واعتبر أن حكومة "الوفاق الوطني"، التي يرأسها باسندوة القيادي البارز في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس السابق، "لا تمثل الأحزاب السياسية وإنما تمثل الشعب" الذي قال إنه "يريد الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية" الناجمة عن موجة الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف يناير من العام الماضي. ولفت المصدر بمكتب الرئيس اليمني إلى وجود "مجموعة من الصقور" داخل حزب صالح تسعى إلى تعطيل اتفاق نقل السلطة "حفاظا على مصالحها"، محذرا من حساسية الوضع اليمني، مقارنة بالثورات العربية "لأن الانقسام الحاصل في اليمن أشد وطأة من الانقسامات التي حصلت في تونس، مصر، ليبيا، وسوريا". لكنه أشار إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لن يسمحوا بانزلاق اليمن إلى حرب أهلية". وعلى صعيد متصل، قالت مصادر صحفية يمنية متعددة إن هادي وجه، أمس الثلاثاء، بتشكيل "لجنة سياسية وإعلامية عليا" من قادة الائتلاف الحاكم، للإشراف على عملية نقل السلطة، التي ستستمر حتى العام 2014، بموجب اتفاق "المبادرة الخليجية". وستتولى اللجنة العليا مهمة وضع "سياسة إعلامية موحدة" تنسجم مع مرحلة الوفاق الوطني، وتهيئة الأجواء لعقد مؤتمر عام للحوار الوطني، من المتوقع أن يبدأ الشهر المقبل. وضمت اللجنة في عضويتها كلا من النائب الثاني لرئيس حزب "المؤتمر"، عبدالكريم الإرياني، والأمين العام للحزب الاشتراكي، ياسين سعيد نعمان، والأمين العام لحزب "الإصلاح"، عبدالوهاب الآنسي، والأمين العام المساعد لحزب "المؤتمر"، أحمد عبيد بن دغر. وكان الاحتقان السياسي عاد مجددا بين المؤتمر الشعبي العام، وائتلاف "اللقاء المشترك"، الاثنين الماضي، عقب تصريحات رئيس الحكومة الانتقالية، باسندوة، التي اتهم فيها صالح بالتورط في مقتل أكثر من 51 محتجا مدنيا برصاص مسلحين هاجموا مخيم الاحتجاج الشبابي بصنعاء، في مارس الماضي. وألمح رئيس الحكومة الانتقالية، الذي هاجم "العهد السابق"، إلى أن صالح متورط أيضا في "الاختلالات الأمنية" التي يعاني منها اليمن حاليا. إلى ذلك، نفى أحمد الصوفي، السكرتير الصحفي للرئيس اليمني السابق، أن يكون صالح قد هدد باسندوة، قائلا في تصريح ل"الاتحاد"، إن الأول "بعيد عن السلطة"، وأنه "مواطن يمني يرأس حزبا سياسيا". وأضاف: "صالح لن يكلف نفسه العناء بالاتصال برئيس وزراء يفتقد للاحترام"، حسب قوله، مشيرا إلى أن تصريحات باسندوة الأخيرة "أفقدته احترام محبيه". ونفى الصوفي وجود أي توتر بين الرئيسين هادي وصالح، مؤكدا أن العلاقة بينهما "طبيعية" تعكس "نضال وكفاح مشترك وتجربة سياسية يتجاوز عمرها عقدين من الزمن". كما نفى وجود نشوب خلافات بين قيادات حزب "المؤتمر" بشأن استمرار صالح في رئاسة الحزب، الذي أسسه في العام 1982، واصفا الأنباء التي تحدثت عن سعي الرئيس السابق إلى تشكيل حزب سياسي جديد ب"غير صحيحة". وقاطعت كتلة "المؤتمر" في الحكومة الانتقالية، أمس الثلاثاء، الاجتماع الأسبوعي للحكومة، احتجاجا على تصريحات باسندوة، قبل أن تتراجع عن قرارها "بعد تدخل الرئيس عبدربه منصور هادي"، حسبما أفاد موقع إخباري موالٍ لصالح. وقال مصدر برئاسة الوزراء ل"الاتحاد" إن وزراء المؤتمر تأخروا عن حضور اجتماع الحكومة قرابة ساعة ونصف، معللا ذلك بأنه "ربما يكون قرار حزبي اتخذه (المؤتمر) بمقاطعة جلسات الحكومة". وأضاف: "لكنهم في نهاية الأمر حضروا، وبدأ الاجتماع حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف" ظهرا. وكان نواب في حزب "المؤتمر" ومستقلون هاجموا، أمس الأول، باسندوة، بسبب تصريحاته التي أطلقها في حفل أقامته مؤسسة خيرية متهمة بأسر وضحايا موجة الاحتجاجات في اليمن، حيث وصفه رئيس الكتلة النيابية لحزب صالح، سلطان البركاني، ب"شاهد زور"، فيما اعتبر النائب المستقل عبده بشر، تصريحات رئيس الوزراء بأنها "إعلان حرب". وقد أثارت الهجمة الإعلامية العنيفة التي يتعرض لها باسندوة من قبل أنصار صالح استياء ائتلاف "اللقاء المشترك"، الذي اعتبرها "غير مقبولة" وتتنافى مع جوهر اتفاق نقل السلطة. وحذر القيادي البارز في "اللقاء المشترك"، محمد قحطان، أنصار الرئيس اليمني السابق من أن "الملايين التي صوتت لهادي" في انتخابات فبراير الماضي، "لن تقبل بأن يكون رئيسها المنتخب مرؤوسا من أي شخص كان". ودعا قحطان، في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء، "المؤتمريين" إلى أن يختاروا إما "الانحياز للوطن وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها بروح مسؤولة"، أو "الدوران حول الأشخاص وممارسة دور حملة المباخر"، حسب تعبيره. المصدر : الاتحاد - عقيل الحلالي