنون بأن زعيمهم جزء من النظام أكثر منه في المعارضة. أما علي محسن الأحمر فيعتبر الرجل الأقوى الثاني في اليمن, كما أن هناك ادعاء بأنه الأخ غير الشقيق للرئيس صالح, أو أنه ابن عم للإخوة غير الأشقاء للرئيس, ويعتبر الرجل الصامت, والذي لا يظهر على المواقع العامة. والذين يعرفونه أنه متفائل واجتماعي, وهو القائد للمنطقة الشمالية الغربية, والفرقة الأولى مدرع, ويعمل على محسن على انه الدرع الحديدية للرئيس صالح. حينئذ: أي 17/7/1978, كان أركان حرب اللواء الأول مدرع الذي يتحكم بمدينة صنعاء, عندها وقع مع صالح اتفاقية المشاركة في حكم اليمن, وكذلك الشيخ الأحمر. وهو يتحكم الآن في أغلب محافظات اليمن, ويعتبر الأداة التي صنعت انتصار الشمال في صيف 94 في الحزب الأهلية, وهو الذي يتحكم ب50% من قدرات وإمكانيات ومصادر الجيش في الجمهورية اليمنية. هذا التحالف الثلاثي هو حجر الأساس في حكم نظام الرئيس وعلاقاته وتاريخه مع الرجلين, ومع ذلك هناك بعض التوترات تظهر نتيجة لمحاولة كسب حرب الأخير الرئيس صالح لا يعمل على التحدي, ويتسامح نسبياً (الرئيسان السابقان للرئيس صالح اغتيلا في عام واحد). ولكن يتم تبادل المصالح معهم, وعليه فإن الرئيس يعطي نفساً عريضاً حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وشؤونهم الخاصة بواسطة الجيش الرسمي ومحاكم وإمبراطوريات اقتصادية. صالح غالباً ما يحاول رمي أسهم باتجاه حلفائه وبعض طلباتهم مثل مناهضة الفساد وضبط السلاح, وكذلك دفع مبالغ مالية من خزينة الدولة مباشرة لقبائلهم, وأفراد الجيش, والمليشيات التي تتبعهم. وبالرغم من طبيعة هذه الاتفاقية التي وقعت بين الثلاثة, فإن الأحداث والإرث القبلي يثبت أنه لكي يحصل على انتقال سلمي للسلطة, لابد أن يكون من ضمن هذه الرؤية (الثلاثية) بدون الاعتبار للأنظمة والدساتير الصورية التي كتبت بعد هذا الاتفاق حتى يحصل نفس المستوى من الاستقرار النسبي. سيناريو 1: هزيمة انتخابية.. قريب من المستحيل على افتراض اعتماد ترشيح صالح من حزبه فإنه في الحقيقة لن يواجه أية معارضة حقيقية, لأن الديمقراطية اليمنية على طول مراحلها لم تستطيع إثبات أن هناك قدرة على التعبير بطرق تنافسية محددة, ومن أسبابه هذا الحلف الثلاثي, قد يكون حزب الإصلاح المرشح لعمل شيء, ولكن الأيام أثبتت أن الاتفاق الثلاثي كان له دور في تمكين على صالح من النجاح عام 1999 و2006, مما أدى سقوط مرشح حزب الإصلاح بذاته. هناك محاولة وضجيج إعلامي يتفاعل معه فقط أحزاب اللقاء المشترك (JMP) (كما تم ذلك في انتخابات 2006), ففي البداية يقولون بأنهم لن يشاركوا ثم ما يلبثون أن يغيروا رأيهم, ثم تكون الكارثة عندما يكون الإصلاح عمود اللقاء المشترك أول من يسقط مرشح المجموعة. هؤلاء ينقصهم التنظيم والوحدة والهم الوطني لكي ينجحوا, وهم على حال ليسوا في صدد المحاولة.. وأكثر ما تقرحت فيه بلاغتهم بدلاً من تحديد الأهداف هي تقديم عروض "المصالحة والحوار مع نظام الرئيس صالح مؤشرين إلى حالة من التحالف الجديد الذي سوف يقدمه الرئيس في مرحلة رئاسية قادمة. سيناريو 2: البداية الجديدة 2013 عندما يتجاوز صالح انتخابات 2006 فإن الشعب يطمح بالتغيير السلمي والديمقراطي في 2013, وأغلب الشعب اليمني يرى أنه لا مفر بالرغم من الدستور الضعيف ومراوغة الرئيس صالح, عليه فإن الرئيس مع ذلك قد أعد ابنه أحمد علي, ويكون عمره موجبا لترشيحه, ويعمل على زيادة حضوره والظهور في مواقع مهمة حتى يظهر أفضل مرشح في 2013. كولونيل أحمد علي, قائد القوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري (كلا الوحدتين تعتبران القوات المسيطرة في اليمن). إن اليمنيين لا يفقهون في مصطلح التوريث, ما عدا في فترة الإمامة في القرن ال20, التي مكنت هذا المصطلح من تحديده على الطائفة الزيدية التي لا تؤمن بحق الترشيح إلا من آل بيت النبي مجمد, هذه التخمينات جديدة بالنسبة لليمنيين. أحمد علي يجب أن يتغلب على دخوله إلى الرئاسة, وكسر الطابع الجمهوري للدولة ذات التصويت الجماهيري بتعدد المرشحين, ربما يضفي بعدا على شرعيته إذا قام علي صالح بتحريك قدراته وسلطته القبلية وجيشه لدعم ابنه من ظل غياب منافسين ذوي قيمة في الشارع اليمني, ولكن هناك تقريراً يقيد بأن قدرات أحمد علي ليست كما والده (سيد التوازنات). كذلك هناك تقارير تفيد بصراع بين أبناء الرئيس والشيخ الأحمر, وترتفع أو تزيد الشكوك حول إمكانية تواصل تقاسم السلطة بين الآباء وانتقالها إلى الأبناء. والمرشحون الآخرون قد يأتون من أسرة الشيخ الأحمر, مثل ابنه الأول صادق الذي فاز بمشيخة حاشد, أو حميد الذي يدير ويسيطر على الإمبراطورية المالية لأسرة الشيخ الأحمر, وأيضاَ يمكن أن تكون كذلك لأبناء أخ الرئيس عمار ويحيى, وكلاهما يمسكان بمفاصل أمنية مهمة, فهل الأخوان جاهزان؟ أم أنهما يلعبان أدواراً خاصة بهما في سيرة السياسية اليمنية؟ يمكن للقيادة العسكرية أن تحصل على الرئاسة في اليمن. في حالة اذا ما قام واحد من قادة المناطق العسكرية ال15 في اليمن بتدبير نفسه من خلال شلة القيادات التي عمل الرئيس صالح بكل عناية في اختيارها على أساس الإخلاص الشخصي والارتباط القلبي, حيث إن جميع أعضاء الهيئة العسكرية من قبيلة سنحان, والذين يتحكمون في جميع مناطق اليمن, سواءَ بالروابط الدموية لصالح أو المقربين منه.. هؤلاء القادة يرتبطون بالرئيس مباشرة خارج إطار القناة الرسمية في وزارة الدفاع, وبدون تعريف دستوري يخول ذلك.. وفي الأخير يعتبرون أنفسهم السلطة الحقيقة والواقعية في كل الأقاليم والمحافظات التي يتواجدون بها. وفي ممارستهم يكون سلوكهم كأنهم شيوخ قبائل وأكبر من المحافظين أنفسهم, حيث يفتتحون المدارس ومشاريع المياه, ويوزعون المال والهبات على الآخرين. بالرغم من الجهود السابقة في توحيد الجيش اليمني إلا أن القيادات العديدة لا تزال من المناطق القبلية, مثل المنطقة الشمالية الغربية علي محسن, وعلي فرج المنطقة الوسطى, ومحمد علي محسن المنطقة الشرقية, ومهدي مقولة المنطقة الجنوبية, وعلى اعتبار درجة الإخلاص لدى القيادات المذكورة وقربهم من صالح, فليس منطقياً أن يقوموا بانقلاب للوصول إلى السلطة, والارتباطات القبلية جعلت من 31 وحدة عسكرية يقودها عساكر من سنحان, وهم أبناء عمومة أو قبيلة الرئيس. وعليه, وفي ظل التركيبة الترابطية للجيش في اليمن.. في حالة اختفاء الرئيس صالح فلن تخرج السلطة من أيدي القبلية, وسوف يتم اختيار رئيس آخر من هذه المجموعة. سيناريو 4: الموت المفاجئ حسب الدستور اليمني فإن نائب الرئيس يقوم بتولي السلطة بعد وفاة الرئيس لمدة 60 يوماً, حتى تجري انتخابات جديدة لرئاسة الجمهورية, وفي هذه الحالة سوف يكون الشيخ الأحمر المسؤول الأول عن اختيار الرئيس الجديد, وحسب الدستور كل المتقدمين للترشيح يجب أن يقدموا طلباتهم لرئيس المجلس النواب, وعلى أن يوافق 10% من المجلس على الأقل لترشيحهم, وبإعطاء هذه الفترة الزمنية الصغيرة ذلك يؤدي دستورياً لخدمة تطلعات الشيخ الأحمر باختيار الرئيس الجديد. وعلى أية حال سجل المرشحين سوف يناقش بين البرلمان والقبيلة ممثلاً بالشيخ الأحمر, والجيش ممثلاً بعلي محسن الأحمر, وذلك للسيطرة على تماسك البلاد وتوافق الضلعين الآخرين في مثلث تقاسم السلطة حسب الاتفاقية المرنة, بدون الرجوع إلى الأحكام أو الدساتير والنظام الديمقراطي (المدعي). وعليه فإن البرلمان سوف يرافق على مرشح واحد فقط لكي يتم تجنب أية منافسة تتشتت وتخرج عن السيطرة مركز القوى واستقرار النظام الذي صنع في إطار الاتفاقية المذكورة. وبهذا الخصوص, وفي هذه الحالة, غالباً ما سيكون فرداً من قبيلة حاشد, وبالأخص سنحان, أي أحد قيادات المناطق العسكرية, وبالرغم من أن القبيلة لها وجود هام, فهي من الأساس أحد الفروع الصغيرة لقبيلة حاشد, أي أنه ففي حالة ترشيح أيمن أبناء الشيخ الأحمر, فإن ذلك سوف يتحدى قبيلة بكيل الكبيرة حتى ولو كانت في مرحلة ضعف الآن (بسبب الاتفاقية الثلاثية سابقة الذكر). كما أن الأجراس سوف تدق في جنوبصنعاء, وفي تلك المناطق التي أصبحت ساخطة ومستنفرة من تسلط القبيلة الموالية للرئيس, حتى إن الرئيس غير معروف نسبياً داخل القبائل, على اعتبار ضمه الكثير من الأعوان من قبائل أخرى, حتى وإن كان ولاؤه الحقيقي لأسرته وقبيلة سنحان, ودعمه اللامشروط لقبيلته الأم حاشد.. وعليه سوف تعمل على تمديد الاتفاق الثلاثي, ومواصلة السيطرة على اليمن باختيار رئيس جديد من سنحان. علي محسن بنفسه سوف يقوم بقيادة عملية تدعم المرشح الذي يوافق عليه مع الشيخ الأحمر, وسوف يستخدم عملاء ومناصرين في حزب المؤتمر الشعبي العام والجيش, وقدراته المهمة داخل مليشات حزب الإصلاح, وكذلك المناصرين السياسيين في الإصلاح. علي محسن مشكوك به وموضوع تحت المساءلة في قضايا إرهابية ودعم المتشددين, وبهذا لن يكون الأمر مرحبا به لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمجتمع الدولي, وعلى أساس أنه معروف بدعمه للسلفيين, ويدعم العدي من الأجندات الراديكالية الإسلامية أكثر من الرئيس صالح, كما أنه يحظى بدعم قوي من القوة الوهابية في الغربية السعودية, كما أنه حصل على دعم ومساندة من العربية السعودية لتأسيس وتثبيت العقيدة الوهابية وفي شمال اليمن وبعض المناطق اليمنية, كما أنه يعتقد أنه وراء تكوين جيش عدنأبين في المناطق الجنوبية, وكذلك شريك خاص لتاجر الأسلحة فارس مناع. وعلى هذا الأساس فإن علي محسن سوف يواجه معارصة محلية ومن المجتمع الدولي لو حاول الوصول إلى سدة الرئاسة, وكذلك سمعته ربما فيه قد تحطمت في بعض الدوائر بسبب دوره في حرب الحوثي, في صعدة (مع, ضد). ويلاحظ النجاح المبهر له في رفع الضغط على التمردين الحوثيين (مساعدة), والذي نتج عنه مقتل المئات والألوف من الضحايا بعد شهور من الصراع, ومما أدى إلى كسبه معارضة القبائل في شمال اليمن المنطقة المعروفة بالزيدية. الكثير من اليمنيين يعرفونه مراوغاً ومصلحيه وهو أكثر المستفيدين من تهريب الديزل والغاز في السنوات الأخيرة, كما أنه يظهر أحد المسيطرين على تهريب السلاح والموارد الغذائية وبعض المنتجات الاستهلاكية. ولهذا علي محسن سوف يقوم بدور صانع الملك بدلاً من أن يكون الملك نفسه, واختياره سيكون أحد العسكريين أو المشائخ الموالين له ليكون الرئيس المستقبلي. سيناريو 5: ثورة جماهيرية على المستوى العريض والمعروف لدى الشعب في موضوع الفساد في الجمهورية اليمنية, يظهر أن الفساد يشير بنفسه إلى احتضان الرئيس وحاشيته بشكل مباشر. وأظهر خلال الاحتجاجات في رفع الدعم عن المشتقات النفطية, وبما أن الجمهورية اليمنية لم يعرف السيطرة الكاملة على كافة المناطق القبلية في اليمن, فقد خرجت مناطق مثلاً مأربالجوف ترفض رفع الدمع عن المشتقات, والذي يكلف اليمن ملياراً ونصف سنوياً يستفيد جزئياً المواطنون, أما الرقم الأكبر فيذهب إلى جيوب المهربين. هذه الأحداث, بما فيها الحوثيون في الشمال وعدن وحضرموت وتعز.. نتيجة للفساد الفاضح وعدم القدرة على الإدارة وتفعيل مؤسسات دولة حقيقية, وهنا يمكن أيضاً توقع تجديد مقامة في الجنوب. الإحباط شائع بين الجنوبيين, وبالأخص في عدن., الذين يعتقدون أن الوحدة لم تنتج أملاً في الاقتصاد أو فوائد سياسية, هم يشكون من القادمين من الشمال الذين احتلوا أرضهم وسيطروا على مقدراتهم الاقتصادية, وكانت حالتهم قبل 1990 أفضل مما هي بعد الوحدة, وفي حالة ثورة جماهيرية تخرج عن السيطرة, فإن زعيماً عسكرياً قوياً مثل علي محسن, سوف يقفز ويستخدم قدراته على مناطق وشخصيات موالية لكي تعود الأمور إلى نصابها. السنوات القادمة القليلة سوف تحضر المزيد من المشاكل على الأرض اليمنية, خصوصاً الوضع الاقتصادي المتدهور, والذي يسوء باضطراد, وكذلك عدم قدرة الجمهورية اليمنية للقيام بخطوات حقيقية وفاعلة ضد الفساد. الشعب اليمني في هذه اللحظة يعاني في الوقت نفسه من ضعف التنظيم والتعليم والحماس لكي يقضي على نظام صالح, أكثر اليمنيين لا يستطيعون التخلي عن القات, ولهذا فإنهم يقرؤون أنفسهم على أساس ضياع التأثير الإيجابي على المستوى الشعبي في قضية التغيير, وقال أحدهم إننا نخزن ونقول إن العمل الثوري د يؤدي إلى ضياع البلد وعدم الاستقرار وانسداد الأفق. اليمنيون يشتكون من النظام, ولكن فرص نجاح الثورة ليست كافية, إلا إذا ظهرت أسباب أخرى يمكنها أن تعدل المزاج الشعبي وتبعث على الثقة (ظهور قيادات وطنية من خارج دائرة السيطرة الحالية). الرئيس صالح نجح في جعل منافسيه إما متعاونين أو مهزومين إلى هذه اللحظة.. وهؤلاء الأخيرون الذين استفادوا من التأثير الحقيقة على الرئيس أي الشريكان الآخران في تقاسم اليمن الشيخ الأحمر وعلي محسن, هؤلاء يعلمون كصناع الملك وليس الملك, ولديهم العديد من الأعداء, وهم يفضلون الجلوس خلف الأضواء مادامت مصالحهم تحت السيطرة والملك بيدهم. وعلى أية حال الرئيس صالح استفاد من هذه الاتفاقية, وتحقق حلم الحلف الثلاثي الشيطاني. وعلى كل حال فإن أي خليفة للرئيس في اليمن يجب أن يمر مرة أخرى من خلال هذه الاتفاقية, ما لم فإن حظوظ أي مرشح شيخاً كان أو عسكرياً, تبوء بالفشل, وعليه فإن الانتقال إلى سلطة جديدة أو حكم جديد يجب أن يخضع للقبيلة وسنحان ومن حاشية صالح ربما أحمد علي حتى وإن لم يكن قادراً على ارتداء حذاء أبيه وتثبيت اتفاقية الحلفاء السابقة. ومع ذلك, من الواضح أن الأوضاع تزيد سوءاً وصعوبة, وحالة الفساد تتعاظم, وينهار الاقتصاد. الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يضغطان بقوة على الرئيس صالح لكي يغير العملية والطريقة التي يريد بها البلاد, وباعتبار ذلك الرئيس صالح لا يبدي أي اهتمام لمثل هذه التحديات, ولا يستعجل في إخراج البلاد من هذه الأزمة حتى وقتنا هذا. هذه الوشيقة عبارة عن تقرير سري للسفير الأمريكي في صنعاء بتاريخ 17/9/2005 نشرت هذه الوشيقة في موقع ويكيليكس برقم 5sanaa2766 التصنيف: سري للغاية نشرتها صحيفة الشارع في : 28 يناير 2012 ترجمة: د. محمد الزوبة ترجمة خاصة ب "الشارع"