وانسحب الجيش من هذه الثكنة تاركا ساحة المعركة لأبناء القبائل الموالين له، حسب ما أفادت مصادر عسكرية ومحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. ويؤكد الهجوم سعي تنظيم القاعدة إلى السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية التي تقع منطقة اتصال بين عدة محافظات بجنوب اليمن. وذكر مصدر عسكري أن الهجوم والاشتباكات التي أعقبته أسفرت عن مقتل 14 عسكريا بينهم ضباط، فيما أكدت مصادر قبلية ومحلية أن بين القتلى أيضا ستة مقاتلين من أبناء القبائل الموالية للجيش إضافة إلى 24 عنصرا من القاعدة. وذكر مصدر عسكري أن "الجيش انسحب من ثكنة ياتوف" (شرق لودر) التي هاجمها مسلحو تنظيم القاعدة في وقت مبكر صباح الاثنين وحاصروها لساعات. وجاء انسحاب الجيش في أعقاب سقوط هذا العدد الكبير من القتلى في صفوفه. من جهته، أكد مصدر في السلطة المحلية أن "الجيش انسحب تحت وطأة الهجوم" وأن "أبناء لودر هم من يحمون مدينتهم". وقد سيطر هؤلاء على موقع الثكنة بعد انسحاب الجيش منه. وأشار المصدر إلى تضرر جزء من سلاح الجيش في المكان، فيما تمكن أبناء القبائل الموالون للجيش من السيطرة على جزء آخر. وأضاف أن الشباب القبليين هم من أبناء لودر وكانوا أقاموا منذ أشهر "مواقع موازية للجيش" لحماية هذه المدينة الإستراتيجية في جنوب اليمن. وقال محمد ناصر -وهو من سكان لودر- في اتصال هاتفي لوكالة رويترز سمع خلاله قصف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة- إن القتال استمر ثلاث ساعات، وأضاف "هذه ليست المحاولة الأولى للقاعدة للسيطرة على المعسكر، لكن هذا أكبر هجوم حتى الآن". وتقع لودر في محافظة أبين التي تسيطر القاعدة على قطاعات واسعة منها منذ نهاية مايو/أيار 2011 التي تشهد مواجهات دامية مستمرة بين عناصر التنظيم والقوات الحكومية التي تحاول استعادة السيطرة على المحافظة، خصوصا على عاصمتها زنجبار. وتتخذ القاعدة في جنوب اليمن اسم "أنصار الشريعة" وتسيطر أيضا على أجزاء من محافظة شبوة المجاورة. وتتبع ثكنة ياتوف العسكرية اللواء 111 مدرع وتقع في شرق مدينة لودر، وهي مدينة كبيرة تقع على مسافة 150 كيلومترا شمال شرق زنجبار. واستهدف المسلحون الثكنة العسكرية بالرصاص، وتبع ذلك اشتباكات عنيفة بين عناصر القاعدة من جهة والجيش والمقاتلين القبليين الموالين للحكومة من جهة أخرى.