خيم, أمس, مجدداً على محافظة أبين, شبح "القاعدة", وسط تطورات أمنية متسارعة, وحالة من التخبط الأمني تعيشها المحافظة، ومع عودة بيانات "القاعدة" التي طلبت من الأهالي مساعدتهم في إقامة الدولة الإسلامية التي ينشدونها. وفي ذات السياق, قتل 3 على الأقل من أعضاء اللجان الشعبية القبلية, أمس, في مدخل مدينة مودية, في هجوم مزدوج لسيارتين يعتقد أنهما تابعتان لتنظيم "القاعدة" المتشدد, وجرح 7 آخرون. وقال ل"الأولى" مصدر محلي إن الهجوم تم من خلال سيارتين, حيث هاجمت السيارة الأولى نقطة "القفل" في مدخل مدينة مودية من الجهة الشرقية المؤدية إلى محافظة شبوة. وأطلقت العناصر الموجودة في السيارة النار على النقطة التي تربط فيها مجموعة من عناصر اللجان, والتي اشتبكت مع المسلحين, وأصابت 2 منهم, تم نقلهما على مستشفى لودر, وفارق أحداهما الحياة في المستشفى, ويدعى أحمد علي سليمان. وأوضح المصدر أن قوات اللجان تجمعت في المكان, عقب العملية الأولى, وبعد دقائق فاجأتهم سيارة اخرى يقودها انتحاري, وهاجم النقطة وفجر السيارة هناك وأوقع قتيلين هما محمد الدحيمي, وناصر جمال بدرو وتم نقل جثتيهما إلى مستشفى "مودية", كما أصيب 5 أخرون, أحدهم في مستشفى "لودر", و4 في مستشفى "مودية", ووصفت حالتهم بالمستقرة. وأشار المصدر على ان السيارة الأخيرة احدثت انفجارا هائلا في المكان, وسمع دوي الانفجار إلى مسافة 4 كيلو مترات في منطقة "القاع" التابعة لمديرة لودر, كما انطلقت أسلاك الكهرباء, وخيم الظلام بالكامل عن منطقة "مودية". وشهدت مدينة لودر, حالة من الاستنفار غير المسبوق منذ نهاية الحرب على القاعدة وتزامنت هذه الإجراءات الأمنية مع تصريحات لمسؤول أمني في منطقة المحفد, أفاد بتواجد كثيف لعناصر القاعدة في المنطقة, وحذر من مهاجمة لودر من قبل "القاعدة" مجدداً. وقال ل"الاولى" مصدر من اللجان الشعبية ب"لودر" إن حالة استنفار قصوى سادت بين أعضاء اللجان, وشددت الحراسة الأمنية على جبل "يسوف" من الجهة الشرقية, ومداخل المدينة، ومنطقة مثلث الكهرباء و"سلبة وزارة"؛ على مدخل لودر من جهة محافظة البيضاء. وكان مدير مديرية المحفد خالد الجرادي، طالب في تصريحات صحفية له "الدولة ومحافظ ابين بفرض هيبة الدولة بشكل سريع, وإنزال قوات الى كل مديريات المحافظة". وبحسب المعلومات فإن "القاعدة" في جبل المحفد تنوي مهاجمة لودر مرة أخرى, وان هناك بعض العناصر تحاول الكرة لاقتحام المدينة, بعد أن فشلت في اقتحامها العام الماضي. وفي مديرية احور, افادت معلومات "الأولى" بقيام أكثر من 40 جندياً من المنتمين إلى مناطق جنوبية, بالاحتجاج على قيادتهم في اللواء 111, امس, والتي يتهمونها بالتمييز ومصادرة حقوقهم. واوضحت المعلومات ان الجنود هتفوا برحيل قائد اللواء عبد الله العكمي, ورددوا هتافات: "ثورة ثورة ياجنوب". ويطالب الجنود بصرف رواتبهم, ويقولون إنهم قاموا بمهمات لحماية نقاط في إطار قوات اللجان الشعبية, إلا أنهم لم يتسلموا رواتبهم التي وعدت بها وزارة الدفاع. يذكر أن اللواء 111 مشاة (ومعظم عناصره من مناطق شمالية)؛ معروف عنه انه قاد مع اللجان الشعبية معارك حماية مدينة "لودر" قبل أن يتم نقله إلى مديرية أحور, واستبداله باللواء الثاني مشاة جبلي. إلى ذلك, أفادت تقارير إخبارية عن انسحاب معظم الوحدات الأمنية المكلفة بحماية مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين, وفي ظروف غامضة, فيما هدد تنظيم القاعدة باستعادة السيطرة على مدن ومناطق المحافظة و بعد حوالي 4 اشهر من تطهير الجيش اليمني واللجان الشعبية مدينتي جعار وزنجبار من أيدي التنظيم. وقال مصدر محلي مسئول في تصريح لوكالة أنباء شنخوا أمس الثلاثاء ان الوحدات الأمنية التي كلفت بتامين مدينة زنجبار عقب تطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة في يونيو الماضي, وان مدخل المدينة ومعظم المنشآت والمرافق الحكومية في المدينة حالياً بدون تأمين. وتابع: هناك عدد بسيط جداً من الجنود يقومون بالحراسات الروتينية على مبنى المحافظة فقط, وأن أعدادهم وعتادهم لا يمكن ان يتصدى لهجوم مسلح إذا ما حدث ذلك. وأشارت المصادر إلى أن مسلحين من اللجان الشعبية يقومون حالياً بأعمال الحراسات على بعض المناطق في المدينة وان أجزاء كبيرة جداً غير مؤمنة. وأكد أي هجوم إرهابي محتمل على المدينة قد يسقطها في أيدي عناصر تنظيم القاعدة مجدداً. وقال سكان محليون في أبين امس لوكالة شينخوا أن منشورات وزعها تنظيم القاعدة أمس الاول الأثنين هدد فيها باستعادة السيطرة على مدن ومديريات ومحافظات أبين. وخاطب المنشور عواطف المواطنين عن دورهم الذي يقمون به لنصرة الإسلام وتمكين المجاهدين لإنشاء الدولة الإسلامية حسبما أفاد السكان. وحسب السكان فإن عناصر تنظيم القاعدة تنتشر وبشكل مكثف في عدد من الجبال والأودية في عدد من مديريات محافظة أبين وكانت قوات الجيش اليمنية مسنودة باللجان الشعبية تمكنت في يونيو المنصرم من استعادة السيطرة على مديريتي جعار وزنجبار بمحافظة أبين من أيدي عناصر القاعدة بعد أكثر من عام من سيطرة التنظيم على المدينتين واعلانهما امارتين اسلاميتين.