أعتبر تقرير نشر في موقع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني ان المستجدات على الساحة اليمنية أصابت العائلة السعودية الحاكمة بالرعب، بفعل العجز عن فعل أي شي لمجابهة الخطر القادم من اليمن. وأشار التقرير إلى أن لعنة اليمن عادت من جديد لتحل على المملكة العربية السعودية، التي لم تخرج بعد من عقدة هزيمتها في حرب صعدة عام 2009. معتبرا أن المملكة تمر حاليا بظروف دقيقة داخليا نتيجة بدء الغليان الشعبي في المناطق الشرقية وامتداده إلى مدن مثل جدةوالرياض، و غياب كبار رجالاتها من أولاد عبد العزيز آل سعود، وعدم استقرار مفاصل الحكم على أي من أطراف العائلة الحاكمة، فضلا عن المأزق الإقليمي المتمثل بثبات النظام السوري وعدم سقوطه رغم مرور أكثر من سنة ونصف على بدء الأزمة السورية، التي أصبحت حربا كونية لم يشهدها أي بلد في التاريخ المعاصر. وأضاف التقرير أن: الرياح اليمنية تحمل للسعودية الهاجس الأكبر عبر تدفق غير مسبوق للسلاح والعتاد الحربي، من كافة الأنواع ولكافة الاستخدامات من اليمن إلى الداخل السعودية عبر الحدود الطويلة والوعرة بين البلدين. وأشار التقرير أن هذا الانفلات المفاجئ يأتي نتيجة خروج اليمن عن السيطرة وعدم نجاح الحل السعودي الخليجي الذي أقصى علي عبد الله صالح لمصلحة نائبه في محاولة للالتفاف على الثورة الشعبية وجعل هذا الحل نموذجا في سوريا على وجه التحديد. مصادر فرنسية متابعة للشأنين السعودي واليمني تؤكد أن الحدود السعودية مع اليمن والتي تمتد على طول يبلغ أكثر من 1700 كلم تشهد منذ عدة أشهر حركة كثيفة لنقل السلاح إلى الداخل السعودي عبر شبكة المهربين التي تنتشر وتعمل على طول الحدود بين البلدين، وتحمل السعودية جهات إقليمية المسؤولية في هذا العمل، فيما تقلل المصادر الفرنسية من هذا الاتهام السعودي قائلة أن السلاح الذي يدخل السعودية ينتشر في جميع المناطق دون استثناء، ويعود هذا التسلح الكثيف إلى إحساس لدى الناس في الحجاز ونجد أن المستقبل سوف يشهد وصول الاضطرابات إلى داخل مناطقهم مع عدم تمكن السعودية من السيطرة على الوضع السياسي والأمني في اليمن ومع الإخفاق في إخماد ثورة البحرين رغم التدخل العسكري السعودي الذي قارب وجوده السنتين دون أي أفق للحل ومع دخول الوضع السوري حالة الحرب العسكرية المفتوحة. المصادر الفرنسية تقول أيضا إن الحوثيين العدو الأول للنظام السعودي في منطقة الخليج أصبحوا القوة العسكرية الأساس والأقوى في اليمن، حيث أعادوا تنظيم صفوفهم بشكل كبير ومميز وتزودوا بأسلحة حديثة ومتطورة وأقاموا بنية تحتية عسكرية ومدنية تمكنهم من تجنب الثغرات التي كانت موجودة إبان الحرب السابقة مع الجيشين اليمني والسعودي. وأضافت المصادر أن أسلحة حديثة مضادة للدروع أصبحت بيد المقاتلين الحوثيين وأصبحوا يجيدون استخدامها فضلا عن تزودهم بأسلحة مضادة للطائرات وألغام كبيرة وجديدة، كما أقام الحوثيون تحصينات في مختلف المناطق التي يسيطرون عليها وهي تمتد حاليا إلى أربع محافظات فضلا عن جزء كبير من محافظة الجوف اليمنية المحاذية للسعودية والتي يسعى الحوثيون للوصول عبرها إلى المنفذ الغربي على البحر . مشيرة إلى إن اضطراب الوضع في صنعاء وفي جنوب اليمن وغياب سلطة على عبد الله صالح أراح الحوثيين كثيرا بينما تبدو السعودية عاجزة عن القيام بأي تحرك يمنع عدوها الذي واجهها بحرب استمرت تسعة أشهر من تعزيز قوته وتوسيع نفوذه، وتكتفي الرياض باتهام إيران بالتدخل في الشأن اليمني و بإشاعة أخبار عن القبض على عملاء للحرس الثوري الإيراني في اليمن دون تقديم أي دليل على هذه الاتهامات. وفي سياق متصل ووفقا لمصادر فرنسية أوردها ذات التقرير أعتبر أن الأزمة السورية جاءت لتصب النار على الزيت السعودي المنتظر لحظة الاشتعال الكبير ، وتبدو الضائقة السعودية هنا في بقاء النظام السوري متماسكا رغم حجم الهجوم عليه فضلا عن عدم رغبة أمريكا بخوض حرب لإسقاط دمشق كما فعلت عام 2003 في العراق. ورأت المصادر أن الإمكانية الحقيقة للاستعانة بمصر تبدو مغايرة لما يشاع في التصريحات فمصر ليس لديها الإمكانيات العسكرية لمساعدة السعودية في سورية ولن تستطيع حكومة الإخوان المسلمين إرسال جنود لليمن مع الذاكرة المصرية المثقلة بحرب عبد الناصر في صعده في خمسينات القرن الماضي، فضلا عن الموقف التركي الذي يرى في مصر منافسا غير مرغوب في حضوره كما السعودية التي تسير على النهج الوهابي لا تحمل أي بذرة من الثقة بجماعة الإخوان المسلمين لذلك تستطيع مصر مساعدة السعودية في مشاكلها اليمنية والسورية والداخلية، وبالتالي لن تقدم العائلة السعودية الحاكمة أي دعم مادي جدي يمكن مصر من الخروج من أزمتها الاقتصادية والمالية الخانقة. هذا الوضع السعودي أعاد إلى الواجهة سياسة كسب الوقت التي تجيد السعودية العمل بها، فاستقبلت المملكة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بحفاوة وأعلنت عن إنشاء مركز للتقريب بين المذاهب الإسلامية، هذا في العلن وفي السر أرسل نائب وزير الداخلية محمد بن نايف المسؤول عن الملف البحرين وفدا رسميا التقى المعارضة البحرينية معربا عن نوايا حسنة، وكل هذا بانتظار الانتخابات الأمريكية المقبلة وما ينتج عنها حيث تأمل العائلة السعودية الحاكمة بوصول الجمهوريين إلى الحكم في واشنطن.