المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    موقف عامل يمني بسيط يرفع رؤوس اليمنيين في المملكة !!    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار الوطني أشبه ما يگون ببقرة بني اسرائيل
الدكتور العودي للمستقلة
نشر في يمنات يوم 04 - 11 - 2012

كل حكومات الدنيا منشغلة بشؤؤن شعبها إلاّ في اليمن فإن الشعب منشغل بمصائب حكومته
كان أبناء تهامة قبل ثورة 26 سبتمبر يعيشون على أرض يملكونها واليوم صاروا أشبه بأقنان يعيشون على أرض لا يملكونها
إن اتفقوا أكلونا..
وإن أختلفوا قتلونا
قال الدكتور العودي أن القوى التي تستند على القبلية والسلالية والطائفية هي أبعد القوى على الدولة المدنية الحديثة، واعتبر الشباب البديل الأقرب للمستقبل وأنهم نواة الحكم والأمل المتعلق بالدولة المدنية ودعا الشباب إلى توحيد صفوفهم وبلورة موقفهم كونهم يحملون السلم والسلام الاقوى من كل سلاح، وأستبعد في حواره؛ أن تكون القوى الإسلامية في اليمن مؤهلة لأن تكون البديل القادر على إستيعاب المرحلة الراهنة مشيراً إلى أن تلك القوى مشدودة إلى الماضي أكثر مما تنظر إلى المستقبل.. واعتبر الدكتور العودي أن الوحدة مشروع جنوبي وأن السلطة والفساد حوّل هذا المضمون إلى العكس.. كما سلط الدكتور العودي في حواره الضوء على الكثير من القضايا الساخنة التي تشهدها الساحة اليمنية،، فإلى محصلة الحوار.. حاوره / غمدان السامعي
لنبدأ من الحوار الوطني.. المؤهلات الاجتماعية عند مختلف الفرقاء السياسيين.. هل تمثل البيئة الخصية لإنجاح الحوار الوطني؟
- إن ما يدور حول الحوار أو فكرة الحوار كتوجه للخروج باليمن إلى بر الأمان تكاد تكون الفكرة التي يوجد حولها إجماع حتى من الذين لا يرغبون في الحوار ولا يريدونه والذين قد يسعون إلى إحباطه دون أن يعلنوا أنهم على خلاف معه أو ضده لهذا السبب الحوار ما يزال يدور في حلقة مفرغة وفي جو ضبابي معتم ولا يوجد له أطراف وملامح واضحة فهو أشبه ما يكون ببقرة بني إسرائيل حتى هذه اللحظة.
حوار بالقوة
لماذا هذه الضبابية في الحوار؟
- السبب في ذلك هو أن كل القوى التي كانت تتصارع أو تتقاتل بالناس الأبرياء قبل المبادرة الخليجية والتوافق على أرصدته القائمة إذا جاز لي أن أسميها كذلك، مازال كل منهم يتسلح بنفس الموقف وبنفس الرؤى وبنفس الأهداف المبنية على محاولة إقصاء الآخر وإلغائه، وما يزيد هذه الخطورة تفاقماً وإحباطاً هو أن كل طرف لا يملك مجرد الرأي أو الكلمة السياسية كحزب أو رأي أو كفكرة وإنما كل منهم يملك القوة ويملك السلاح للأسف الشديد وبالتالي فهو حوار بالقوة وتحت تهديد القوة لا يمكن أن يكون حواراً فما بالك بمطالبة الناس بحوار وطني، حوار القوة بين مهزوم ومنهزم كيف يمكن أن يكون الحوار تحت سوط القوة التي لم تسلم بالرأي والرأي الآخر أستطيع أن أقول أن كل الأطراف لم يعد أحد يتصور بأن بمقدوره أن يحسم الموقف لصالحه بالقوة أو بدونها فالكل يلجأ إلى الترقب والبحث عن مخارج أو مكاسب بطرق أخرى.
نقطة الضوء
تحدثت عن عنف وقوى وصراع وأطراف ومواجهة وكأن ثورة لم تحدث.. أين هي ثورة الشباب من كل هذه المصطلحات؟
- المشهد الوطني في تقديري يتلخص في ثلاثة مظاهر أساسية الأول مشروع في شمال الشمال يعود إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر مهما تقمص من أسماء ومن صيغ ومسميات هو يفرض وجوده على الأرض ولم يعلن رأيه حتى الآن ما الذي يريده.. ولكننا نعرف ما يريد، والثاني مشروع في جنوب الجنوب يتلاعب أو يتجر –على الأصح- سياسياً بإرجاع الناس ومظالمهم وما نالوه تحت وطأة الفساد الذي نغص حياتهم ومن كل الأسباب والويلات التي هي مفروضة على الجنوب كما هي مفروضة على الشمال على مدى ثلاثين سنة فهو يتلاعب بمشاعر هؤلاء.. ويطرح مشاريع متخلفة جداً كان في الثمانينات والتسعينات يزايد على الأهمية والعالمية والبوليتارية واليوم يبحث عن الفردية .
المشهد الثالث هو مشهد في الوسط الدولة والسلطة بطرفيها سلطة ومعارضة وهي التي أصبحت الآن سلطة بلا معارضة وهي التي تسببت في إفراز كل هذه المشاكل وصنعتها في الأساس لإن الذي صنع الحراك الجنوبي اللاوطني- إن جاز لي التعبير- مع أنهم هم وطنيون لكن على الأقل تجار السياسة والفساد الذي أفسد الناس والذي صنع مشروع صعدة هو دار الرئاسة والكل يعرف هذا والذي صنع القاعدة وغيره.. وبالتالي هذا المشروع اضطرب من داخله وأنقسم على نفسه وبدلاً من أن يتوافق علينا ويستمر في السلطة الذي عمرها خمسون سنة وليس ثلاثة وثلاثين سنة، أراد البعض أن يختصر الكل في واحد أو يختصر واحد بدل واحد فاختلفوا واقتتلوا بنا وما يزالون في متارسهم حتى هذه اللحظة رغم كل التوجهات، المشهد الوطني لا يوجد من يحيد عنه إلا هذه الثورة البريئة المضيئة نقطة الضوء المضيئة في النفق المظلم وهي ثورة الشباب، والتي تم ركوب موجتها والإدعاء بها من كل الأطراف، وكل منها لم يكن يبحث عن نصرة لهذه الثورة وإنما لكي يرجح كفته في المقايضة والتقاسم على الطاولة بشكل أو بآخر.
براءة ذمة
برأيك لماذا وقفت ثورة الشباب عند هذا المستوى المتدني؟
- أنا لدي قراءة منشورة وأنا أعتبر أنها أشبه ببراءة ذمة هذه القراءة تحدد ما الذي حدث لثورة الشباب ومن الذي استثمرها وحتى نكون شفافيين أستطيع أن أقول بأن المعارضة وللأسف الشديد بدلاً من أن تقود هذه الثورة أو تمشي وراءها أو بموازاتها هي التي ركبت موجتها واستغلتها بطريقة مؤسفة أكثر مما أفادتها.
اليمن تحت الوصاية
إذا ما تحدثنا عن المبادرة الخليجية.. أين هي من البعد الاجتماعي والثقافي اليمني هل توافقت مع هذه الأبعاد؟
- المبادرة الخليجية أنا اعتقد أنها إحدى الثمار الغير مكتملة النضج لثورة الشباب، لأنه لولا هذه الثورة لما كان هناك مبادرة أو نقل سلطة ولا واحد وعشرين فبراير ولا حوار وطني كل هذه من منجزات ثورة الشباب ضمن ثورات الربيع العربي التي تمتد على امتداد الوطن العربي، يجب أن لا يغفل الناس عن هذا رغم ما تتعرض له الآن الثورة من حالة إحباط، وبالتالي المبادرة الخليجية لم تكن هي الشكل الأمثل الذي كان يمكن للسلطة أو المعارضة أو أطراف الصراع السياسي أن يتوافقوا عليه أنا أعرف كما يعرف الجميع أنهم كانوا قد توصلوا إلى ما هو أفضل بكثير من خصوص المبادرة الخليجية، وهناك أكثر من أتفاق عن اللجنة الرباعية إلى اتفاق منزل النائب إلى اتفاق فبراير القديم بين الطرفين وكلها كانت اتفاقات عظيمة كنا نتمنى أن نثبت وجودنا ونحترم أنفسنا كيمنيين ونحل مشاكلنا، لكن الذي كان غائباً دائماً هي المصداقية والذي يحضر دائماً هو المكر والحذلقة واللعب على الأوراق والألوان المخلقة فعدم المصداقية هو الذي أضاع على كل الأطراف احترامها لنفسها وهي كان بمقدورها أن تصل إلى أفضل ما وصلت إليه اتفاقية المبادرة الخليجية-كما تسمى- للأسف الشديد حتى هذه المبادرة التي أصبحت سلطة دولية هي لم تعد مجرد اقتراح أو مشروع ولكنها أصبحت سلطة ونحن الآن تحت وصاية دولية عبر ما يقال عليه المبادرة الخليجية، حتى ونحن تحت هذه الوصاية والإشراف الدولي المباشر لدينا مندوب سامي ومنددين مختلفين ولا أريد أن اسمي كما يعرف الجميع.. ومع ذلك لا يزال كل طرف يعتقد أنه في مقدوره مثلما كان يضحك على بعضه البعض في الداخل ويضحك على الناس أن يضحك على العالم- حتى هذه اللحظة، وذلك بالمراوغة والمماطلة وأيضاً في بعض الأحيان ارتكاب جرائم سياسية والوقوف وراء أصوات عنف خطيرة-.
مبادرة غير ناضجة
تحدثت عن المبادرة الخليجية بأنها نتيجة لثورة الشباب غير الناضجة.. ما الذي ينقصها حتى تكون ناضجة؟
- على الأقل كان يفترض أنها تعترف أن في اليمن ثورة فكلمة الثورة لم تدخل في قاموس المبادرة ولا المحيط الإقليمي ولا الدولي وكلمة الثورة ما تزال خطاً أحمر ولم تدخل أي قاموس.. فكيف تكون ناضجة وهي لم تعترف بتضحيات ناس قدمو صدورهم ودماءهم بصدر رحب من أجل كلمة السلام، لكي ينتصر السلم والسلام والتغيير السلمي.
شعب يدير نفسه
تشهد هذه الأيام عدداً من الاختلالات الأمنية واستهدافات تطال الكثير من القيادات.. أين هو البعد الاجتماعي والتراكمات السياسية والثقافية من هذه الاستهدافات؟
- أولاً البعد الاجتماعي –بحكم مهنتي- بعيد عن هذا كل البعد فلو لم يكن لهذا المجتمع منظومة مجتمعية عظيمة وتاريخية في قيمة أخلاقه وعاداته وبنيته المتماسكة الذي استطاع بفضلها أن يدير شأنه بسلام وبأمان على مدى عامين إلى الآن بلا حكومة هذا هو البعد الاجتماعي الذي تمكن الناس من أن يستمروا بممارسة حياتهم بخلاف ما قد يصور في الخارج أن اليمن أصبحت بهمة حمراء.
المشكلة التي تؤرق الناس والذي تعنيه في سؤالك عن الأعمال المسلحة والاستهدافات ليس لها مصدر اجتماعي على الإطلاق.
حكومة مصائب
إذاً ما هو المصدر لهذه الاختلالات؟
- المصدر الأساسي هي السياسة وأطراف المشهد السياسي الذين يفرغون كل ما في جعبهم من وسائل التصعيد للكراهية والحقد بين الناس وتصعيد العنف ومارسوه جماعياً وعلنياً وسرياً لما يحدث الآن وبالتالي أنا ألخص الموقف إذا كانت مشكلة كل حكومة في الدنيا هو أن تنشغل بشؤون شعبها ومجتمعها تؤمن وترعى ظروفه وتدبير مصالحها وتبحث عنها بكل الوسائل فإننا في اليمن على العكس من ذلك تماماً، لدينا شعب منشغل بمصائب حكومته وسلطته على مدى عشرين سنة مضت على الأقل، ونحن الآن منشغلون كيف يتفقوا فيما بينهم كيف يتوافقون من أجل أن لا يقتلوا بعضهم حتى لا يقتلونا معهم إن اتفقوا أكلونا وإن اختلفوا قتلونا وبالتالي فمظاهر العنف هذه مصطنعة ومصادرها أطراف سياسية من هذا الطرف أو ذاك.
إبتلاع الآخر
إذا ما تحدثنا عن حرب 94 ما أسبابها وتداعياتها الثقافية والاجتماعية السياسية؟ وهل نحن الآن أمام حرب 94 جديدة سيما وأن المستهدفين أغلبهم إن لم يكونوا كلهم من القيادات الجنوبية؟
- المشهد يعيد نفسه ليس 94 فقط ربما 67 فهذا في كل المراحل الانتقالية لكن ربما أختلف معك قليلاً بأنه ليس المستهدفون فقط قيادات جنوبية، المستهدف خصم سياسي، كل واحد معه خصم سياسي فمثلاً الإصلاح والحوثيين يقتتلون فيما بينهم ليس لهم دعوى بالجنوب فهؤلاء يقتتلون مذهبياً وطائفياً ويقتل ناس وتدمر مناطق ولكن أعود إلى حرب 94 أنا في تقديري وأنا من الشهود على هذه الحرب أن هذه الحرب هي كانت نتيجة شراكة مجزأة في صناعة الوحدة بين طرفين اجتزؤوا هذا الحدث بين جزء من الحزب الاشتراكي وهو المكون في دولة الجنوب تحديداً وهو جزء بسيط فالحزب الاشتراكي كان لا يمتلك في الجنوب أكثر من 25 ألفاً هم قوام الدولة في الجنوب بينما كان في الشمال 70 ألف كادر اشتراكي أنا مسئول عن هذا القول فعندما تمت الوحدة تم التقاسم على أساس تشطير جنوب وشمال، تماماً كان ليس شمال وجنوب فقط بل حتى على مستوى الجنوب، كانت هناك طغمة وزمرة من التي فاوضت وأخرت ووقعت هل هي الزمرة أم الطغمة فهي خارج الحساب لتضيق المسافة في الشراكة الحقيقية ولذلك كان من السهل على الطرف الآخر الذي كان أكثر توحداً المؤتمر الشعبي وتحالفه مع حزب الإصلاح وقتها كان يحاصر هذه الحلقة التي أصبحت ضعيفة وبدأ المضايقة بشعار علي صالح أنه لا يصلح سيفين في جراب واحد وبالتالي بدأت عملية ما لم تستطع الصراعات التشطيرية التوصل إليه بالقوة بإبتلاع أي من الطرفين الآخر، يمكن أن يتحقق بطريق الفبركة السياسية في حفل الوحدة وهذا ما حدث في المرحلة الانتقالية التي انتهت بمجموعة من الاغتيالات وبالتالي إلى إعلان الحرب ثم إعلان الانفصال والنتيجة كارثة حرب 94 وفي تقديري أنها ليست انتصار كما يروج لها عادة ربما من الناحية الشكلية والعسكرية نعم، لكن من الناحية الأخلاقية والوطنية والشرعية والمشروعية هي كانت المسمار الذي دق نعش الوحدة المجتمعية الحقيقية، لأنه بعدها تحول الجنوب غنيمة للفاسدين وتكرست أيضاً غنيمة الشمال ومؤسسية الفساد وقبيلة الدولة وهو ما وصلنا إليها الآن فكره الناس الوحدة في الجنوب ويئس الناس في الشمال من الوضع الراهن الذي وصلنا إليه.
الوحدة مشروع جنوبي
ما أقصده هو هل الحراك الجنوبي جاء نتيجة للسلب والنهب والإقصاء والتهميش التي أعفيت الحرب؟
- أتفق معك في هذا.. وما أؤكد عليه هو أنه فيما بعد عندما صدم الناس بأن حب الوحدة الذي ظل جيل بأكمله يتغنى بها 25 سنة فالوحدة مشروع جنوبي بامتياز لا ينبغي لأحد أن ينكر هذه الحقيقة لكن السلطة والفساد هو الذي حول هذا الشعار والمضمون إلى العكس تماماً.
الهيكلة شرط أولي
لكن هناك ثلاث قضايا كثر الخلاق عليها وهي القضية الجنوبية وقضية صعدة هيكلة الجيش هل هي من مقدمات الحوار أم من محاوره؟
- أعتقد أن هيكلة الجيش هو شرط أولى لا يمكن التنازل عنه أم القضية الجنوبية فهي قضية مطلبية وحقوقية وسياسية وهي موضوع للحوار وأيضاً قضية العنف والقوة عند الحوثيين شرط أساسي أنه يجب أن يتقدم الحوثي مع أنصاره أينما وجدوا كطرف سياسي لا كقوة عسكرية.
وأنا أجزم أن بأنه إذا كان هناك منطقة أو جماعة يستحق أن ينظر إلى قضيتها من هذا الحوار فهي قضية تهامة، لهذه الثلاثة مليون إنسان الذين يعيشون خارج الإندماج الاجتماعي في اليمن سكان تهامة كانوا فقراء مظلومين يعيشون على أرض يملكونها قبل ثورة 26 سبتمبر إلى ما بعد الثورة بسنوات والآن صاروا أشبه بأقنان يعيشون بأرض لم تعد ملكهم.
ثنائية فاشلة
إذا ما استبقنا الأحداث وتوقعنا نتائج الحوار أياَ كانت فكيف يمكننا أن نتوقف بين تلك النتائج وأهداف الثورة التي خرج من أجلها الشباب؟ وما الذي يمكن أن يقدم هذه أو تلك؟
- ثورة الشباب لم يعترف بها حتى الآن، تعلم أن هناك أكثر من 12 شخصية من أعلى قيادات السلطة بطرفها ذهبوا إلى صعدة ليحاوروا الحوثي وحاورهم من وراء حجاب، لكن كم واحد نزل إلى الشباب من مثل الشباب في موقف معين حتى اللجنة الفنية رغم أني احترمهم لكنه تم اختيارهم على مبدأ التقاسم والمحاصصة وكأن كل واحد يريد أن يبحث عن وظيفة يريد أن يحمل بها وجهه وليس اعتراف أو احترام الرأي آخر وطرف آخر في المجتمع سواء كانوا شباب أو منظمات مجتمع مدني أو شخصيات وطنية عامة فهذه كلها مغيبة، والمسألة تدور حول ثنائية فاشلة منذ ثلاثين سنة سلطة ومعارضة.
قوى فاعلة
إذا ما تحدثنا عن التيار السياسي ذو التوجه الديني فهل حقاً يسعى هذا التوجه إلى احتواء الحركات وما إمكانية النجاح والإخفاق لهذا التيار؟
- رغم خلافاتي معهم أستطيع أن أقول لك أن الحركة الإسلامية في العالم العربي صارت قوة سياسية وفكرية ووطنية لا ينبغي لأحد أن يتجاهلها أو ينظر إليها بأنها شيء استثنائي أو غير مشروع فهي فاعلة بل أكثر فاعلية الآن بعد تراجع المشروع القومي، هذه الحركة الآن بدأت تقترب من أهدافها النهائية؟
أقل فهماً
لكن الذي أريد أن نسئلك عنه هو هل يملك هذا التيار رؤية واضحة للخروج باليمن والنهوض بها مما هي عليه.. أم أن هذه التيارات ليست إلا مجرد ظاهرة عابرة؟ وكيف يقيم علاقة هذه القوى بالقوى الأخرى؟
- بالنسبة لليمن الحركة الإسلامية رغم أنها تشكل مركز الثقل الأول في المشهد السياسي إلا أنها ما تزال مشدودة إلى الماضي أكثر مما ننظر إلى المستقبل وبالتالي هي غير مؤهلة لأن تكون بديل قادر على استيعاب المرحلة الراهنة والمرحلة القادمة إلا بمنطق ما قبل السبعينات أو منطق السبعينات على الأقل (أنا وكيل الله على الأرض)، لكن إذا نظرت إلى تجارب الحركة الإسلامية في تجارب أخرى فهي تفرض احترامها وتقديرها ونحن نتمنى أن إخواننا ورفاقنا في اليمن أن يتعلموا منها مثل تركيا وماليزيا ومصر وإيران، لكن رغم أن القاسم المشترك موجود، لكن سن التعامل مع الواقع مختلفة، نحن في اليمن أقل الناس فهماً لما يمكن أن تقوم به الحركة الإسلامية أو أن الحركة الإسلامية نفسها هي أقل فهماً وأقل استيعاباً للمتغيرات بدليل تصرفاتها مع ثورة الشباب.
قبيلة أو مصيبة
يلاحظ أن الدولة المدنية كهدف من أهداف ثورة الشباب لم يعد مطلب للشباب وحدهم فالكل يتغنى باسم المدنية القبيلة العسكر الإسلاميين اليساريين الحوثيين هل نحن أمام إجماع وطني أم أنه كما يقول الكثير بأن الدولة المدنية أصبحت كالحرباء يلونها على شاكلته؟
- المجتمع المدني والدولة المدنية في تقديري هو آخر الضحايا لتجار السياسة وهناك ضحايا قديمة جديدة الإسلام ضحية والضحايا والاشتراكية ضحية وكذلك القومية، والآن حينما يتحدثون عن الدولة المدنية هي كلمة حق يراد بها باطل، لأنك إذا سألت أي شخص من هؤلاء عن مفهوم الدولة المدنية والمجتمع المدني لن يجيبك بشيء، ولكن حتى يسمعوهم الناس ويمرروا بضاعتهم الخاصة بهم قبيلة أو مصيبة أو أي شيء، لكن في حقيقة الأمر مفهوم لدولة المدنية والمجتمع المدني مفهوم علمي ومفهوم واقع وليس شعارات أستطيع أن أقول أن المجتمع المدني هو تجاوز للقبلية المناطقية والطائفية السلالية واللامساواة المجتمعية وما بعد ذلك القانون والنظام والمواطنة المتساوية ودولة المؤسسات والفرص المتكافئة، هذه هي الدولة المدنية، وليست الدولة المدنية في أن يتحدث شخص عن الدولة المدنية وهو يمشي بجيش متحرك في الشارع.
نواة الحلم والأمل
برأيك دكتور من هي الأطراف اليمنية الموجودة في الساحة الأقرب إلى الدولة المدنية ومن هي الأبعد؟
- بتقديري أن الذين منحوا صدورهم للموت بصبر وبإيمان في جمعة الكرامة هؤلاء هم نواة الحلم والأمل المتعلق بالدولة المدنية، لأنهم يحملون كلمة السلم والسلام الأقوى من كل سلاح وأتمنى أن يوحدوا صفوفهم وأن يرفعوا خطابهم ويبلوروا موقفهم لأنهم البديل للمستقبل قرب الوقت أم بعد، بخلاف بقية الأطراف الذين ينطبق عليهم المثل (إن سبرت فمرة وحمارة، وإن بطلت فهدار في هدار).
أم أبعد القوة من الدولة المدنية فهي التي تستند إلى القبيلة وإلى السلالية والطائفية، فهؤلاء ابعد بكثير، لكن عسكر وقوى سياسية مصالح شخصية هذه قابلة للتفاوض.هذا جزاؤنا لأننا شاركنا في الثورة.. أنهم يعذبوننا عذاباً مستمراً”..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.