أفادت مصادر صحفية أن موكب محافظ شبوة علي حسن الأحمدي تعرض صباح اليوم الاثنين لإطلاق نار كثيف أثناء توجهه إلى مدينة عزان التي سلمتها عناصر القاعدة إلى لجنة شعبية لإدارتها بعد إكمال انسحابهم منها مساء أمس. وأكدت مصادر مقربة من المحافظ أن إطلاق نار كثيف تعرضت له عدد من الأطقم العسكرية التي كانت في مقدمة موكب المحافظ في منطقة "النقبة" القريبة من مدينة عزان. ولم تشر المصادر إلى سقوط ضحايا، فيما قالت مصادر أخرى أن مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة كانوا وراء إطلاق النار على موكب المحافظ الذي قاد بنفسه حملة عسكرية باتجاه مدينة عزان. وكانت عناصر القاعدة قد أكملت انسحابها مساء أمس الأحد من المدينة، وسلمت إدارتها إلى مجلس أهلي مكون من ثمان شخصيات من أبناء المدينة، حسب تصريحات صحفية لأمين عام محلي مديرية ميفعة وعضو لجنة التفاوض مع مسلحي القاعدة "يسلم باجنوب". وأفاد باجنوب أن اللجان الشعبية المشكلة من قبل الأهالي تسلمت نقاط التفتيش في مداخل المدينة من مسلحي القاعدة. وفي الوقت الذي انسحبت منه عناصر القاعدة من أخر معاقلها في جنوب وشرق اليمن، ما يزال مصير الدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي مجهولا منذ أن اختطفته عناصر القاعدة من مدينة عدنجنوب اليمن في نهاية مارس الماضي، كما لا يزال مصير معلمة سويسرية وعامل إغاثة فرنسي مجهولا أيضا، والذي قالت تقارير صحفية أنهما محتجزين لدى عناصر القاعدة. وأفادت تقارير صحفية أن نائب القنصل السعودي بعدن محتجز لدى القاعدة في محافظة شبوة، وتعتقد مصادر محلية في مدينة عزان أن جماعات القاعدة التي غادرت المدينة مساء السبت الفائت اصطحبت معها الخالدي، دون أن تحدد الجهة التي اتجهت إليها تلك الجماعات. وكانت أنباء قد تداولت الأسبوع الماضي عن مقتل الخالدي بعد دخول قوات الجيش مدينة زنجبار، لكن محافظ أبين جمال العاقل نفى تلك الأنباء. وأشارت مصادر قبلية أن عناصر القاعدة توجهوا إلى مناطق صحراوية في محافظتي الجوف ومأرب المجاورتين، وبعضهم أتجه صوب المناطق الصحراوية في أطراف محافظة شبوة. وبمغادرة عناصر القاعدة لأخر معاقلهم يكون جناح تنظيم القاعدة في اليمن "أنصار الشريعة" قد عاد إلى إستراتيجيته القديمة، وتخلى عن فكرة الإمارات الإسلامية، التي كانوا قد أعلنوها بعد ظهورهم بشكل علني في محافظتي أبينوشبوة. وفيما تعرض موكب محافظ شبوة لكمين مسلح بالقرب من مدينة عزان، وقتل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بتفجير انتحاري في مدينة عدن، أفادت مصادر محلية في محافظة أبين أن وحدات الجيش المرابطة في مدينة زنجبار انسحبت من وسط المدينة إلى ضواحيها. وأشارت هذه المصادر أن وحدات الجيش أعادت انتشارها في الضواحي الغربية والشرقية من المدينة، تاركة أمر المدينة لمسلحي اللجان الشعبية من رجال القبائل. وعد مراقبون انسحاب الجيش من وسط المدينة خطوة مفاجئة خاصة وأنها جاءت بعد أقل من ساعة لمقتل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء ركن سالم قطن، فيما بدأت بعض الوحدات بالانسحاب منذ فجر اليوم. وجاء انسحاب الجيش من وسط مدينة زنجبار إلى ضواحيها بعد يومين من انسحاب جنود وعتاد قوات الحرس الجمهوري من مدينة شقرة الساحلية التي دخلتها يوم الجمعة الماضي بعد انسحاب مسلحي القاعدة.