كشفت تقارير عدة عن فشل مشروع ذا لاين حيث تواجه الرؤية السعودية لمشروع "ذا لاين" في نيوم تحديات جسيمة، بعد أن قدّم محمد بن سلمان المشروع الضخم على أنه ثورة في أسلوب حياة البشر، عبر إنشاء مدينة عملاقة متلألئة بطول 170 كيلومترًا، تشق طريقها عبر الصحراء، بارتفاع 500 متر وعرض 200 متر، وتستوعب 9 ملايين نسمة في "يوتوبيا" خالية من السيارات والانبعاثات، إذ تشير مصادر إلى أن المشروع قد انهار فعليًا أمام العوائق الفيزيائية والمالية والسياسية. ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن مسؤول سعودي في منتدى استثماري عُقد في العاصمة الرياض الأسبوع الماضي، قوله: لقد أنفقنا مبالغ طائلة، كنا نندفع بسرعة هائلة، نحن الآن نعاني من عجز في الميزانية. علينا إعادة ترتيب أولوياتنا"، يأتي هذا بعد أن تم تصور "ذا لاين" كمدينة خطية مستقبلية في الصحراء على البحر الأحمر، كجزء من مشروع مدينة نيوم في السعودية. أما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أشارت في تقرير استقصائي لها، إلى أنه على الرغم من إنفاق 50 مليار دولار حتى الآن على المشروع، لم ينجز سوى الأعمال التمهيدية من حفر وأساسات، في حين جرى تقليص عدد وحدات" مدينة "ذا لاين" من عشرين إلى ثلاث فقط، ما جعل كثيرين يعتبرون المشروع غير مجدٍ من الناحية الاقتصادية. وقالت إنّ الحلم، مع تقدّم التصاميم، اصطدم بصلابة الواقع، فالمعماريون أنفسهم بدأوا يتساءلون عمّا إذا كان بالإمكان تشييد هذا الهيكل كما رُسم في المخيلة، وتضخمت التكاليف بلا توقف، والجداول الزمنية انزلقت من بين الأيدي، والاستثمارات الأجنبية التي راهنت عليها الرياض لم تظهر في الأفق. ويؤكد موظفون في نيوم أن العديد من أجزاء "ذا لاين" قد تكون قابلة للتنفيذ تقنيًا، إلا أنهم غير مقتنعين بوجود من يتحمل كلفة إنجازها..لقد رسّخ محمد بن سلمان مكانته كالحاكم الفعلي للسعودية عام 2017، بعد أن تقلد ولاية العهد في الحادية والثلاثين من عمره، في خطوة وصفها منتقدون بانقلاب القصر. وكشف موظف سابق أن إنتاج الإسمنت اللازم للوحدات العشرين الأولى وحدها كان سيتطلب كميات سنوية تفوق إنتاج فرنسا بأكملها. كل وحدة بطول 800 متر كانت تحتاج إلى 3.5 ملايين طن من الفولاذ الهيكلي، و5.5 ملايين متر مكعب من الخرسانة، و3.5 ملايين طن من حديد التسليح. وقال مدير التصميم: كنا سنستهلك نحو 60 بالمئة من الإنتاج العالمي للصلب الأخضر سنويًا، ما سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار. أما بالنسبة للكسوة، فالكميات المطلوبة كانت تعادل الإنتاج السنوي لأكبر شركة واجهات في العالم، وقدّرت تكلفة كل وحدة بنحو 48 مليار دولار..أما المواد والمستلزمات، فلم يكن هناك سوى ميناء صغير نائم على بُعد 80 كيلومترًا جنوبنيوم، مرتبط بموقع البناء عبر طريق ثنائي واحد، حسبما تظهر صور الأقمار الصناعية. وتقلّص عدد وحدات "ذا لاين" من 20 إلى 12، ثم إلى سبع وحدات، فإلى أربع، وفي نهاية 2023 أصبح العدد ثلاثة وحدات فقط..ومع ذلك، كان هناك شرط أساسي لجذب المستثمرين الخارجيين، وهو وجود "كتلة حرجة" من السكان المخطط لهم، والتي قدّرت بين 300,000 و500,000 شخص، أي ما يعادل سبع وحدات.