«كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    زرعتها المليشيا.. "مسام" ينزع أكثر من 1839 لغماً وعبوة ناسفة خلال أسبوع    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    حزب الله يبارك استهداف مطار (بن غوريون)    المجلس الانتقالي يحتفي بالذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    أبو عبيدة:التصعيد اليمني على الكيان يتجاوز المنظومات الأكثر تطوراً بالعالم    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    اعتبرني مرتزق    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويكليكس يكشف عن خفايا واسرار تقاسم وصراع السلطة في اليمن – ترجمة
نشر في الناشر يوم 05 - 03 - 2012

كشف موقع ويكليكس وثيقة سرية للسفارة الامريكية عن تحالف الرئيس عبدالله صالح و اللواء علي محسن الاحمر و الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر , وكشفت الوثيقة عن خفايا واسرار خطيرة عن تقاسم السلطة في اليمن
مرجع رقم: 05SANAA276
الموضوع: هل سينهض خليفة صالح؟
المصدر: السفارة الإمريكية بصنعاء (اليمن)
تاريخ الوثيقة: السبت، 17 سبتمبر، 2005
التصنيف: سرية
التصنيف بواسطة: نبيل خوري
1. موجز: بعد 27 عاماً في السلطة، أثار إعلان الرئيس صالح بأنه لن يسعى لفترة ولاية ثانية الكثير من التكهنات حول خلفائه المحتملين. وهناك شكوك حول نوايا صالح بعدم الترشح، خاصة مع وجود عدد قليل من المرشحين المؤهلين. ولم يبين عن كيفية نقل السلطة، وهو السؤال الملح عن كيف ومتى سيتحقق هذا التحول. فتزايد قبول الرأي العام بالمؤسسات الديمقراطية يتطلب على الأرجح إجراء اقتراع شعبي حتى يتولى السلطة من بعد صالح، وذلك لمنع حالة الطوارئ الوطنية. إلا أن السلطة في أعلى المستويات تستمد من الجيش والقبائل. وعلى الرئيس القادم الحصول على موافقتهم. وفي حالة وفاة صالح أو تقاعده قبل 2013، نجل الرئيس صالح، أحمد هو الخيار الأكثر وضوحاً، إلا أن هناك شكوك كثيرة حول مدى ملائمته للمنصب. وقدم صالح استقرار نسبياً لليمن من خلال مناورته وتحالفاته الاستراتيجية، إلا أنه بالمقابل لم يفعل شيئاً يذكر لتعزيز المؤسسات الحكومة وتحديث البلاد. ونتيجة لذلك، فإن أي سيناريو للخلافة من بعده محفوف بالشكوك. وبالرغم من أن اليمنيون يشكون بكل حرية مطلقة من الفساد وغياب المؤسسات الديمقراطية اللازمة لإقامة سيادة القانون، إلا أنهم في الوقت الحاضر يتفقون بصفة عامة من أن لا أحد يستطيع من الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد غير صالح. نهاية الموجز.

صالح: اللعبة الوحيدة في المدينة

2. في 16 يوليو، قام الرئيس صالح بالإعلان المفاجئ من أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية 2006، وصدقه بذلك قلة من المراقبين، ولكن إعلانه وضع سؤال ملح عمن سيخلفه كرئيس. (التعليق: نظراً لاعتقاد العام بأن خلف صالح لن يظهر قبل انتخابات سبتمبر من العام المقبل، فمن المحتمل أن يكون صالح قد أدلى بهذا التصريح ليقود البلاد إلى نقطة. نهاية التعليق).

3. ليست هناك معالم واضحة تبين أن الرئيس سيستقيل أو يموت أو يصبح عاجزاً وهو ما يزال في منصبه. نائب الرئيس ليس إلا صوري، والقادة الآخرين البارزين بنظر الجميع غير مقبولين لسبب أو لآخر قبلي أو إقليمي في الجمهورية، ويبدو أن صالح يفضل ابنه أحمد ليكون خليفا له، على الرغم أن ولي العهد لا يحظى حالياً بنفس الاحترام الذي يحظاه والده، وليس عمره أصغر من 40 المحدد بموجب الدستور لتولي الرئاسة. وعند السؤال عن اسماء المرشحين المحتملين، يقف اليمنيون عاجزين عن الخروج بمرشح واحد محتمل. وعلى الرغم من تطلعاتهم إلى عملية ديمقراطية حقيقية، إلا أن الكثيرون يعتقدون أن الرئيس القادم لن يأتي إلا من حاشية عائلة صالح أو من حلفائه العسكريين.

4. ومع بدأ الوحدة عام 1990، شرعت اليمن في تنفيذ برامج محدودة من الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي. وبعد مضي 15 عاما من الوحدة، أحكم صالح قبضته القوية على الأجهزة التنفيذية في اليمن، مستخدما الجيش والمال العام لممارسة السلطة ولتوزيع المحسوبية. وهيمن أيضاً على السلطة القضائية من خلال ترؤسه لمجلس القضاء، ولديه السلطة الوحيدة لتعيين وعزل القضاة. والبرلمان اليمني ضعيف ويتمتع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بأغلبية واسعة من المقاعد. حتى أن أحزاب المعارضة تسعى بصفة عامة للتأثير على الرئيس بدلاً من الإحلال محله.

صفقه مع اثنين من الشياطين

5. على الرغم من ميول صالح الاستبدادية، إلا أنه غير قادر على حكم البلاد بمفرده بسبب الانشقاقات القبلية والإقليمية، ويعتمد بشكل كبير على ترتيب "تقاسم السلطة" مع الشخصيات القيادية القبلية والعسكرية في البلاد. والشيخ عبد الله الأحمر، الذي يرأس تحالف قبائل حاشد واللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الشرقية، وصاحب السمعة ذايعت الصيت كأقوى رجل عسكري في البلاد. وشكلت هذه الثلاثية اتفاقية خطية في عام 1978، عقب اغتيال الرئيس الغشمي. وكلا من محسن والشيخ الاحمر لهما نفوذ كبير بالتأثير على قرارات الرئيس، ولكن لا ينازع أيا منهما على سلطة صالح في الرئاسة مباشرة.

6. الشيخ الأحمر وهو في سن ال 70، رئيس البرلمان ورئيس حزب المعارضة الأكبر في اليمن، التجمع اليمني للإصلاح. وبصفته رئيساً لتحالف قبائل حاشد، فإنه بذلك يرأس حكومة حقيقية داخل حكومة وقادر على إجراء صفقات وساطة بين الحكومة وشيوخ القبائل. وبما أن قبيلة صالح، سنحان تنتمي إلى حاشد، يجعل من الأحمر الشيخ القبلي للرئيس. وتقع قبائل حاشد إلى حد كبير في المناطق الغير مستقرة في البلاد، بما في ذلك صعدة (مقر التمرد الحوثي) ومأرب والجوف وعمران. ويعتبر الأحمر الأب المؤسس للجمهورية اليمنية الحديثة ويستخدم موقعه كرئيس للبرلمان لتعزيز مصالحه التجارية وليكون له دور على السياسة الخارجية. وبالرغم من عمره، إلا أنه لا يظهر أي علامات للتراجع عن الحياة العامة ويحتل أبنائه مناصب بارزة في البرلمان والأعمال التجارية والشؤون القبلية. ويلوم المعتدلين والمتطرفين داخل حزب الإصلاح، الأحمر عن عجز الحزب عن إحداث أي تغيير في اليمن وينظرون إليه على أنه جزءا من النظام وليس معارضاً.

7. على محسن عمره ما بين ال 50 و ال 60 عاما وثاني أقوى رجل في اليمن بنظر الجميع. وتشير معظم التقارير أن محسن هو ابن عم اثنين من أخوة صالح الغير أشقاء، بالرغم من وجود كثير من الالتباس في هذا الشأن، مع بعض المزاعم تقول بأنه هو نفسه الأخ غير الشقيق للرئيس صالح. ويذكر اسمه بأصوات خافته لدى معظم اليمنيين، وهو نادرا ما يظهر في العلن. بالنسبة لمن يعرفونه يقولون أنه ساحر واجتماعي، وهو قائد للمنطقة الشمالية الشرقية وللفرقة الأولى مدرع، ويقوم بدور قبضة صالح الحديدية. (ملاحظة: عندما استولى صالح على السلطة بمساعدة على محسن، الذي كان يشغل قائد الفرقة الأولى مدرع. نهاية الملاحظة). وتشمل المناطق التي يسيطر عليها محافظات صعدة والحديدة وحجة وعمران والمحويت، وهو أقوى من أي محافظ. وكان له دور فعال في نصر الشمال في الحرب الأهلية 1994 وفي سحق التمرد في صعدة. وتشير التقديرات إلى أنه يستولي على أكثر من 50% من الموارد والموجودات العسكرية للحكومة اليمنية.

8. هذا التحالف الثلاثي كان حجر الزاوية لحكم صالح 27 عاما. واعتمد هذا الحكم على علاقات الرئيس الشخصية والتاريخية مع هؤلاء الرجلين. وإن ظهر مؤخرا من حرب للكلمات بين فينة وأخرى بين صالح والأحمر، إلا أن صالح ظل على مدار حكمه من دون أي منازع. (ملاحظة: تم اغتيال الرئيسان السابقان لصالح بسنة واحدة. نهاية الملاحظة). وفي المقابل أعطى صالح لكلاً من الرجلين مساحة واسعة في إدارة شؤونهم مع جيوش غير رسمية وقصور وامبراطوريات اقتصادية، بل ويذعن في كثير من الأحيان لمطالبهم بشأن قضايا مثل مكافحة الفساد وتنظيم السلاح ويقوم بالدفع مباشرة من الخزانة إلى الدوائر القبلية والعسكرية للرجلين. وعلى الرغم من الطابع المختص لهذا الترتيب في"تقاسم السلطة"، فقد ثبت أنه ضروري في الحفاظ على السيطرة على هذا البلد بطبيعتها القبلية. وأياً خلفا لصالح من المتوقع أن يقدم مستوى مماثل من الاستقرار.


سيناريو 1: هزيمة انتخابية، شبه مستحيلة

9. من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في اليمن في خريف عام 2006. وبافتراض أن الرئيس صالح انصاع لمطالب حزبه وعمل كما هو متوقع، فإنه إلى حد كبير لن يواجه متحديا من معارضة جدية. ويتوق الناشطين في مجال الديمقراطية من مختلف أنحاء الطيف السياسي إلى رؤية رئيس قادم منتخب من خلال انتخابات تنافسية، لكن في هذا الوقت لا شيء يشير إلى وجود مرشح واحد تنافسي. وحزب الإصلاح، من خلال الاستفادة من دوائر المساجد القائم عليها، هو الحزب الوحيد الذي لديه موارد قادراُ على تشكيل تحدياً للرئيس صالح، إلا أنه من الصعب التخيل طالما أن الشيخ الأحمر موجود على رأس الحزب. (ملاحظة: في الانتخابات الاخيرة في عام 1999، رشح الإصلاح صالح بدلا من مرشحه الخاص نهاية الملاحظة).

10. كان هناك دمدمة داخل صفوف وأروقة الإصلاح حول التقدم بمرشح من خلال آلية ائتلاف المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك). على الرغم من أن قادة أحزاب اللقاء المشترك لا تزال تصر على ان المعارضة لن ترشح الرئيس صالح في عام 2006، وتعتزم دعم مرشحها الخاص، إلا أنها تفتقر إلى التنظيم أو الوحدة أو لشخصية وطنية قادرة لتحقيق النجاح حتى ولو مجرد محاولة. وتركز الخطاب الأخير بدلا عن "الوحدة والحوار"، إلى تشكيل ائتلاف حزب وحدة وطنية لتأييد صالح لولاية أخرى. (المرجع ب).

11. يوجد حاليا ثلاثة مرشحين لمنصب الرئيس تم الإعلان عنهما: توفيق الخامري، نائب رئيس مجلس رجال الأعمال اليمني، الذي أعلن مؤخرا نيته الترشح"كمرشح رجل أعمال"؛ وسلام الحكيمي الذي يعيش في المنفى في القاهرة وشارك في محاولة انقلاب فاشلة 1979، وأحمد نعمان، شقيق نائب وزير الخارجية مصطفى نعمان، الذي يقيم حاليا في لندن. ولا يمثل أي من هؤلاء المرشحين حزبا سياسيا رئيسيا أو يعتبر تحديا خطيرا لصالح. (ملاحظة: عندما أعلن شقيقه ترشيحه، أخبرنا نعمان انه تلقى اتصالا من صالح الذي طلب مازحا نائب وزير الخارجية إلى المغادرة لإدارة الحملة الانتخابية انتهت الملاحظة).

-------- السيناريو 2: بداية جديدة في عام 2013 --

12. على افتراض أن صالح فاز في الانتخابات القادمة (وهو افتراض آمن جدا)، دستوريا تنتهي السبع السنوات الأخيره له في عام 2013. وللنظر في عمر صالح وللمعارضة الشعبية التي سيتلقاها إذا عدل الدستور، ويعتقد معظم اليمنيين أنه سيكون لديهم رئيس جديد بحلول عام 2013 على أبعد تقدير. على الرغم من ضعف المؤسسات والأحزاب السياسية المنقاده، إلا أن الديمقراطية قد سادت في اليمن بما يكفي ليقوم الجمهور باختيار الرئيس المقبل في انتخابات مفتوحة. وأحمد علي لا يزال صغير جدا وفقا للدستور لكي يشغل منصب أعلى. لذا من المحتمل أن يقوم صالح بالتخطيط لاستخدام السنوات السبع التالية لكي يصقل ابنه (مثلما علا مبارك)، ويجعله واضحا للعيان على نحو متزايد، ويوضعه في أعلى مناصب المسؤولية حتى يتم النظر إليه على أنه مرشح مقبول في عام 2013.

13. أحمد علي عقيد في الجيش اليمني، ويرأس قوات العمليات الخاصة والحرس الجمهوري اليمني (تعتبران من أكثر الوحدات عسكرية فعالة في البلاد). وغالبية اليمنيين سواء كانوا قبليين أو غير قبليين لديهم نفور قوي من الخلافة الوراثية. ولغاية القرن 20، التوريث كان ممنوعا من قبل الإمامة. ويتطلب من الإمام أن يكون زيدي وسليل مباشر للنبي، ولكن المرشح الأكثر تأهيلا يتم اختياره عن طريق الإجماع القبلي.

14. وهذه القواعد أو الأعراف لا تزال جديدة للكثير من اليمنيين، وعلى أحمد علي التغلب على هذا المنظور ذلك أن وصوله إلى الرئاسة سيكون خيانة للنظام الجمهوري للدولة، إلا أن انتخابات عن طريق الاقتراع الشعبي في فيها عدة مرشحين من شأنها أن تعطي شرعية لأحمد علي إذا صالح حشد ما يكفي من الدعم القبلي والعسكري لابنه. ونظرا لعدم وجود بديل قوي، فقد يكسب أحمد علي تأييد كاف، ولكن لا توجد في الوقت الراهن معطيات كافية لمعرفة ما إذا كان سيكون قادرا على فك التعقيدات السياسية في اليمن مثل والده "ربان الموازنة." وأثار التصارع أو النزاع بين أبناء صالح وأبناء الشيخ الأحمر شكوكا إضافية حول إمكانية توسيع ترتيب تقاسم السلطة الحالية لجيل الشباب.

15. قد يشمل المرشحين المحتملين الآخرين في عام 2013 واحداً من الجيل الثاني من آل الأحمر. وأبرز أبناء الشيخ عبد الله العشرة هما صادق البكر، الذي سبق إعداده لخلافة والده على رأس حاشد، وحميد، باعتباره رئيساً لجماعة الاحمر، يعمل إلى إدارة الامبراطورية التجارية للعائلة. وأبناء أخو الرئيس صالح، عمار ويحيى، كليهما يشغلون مناصب مهمة في المؤسسة الأمنية في اليمن، ولكنهم صغار جدا في هذه اللحظة من لعب أي دور سياسي مستقل.

---- السيناريو 3: الانقلاب ------

16. لا يمكن أن يكون استيلاء الجيش واقعيا على السلطة إلا إذا شرع واحداً من قادة المناطق الخمسة. ولأن صالح وصل إلى السلطة عن طريق الانقلاب، لذا فإنه حذرا للغاية في اختيار القادة الذين يكون ولائهم مصان بروابط قبلية. ويسيطر أفراد قبيلة صالح، سنحان على جميع المناطق العسكرية والمناصب الامنية العليا، بالإضافة إلى قادة دمويين أو لهم علاقات وثيقة مع صالح. ويرفع القادة تقاريرهم مباشرة إلى الرئيس من دون اللجوء إلى القنوات الرسمية التابعة لوزارة الدفاع أو تفويض دستوري. ولهم السلطة النهائية في كل جانب من جوانب الحكم الإقليمي. ويتصرفون في الواقع العملي مثل شيوخ القبائل، بل وأعلى من المحافظين، ويوزعون مدارس جديدة، ومشاريع مياه، ومال. وعلى الرغم من الجهود الدورية لدمج الوحدات العسكرية، إلا أن القادة يجندون أعداد كبيره من القبائل في المنطقة.

17. اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الشرقية من أقوى النخب العسكرية. وقائد المنطقة الشرقية العميد محمد علي محسن. وتشمل المنطقة الشرقية محافظات حضرموت و المهرة. علي فرج قائد المنطقة الوسطى التي تشمل الجوف، مأرب، البيضاء، وشبوة، في حين أن قائد المنطقة الجنوبية عبد العزيز الثابت يسيطر على عدن وتعز ولحج، والضالع وأبين. وأخيرا العميد عوض بن فريد يسيطر على المنطقة الوسطى، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وباستثناء على محسن، جميع هؤلاء القادة قابلين للتغيير أو التبديل الدوري.

18. نظراً لدرجة الولاء الذي يتمتع به صالح من قادته، فإنه من غير المحتمل انهم سيشنون انقلاب ضده، لأن القرابة أو الروابط السنحانيه تتخلل الجيش بأكمله، منهم 31 من أبناء عمومة الرئيس يرأسون وحدات عسكرية في جميع أنحاء البلاد. وفي حال وفاة الرئيس صالح المفاجئ، فإن قادة المناطق سيتفقون مع زعماء القبائل لاختيار رئيسهم المقبل.

-------- السيناريو 4: الموت المفاجئ -------

19. وفقا للدستور اليمني، يتولى نائب الرئيس الرئاسة في حالة شغور المنصب، ويشغل المنصب لمدة أقصاها 60 يوما يتم فيها اجراء انتخابات. وفي حالة وفاة صالح أو عجزه، من المرجح أن يكون الشيخ الأحمر لاعبا رئيسيا في اختيار الزعيم الجديد. وبموجب القانون، يجب على جميع المرشحين للرئاسة التقدم الى رئيس مجلس النواب، ويجب عليه الحصول على 10% من الهيئة التشريعية. نظرا للفترة الزمنية القصيرة، هذا من شأنه أن يعطي الأحمر دورا محوريا في اختيار المرشحين المحتملين. ومن المرجح ان يتم التفاوض على القائمة بين الأحمر، الذي يمثل القبائل (والبرلمان)، والمؤسسة العسكرية التي يمثلها علي محسن. وسعياً لوحدة وطنية، من المرجح أن يقبل البرلمان على مرشح توافقي لمنع الفوضى الانتخابية التنافسية في حال نشوب أزمة محتملة وعدم استقرار.

20. وفي مثل هذه الحالة، سيكون المرشح الأوفر حظا هو واحدا من قادة سنحان العسكريين. على الرغم من شهرتها في الدولة، إلا أن سنحان قبيلة صغيرة في تحالف حاشد. وترشيح شخصية بارزة من نخبة حاشد، مثل الأحمر أو أحد أبنائه قد يغيض تحالف قبائل بكيل الكبرى (ولكنها الأضعف)، وكذلك سينبه الجنوبيون، الذين يؤمنون بأن الدولة مخترقة بشدة من قبل القبائل. وكان لعدم كشف صالح عن أقاربه في السياسة القبلية، إلى جانب استعداده إلى الدفع بسخاء للقبائل لما قدموه من دعم، وربما كان السبب الرئيسي لنجاحه المبكر وطول العمر. وتتطلع القبائل إلى توسيع نطاق هذا الترتيب من خلال ترشيح مرشح سنحاني آخر للرئاسة.

21. قد يكون علي محسن نفسه من أبرز المنافسين، إذا حصل على دعم من الجيش ومن انصار حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح. إلا أن تعاملات علي محسن المشكوك بها مع الإرهابيين والمتطرفين، من شأنها أن تجعل وصوله للرئاسة غير مرحب به من قبل الولايات المتحدة وآخرين في المجتمع الدولي. ومن المعروف ان لديه ميول سلفية ويدعم الاجندات السياسية الإسلامية الأكثر راديكالية. ولديه أنصار من الوهابيين الأقوياء في المملكة العربية السعودية وعمل على مساعدة السعودية في إنشاء المؤسسات الوهابية في شمال اليمن. ويعتقد ايضا انه كان وراء تشكيل جيش عدن أبين، ومن أحد المقربين لتاجر السلاح فارس مناع.

22. ومن المحتمل أن يواجه علي محسن معارضة محلية وكذلك دولية إذا سعى إلى الرئاسة. قد تضررت سمعة محسن لدى بعض الدوائر لدوره في التمرد الحوثي. وعلى الرغم من نجاحه في نهاية المطاف في سحق التمرد، إلا أن هذه الحملة أسفرت عن مئات القتلى، وأشهر من الاشتباكات، وحصل على عداء من قبل القبائل الشمالية والزيديين. ويراه اليمنيين بصفة عامة بأنه ساخر ونفعي. وهو المستفيد الأكبر من تهريب الديزل في السنوات الأخيرة، ويبدو أنه أيضا يجمع ثروته من خلال تهريب الأسلحة والمواد الغذائية الأساسية، والمنتجات الاستهلاكية. وإذا أراد محسن أن يكون له دور، فإنه من المرجح أن يفضل أن يلعب صانع الملوك، من خلال اختيار ضابط عسكري موالي للسيطرة على رئاسة الجمهورية.
السيناريو 5: ثورة شعبية
23. يتجلى السخط على نطاق واسع من الفساد في الحكومة اليمنية في العداء المباشر تجاه الرئيس وعشيرته خلال اعمال الشغب الاخيرة في انحاء البلاد احتجاجا على رفع الدعم عن الوقود. ولم تحكم الحكومة اليمنية قبضتها قط على المناطق القبلية في البلاد حيث تشير التطورات الأخيرة إلى درجة كبيرة من عدم الاستقرار. وانتشرت مظاهرات الوقود الى المناطق القبلية في محافظة مأرب و الجوف، والاستياء لا يزال يزداد في هذه المناطق على ما يعتقده القبائل إهمال الحكومة اليمنية تجاههم. أعقب هذا تمردين للحوثي اشتمل على هجمات ضد مسؤولين في الحكومة اليمنية في العاصمة صنعاء في المراحل الأخيرة. وبينت الاحتكاكات في المناطق الأخرى، بما في ذلك حضرموت وعدن وتعز، استياء من فساد الحكومة اليمنية وسوء الادارة ومن المتوقع حدوث مقاومة متجددة من الجنوبيين. وهذا الاستياء عام لدى معظم الجنوبيين، ولا سيما في عدن، حيث يشعرون بأن الوحدة لم تسفر عن أمالهم للحصول على استحقاقات اقتصادية وسياسية. بدلا من ذلك، يشكون من أن المتنفذين من الشمال الذين سرقوا جميع الفرص الاقتصادية في الجنوب، و أن الحياة كانت أفضل قبل الوحدة عام 1990. وفي حال وقوع انتفاضة شعبية وخرجت عن السيطرة، فمن المرجح أن يتدخل القائد العسكري القوي مثل علي محسن لاعادة النظام.
24. قد تحمل السنوات القليلة المقبلة في ثنايها مزيداًالاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، وخاصة إذا ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءا، وفشلت الحكومة اليمنية من تنفيذ تدابير جدية لمكافحة الفساد. ولكن الجمهور اليمني يفتقر في هذه المرحلة إلى التنظيم، والتعليم، والدوافع لاسقاط نظام الرئيس صالح. ويشير كثير من اليمنيين من الممارسة اليومية من قبل معظم الرجال اليمنيين لمضغ القات بمثابة عقبة رئيسية لإحداث التغيير من خلال الوسائل السلمية. وقال أحد الناشطين السياسيين "طالما نهتم بمضغ القات أكثر من الديموقراطية، إذا فلا يمكننا أن نحدث فرقا." ويشكو اليمنيين عادة من الحكومة، ولكنهم يخشون أيضا من عدم الاستقرار على نطاق واسع، ويعتقدون أن قد يؤدي إلى عنف إقليمي وبلقنة أكثر مما هو تغيير ايجابي في النظام.

----- البحث في الوضع الراهن ----------

25. التعليق: لقد كان الرئيس علي عبدالله صالح ناجحا جدا في اختيار المشاركين أو القضاء على منافسيه حيث لا يوجد في الوقت الراهن إلا بدائل قليله عن قيادته. وتلك الشخصيات التي تمارس نفوذا حقيقيا، وتحديدا الشيخ الأحمر وعلي محسن أيضا لهم أعداء أقوياء، ويفضلون أن يكونوا صناع الملوك بدلا من الملوك. وينبع نجاح صالح من علاقاته الشخصية ومن خلال شبكة معقدة من الصفقات والتحالفات. بغض النظر عن السيناريو، فمن المؤكد أن الضباط والشيوخ العشائر الذين يمثلون هذه الشبكة سيسعون ليكونوا خلفا من بعده من أجل الإبقاء على الوضع الراهن. وهذا الشخص من شبه المؤكد أن يكون سنحاني في قالب صالح، مثلا واحدا من قادة المناطق أو أحمد علي إذا كان قادرا على ملء فراغ حذاء والده. ومع ذلك فالوضع الراهن أصبح من الصعب احتوائه، ونظرا لتدهور الاقتصاد وارتفاع الإحباط بسبب الفساد الرسمي، وتزايد الضغوط الأميركية والدولية على النظام لتغيير الطريقة التي يتعامل بها. وبأخذ هذه التحديات بعين الاعتبار، فليس من المستغرب أن حتى اشد المعارضين لصالح ليسوا على عجلة من أمرهم إلى الآن عن تسمية خليفه. نهاية التعليق. كراجيسكي
ترجمة براقش نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.