جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    بيان تحذيري من الداخلية    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحرارة المحسوسة تلامس الصفر المئوي والأرصاد يحذر من برودة شديدة على المرتفعات ويتوقع أمطاراً على أجزاء من 5 محافظات    الحديدة أولا    الاتصالات تنفي شائعات مصادرة أرصدة المشتركين    رئيس بوروندي يستقبل قادة الرياضة الأفريقية    الشاذلي يبحث عن شخصية داعمة لرئاسة نادي الشعلة    جولف السعودية تفتح آفاقاً جديدة لتمكين المرأة في الرياضة والإعلام ببطولة أرامكو – شينزن    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    ريال مدريد يقرر بيع فينيسيوس جونيور    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسين نعمان :علينا أولاً إستعادة الدولة التي من شأنها أن تحمي نتائج الحوار
نشر في أنصار الثورة يوم 24 - 07 - 2012

أجرت قناة العربية الأسبوع الماضي حواراً مع الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني تطرق فيها إلى مجمل القضايا على الساحة الوطنية وما تواجهه المرحلة الإنتقالية من صعوبات، الصحوة نت تعيد نشر الحوار لأهميته
العربية : إلى أين وصل قطار التسوية السياسية, وماهي مكونات المشهد السياسي اليمني في الوقت الراهن؟
الدكتور: التسوية السياسية يمكن أن ننظر إليها باعتبارها جزء من مشهد سياسي يتكون تقريبا من خمسة مكونات أساسية، التسوية السياسية القائمة على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن (2014 2051) وهذا هو الجزء الأول من المشهد السياسي والذي يتجه نحو الحوار الوطني, بعد أن تم إنجاز جزء من هذه التسوية حتى الآن.
والمكون الثاني في المشهد السياسي هي القوي المعيقة للمسار السياسي والتي لازالت محيطة بالرئيس السابق وتعمل بكل قوة على إعاقة المسار السياسي, وبالأصح إعاقة عملية التغيير - إذا نظر إلى المسار السياسي أو التسوية بأنها عملية تغيير- التوافق على عملية التغيير ونقل السلطة.
المكون الثالث هو العنف والإرهاب والذي يطل برأسه بين الحين والأخر في أكثر من مكان, أما موظفا بهدف إعاقة العملية السياسية أو باعتباره جزء من بنية عامة اعتبرناها موروث لنظام مختل أمنيا وسياسيا خلال السنوات الماضية.
المكون الرابع هي قوى الثورة التي لا زالت في الميادين ولا زالت تتطلع إلى إنجاز مهمتها الثورية في ظل ظروف ربما مناسبة أكثر مما كان عليه الوضع منذ البداية.
والمكون الخامس في المشهد السياسي هو الحراك السلمي في الجنوب الذي يحمل قضية عادلة ويتطلع إلى موقف سياسي من كل القوى السياسية والنظام الجديد حول كيفية التعامل مع هذه القضية.
هذه المكونات الرئيسة للمشهد السياسي, لا شك أنها على درجة عالية من التداخل وعلى درجة عالية أيضا من التقاطع, وهذا هو الواقع اليمني اليوم الذي على الجميع أن يتعامل معه بكل تفاؤل على أساس أنه لا أمل أو لا أمكانية أمام اليمنيين إلا أن يتفاهموا لصناعة المستقبل.
العربية: هل ممكن ان نقول ان مشهد الحراك السلمي في الجنوب "القضية الجنوبية" وأيضاً القوى الثورية وقوى التغيير الأخرى تشكل طرف ثوري فاعل للتغيير في اطار قوتين أخريين او ائتلافين آخرين بما فيها قوى العنف والارهاب تشكل تحالف معين للتغيير؟
الدكتور: واضح.. انا أعتقد انه في إطار هذه المكونات لدينا قوى للتغيير وقوى معيقة للتغيير لدينا ادوات تستخدم في عملية التغيير ولدينا أدوات تستخدم في إعاقة عملية التغيير
الادوات السلمية كلها حتى الآن في تقديري تصب معظمها في عملية التغيير ولكن الارهاب والعنف أياً كانت أشكاله ومن أي طرف يأتي هو يتجه نحو إعاقة عملية التغيير ولذلك اذا جاز التصنيف هنا على قاعدة التفريق بين الادوات والوسائل انا أعتقد أن العنف والارهاب يوظفان باتجاه إعاقة عملية التغيير بكل الأشكال.
العربية: القرار الذي أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل أيام قليلة بتشكيل اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني وما تضمنه هذا القرار من محددات وضوابط...الخ في هذا العمل.. هل هذا القرار بما أحتوى يعكس حقيقة هذه المكونات؟
الدكتور : أولا المكونات التي وردت في مشروع القرار هي الموجودة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية, وهي الأحزاب والقوى السياسية التي وقعت على المبادرة الخليجية، هناك ايضاً مكون الحراك الجنوبي السلمي، وهناك مكون الشباب الثوري، وهناك المكون المتعلق بالمرأة ، ومنظمات المجتمع المدني والحوثيين والأحزاب التي لم تشارك في التوقيع على المبادرة السلمية وهذه الثمانية المكونات التي شملتها المبادرة أو بالاصح الآلية التنفيذية للمبادرة،القرار حقيقة لا نستطيع أن نقول أن هناك قرارا يمكن يكون في الظرف الحالي مئة في المئة صح ، أو مقبول عند الجميع مئة في المئة ، في الظرف الحالي, أنا أعتقد أن الذي يتحكم في صحة أي قرار هو قدرته على أن يجسد حاجة المسار السياسي.
والسؤال هل القرار الذي اصدره الأخ الرئيس عبده ربه منصور يجسد الحاجة للحظة الراهنة للمسار السياسي وفق المبادرة الخليجية؟؟ أستطيع أن أقول: " إلى حد ما ,, نعم" لكن بعد ذلك الأخطاء والنواقص التي وردت في طبيعة القرار, مثلا: عدم تمثيل الشباب إلى حد ما، عدم تمثيل الحراك، الاختلال الذي حصل هنا وهناك في بعض المكونات .
طالما أن اللجنة فنية ولن تكون مهمتها تقرير مستقبل ونتائج الحوار بقدر ما ستكون مهمتها التحضير للحوار فليأتي التشكيل بالشكل الذي يسمح بتحقيق هذا المسار نحو الحوار الوطني.
نحن لدنيا ملاحظات حقيقة حول القرار كما اشرت, ولكن دعنا ننظر للموضوع من الزاوية التي حكمت بدرجة رئيسية أو خدمت بدرجة رئيسة مسار العمل السياسي.
أنا اعتقد أنه في اللحظة الراهنة مطلوب تشكيل مثل هذه اللجنة ولابد أن تبدأ عملها باتجاه لملمة كل القوى باتجاه الحوار الوطني.
العربية: مهمة هذه اللجنة بما انها فنية تحضيرية هل هي مكملة للجنة الاتصال التي كنتم فيها؟
الدكتور: لجنة الاتصال مهمتها الدعوة الى الحوار باسم رئيس الدولة ، لكن هذه اللجنة ستعد الجوانب الفنية الخاصة بالحوار الوطني بدءا بحصر القوى التي وافقت على الإنخراط في الحوار, التمثيل التشاور مع القوى المختلفة، تحديد مكان إنعقاد الحوار، وضع اللائحة الخاصة بالحوار الوطني, كل هذه القضايا ستتلوها هذه اللجنة.
ولكن علينا أن نعي تماما أن ما يتمخض عن هذه اللجنة من عمل سيطرح أمام مؤتمر الحوار الوطني، والحوار الوطني باعتباره السلطة العليا، لتقرير مساره هو الذي سيقر بعد ذلك اللائحة التنفيذية, وسيقر كل ما يتعلق بمسار الحوار الوطني باعتباره السلطة العليا
العربية: من هي الجهات التي تم الاتصال معها , ومواقفها بالنسبة للاستجابة وعدم الاستجابة للحوار, هل كان هناك شروط مطروحة من هذه الجهة أو تلك؟
الدكتور: كل القوى التي توصلنا معها وافقت على الحوار الوطني، واعتبرت أن الحوار الوطني هو الطريق لخروج اليمن إلى المستقبل، في بعض القوى وافقت بدون شروط, وبعض القوي كان لديها مطالب, مطالب بعضها ارتبط بالمشاركة في الحوار, وبعضها أرتبط بإنجاح الحوار.هذه المطالب كثير منها مطالب مشروعة ، يعني عندما أتحدث عن المطالب الخاصة بحل آثار حرب 94 في الجنوب, وتعزيز الثقة وإدانة الحروب - من الناحية الأخلاقية على الأقل- لتقديم هذا النظام السياسي بمفهوم جديد للعالم, هذه واحد من القضايا التي طرحها كثير من القوى على إعتبار أنه لكي نسير نحو المستقبل ونؤسس لمرحلة جديدة علينا أن نتخلص من أعباء الماضي, والتخلص من أعباء الماضي سيتم بطريقتين:
الطريقة الأولي: النقد العام لكل السلوكيات الماضية المتعلقة بالحروب والبدء بمعالجة جملة من المشكلات والمعضلات التي ترسخت بسبب السياسات السابقة.
والجانب الثاني مرتبط بالعدالة الانتقالية, تطبيق قانون العدالة الانتقالية على إعتبار إنصاف المظلومين في مراحل تاريخية مختلفة.
العربية: هل قانون العدالة الانتقالية يفي لتعديل مزاج قوى الحراك الجنوبي للانخراط في الحوار الوطني أم أن هناك إجراءات ومبادرة مطلوبة من حكومة الوفاق الوطني من رئيس الدولة المنتخب الجنوبي لتهيئة المزاج الجنوبي للمشاركة في الحوار؟
الدكتور: قانون العدالة الانتقالية سيكون جزءا من الحل وليس الحل بأكمله , جزء من تعزيز الثقة، حل المشكلات المتراكمة منذو حرب 94 جزء من حل المشكلة بل مدخل, وليس الحل حل الوضع في الجنوب مرتبط بدرجة رئيسية بكيفية التعاطي مع الجنوب كجزء من المعادلة الوطنية، المزاج الذي يوجد اليوم في الجنوب يجري التقاطه بأشكال مختلفة, لكن- لاحظ معي أنه - لم يستطيع حتى الآن أحد أن يغفل أن الجنوب كان وسيظل مشروعا سياسيا في تاريخه كله- حتى وهو سلطانات- الجنوب كان مشروعا سياسيا ولم يكن مشروعا عصوبيا, ولو كان الجنوب مشروعا عصوبيا لما توحد في دولة واحدة، اليوم الذي يريدوا أن يحملوا الجنوب على قاعدة المشروع العصوبي عليهم أن يفهموا أن عمر الدولة في الجنوب الوطنية ثلاثة وعشرين سنة - من 67 حتى عام 90- لكن السلطانات عمرها أكثر من مئتين وخمسين سنة, هذه التناقضية يجب أن تقرأ قراءة عميقة لفهم ما الذي يريدوه الجنوب مستقبلا, مش كل من يرفع صوته يتحدث عن الجنوب يحب الجنوب، الجنوب يجب أن يحمي من نفسه، وبالتالي كل مشروع لا يرعى بدرجة رئيسية مستقبل الجنوب بإعتباره مشروع سياسي فهو يسيء إلى قضية الجنوب, هذاأولا.
ثانيا, ما نشتيش الجنوب يتحول إلى مجرد حقل للإختبار, ولما الناس يشتوا الوحدة نطلع أبطال باسم الوحدة! ولما تتعثر الوحدة وتواجه مشكلة ويتحول الناس نحو الانفصال نشتي نطلع أبطال باسم الانفصال.
ايش دورك انت كمشروع كقائد سياسي.. كقادة سياسيين؟؟ لا نريد أن نلاحق هذا المزاج, نريد أن نتعامل مع هذا المزاج بمسؤولية, ونتحاور مع هذا المزاج بمسؤولية, لأن المستقبل مستقبل شعب بأكمله, والمزاج يتغير ولذلك على الناس أن يتحاوروا, وأن يتحاور الجنوبيون يتحاوروا مع غيرهم يتحاوروا ولكن يتحاوروا بمسؤولية, ولا يتحاوروا تحت ضغط الشارع, وتحت مزاج الشارع مثلما تحاورنا عام 90, عندما كانوا يشتوا الوحدة لم نتحاور, وقلنا على بركة الله, وطلعنا أبطال, والآن, لآن الوحدة تعثرت, نشتي نطلع أبطال باسم الانفصال,! علينا أن نتحاور لأن هذا مستقبل, وعمر الشعوب والبلدان لا تتخذ فيها أي قرار مصيري بناء على مثل هذه الأمزجة وإنما بمسؤولية.
العربية: هل نحن الآن أمام ثورة منقوصة في اليمن قياسا بثورات الربيع العربي في بلدان أخرى؟
الدكتور: ما فيش ثورة في العالم تحقق أهدافها بمجرد أن تقوم ، الناس عندما خرجوا إلى الشارع, قدموا التضحيات, وسقط النظام ، هل هذا يعني انتصار للثورة؟! انتصار الثورة يعني تحقيق أهدافها, إذا من الصعب أن اتحدث عن انتصار الثورة أو أنها ناقصة أو مكتملة بمجرد أنه تحقق الجزء الأول من هدفها، أنا أعتقد أن المسار الذي ستتخذه الثورة وقواها وقوى التغير بشكل عام خلال المرحلة القادمة هو الذي سيرد على هذا السؤال، لكن أهم شيء في هذه الثورة - أنا في تقديري- أنها جنبت هذا البلد كارثة الحروب والحرب الأهلية
اليوم هناك من يريد أن يعيدنا إلي مربع العنف كي يقول أن هذا المسار كان خاطئا, أن مسار التسوية كان خاطئا، ولذلك العنف لا يزال موجود, والقتل مازال مستمرا, التفجيرات لازالت.., هذا التوظيف للعنف من قبل القوى الرافضة للتغير هي واحدة من الأسباب التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى إحباط عند الناس, ويمكن أن ينتقدوننا بأن التسوية السياسية قامت من أجل تجنيب اليمن العنف, لكن العنف مازال موجود‘ إذا التمسك بالعنف هنا من قبل البعض هدفه الرئيسي ضرب التسوية السياسية وضرب هذا المسار الذي من شأنه أن يحقق بالفعل أهداف الثورة
العربية: ما هي الشروط الغائبة حتى الآن- في تقديركم - لتوفير المناخ المتكامل والإيجابي والسلمي للحوار الناجح؟
الدكتور : أهم شروط الحوار هو أن تكون أطراف الحوار متكافئة وصادقة , هذه هي النقطة الرئيسية , وهي ما يسمى بالعامل الذاتي الخاص بالمتحاورين, لكن البيئة المحيطة بالحوار - مثلما تفضلت- مثلاً عندما نتحدث عن الحوار والجيش مازال منقسم, ما زال في المتاريس, لا زال الوضع بهذا الشكل الذي لا يسمح فعلا بالانتقال - على الأقل النفسي - إلى مرحلة جديدة تؤكد أن الحوار سيجد من يحميه ، وأول سؤال سيطرح من قبل الناس,, هذا الحوار ونتائجه من الذي سيحميه إذا لم يوجد جيش وقوة حقيقية تحميه وأمن يحميه ودولة تحميه؟؟ إذن مهمة هؤلاء المتحاورين أن يبحثوا أولا في استعادة الدولة ، وكيف يستعيدوا الدولة التي من شأنها أن تحمي نتائج هذا الحوار؟؟! وإلا يصبح مجرد دردشة, لا أكثر ولا أقل!! أو يصل الناس إلى شيء، وفي الأخير لا يوجدوا الدولة التي تحمي مثل هذه النتائج
العربية: حمل الشباب مشعل الثورة وسبقوا الأحزاب إلى الساحات, أين موقع الشباب الآن في العملية السياسية, في الحوار, في صناعة مستقبل اليمن؟
الدكتور : الشباب لم يحتلوا بعد المكان او المكانة التي يجب أن يحتلوها في العملية السياسية لعملية التغيير بشكل عام, والأسباب كثيرة لا أريد أن أتحدث عنها بالتفصيل, ولكن أعرف أن أمام الشباب أن يحتلوا مواقعهم في العملية السياسية من خلال شيئيين- إذا أردوا- أما أن يكونوا منظماتهم السياسية والشبابية القوية الضاغطة على أن تكون جزء رئيسي في المعادلة السياسية, أو أن ينخرطوا في الأحزاب السياسية ويعيدوا تشكيل المعادلة السياسية داخل هذه الأحزاب باعتبارها تتحول أدوات تغيير, لكن الوضع كما هو موجود اليوم- في تقديري - لازال محكوم بجملة من العوائق والصعوبات .
في شعور يتكون عند الشباب- وأنا معهم في ذلك- أنهم قدموا التضحيات, وأنهم أصبحوا خارج المعادلة السياسية, وأن الأحزاب جاءت لتحل محلهم ؟!. هذا الشعور قد يكون نظريا صح, لكن السؤال: هل هذه الأحزاب, وبالذات الأحزاب المنتمية إلى عائلة التغيير, يعني إلى قوة التغيير، هل أهملت الأهداف التي ناضل من أجلها الشباب؟؟ أو أنها تحمل هذه الأهداف ولكن بأدوات سياسية؟؟ عملية التغيير, نقل السلطة، الانتقال إلى تحقيق الإرادة الشعبية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لانتصار الثورة, الثورة في هذا البلد لن تنتصر إلا بالإرادة الشعبية
العربية: ها نحن الآن نسمع طلقات الرصاص الان ونحن ندير معكم هذا الحوار في منزلكم, أقول أن هذا الجو الذي لم تسكت الرصاص في أكثر من جهة, والطرقات تقطع والكهرباء تقطع والخدمات أيضاً, حتى النظافة أصبحت تستخدم ورقة من ورقات الضغط السياسي, اقول ألا تعتقدون أن من واجب الحكومة الان حكومة الوفاق الوطني من واجب الرئيس المنتخب رئيس التوافق الوطني أن لا يتردد في إتخاذ إجراءات توفر مثل هذا المناخ خاصة وانه يحضى بدعم وطني وإقليمي ودولي لم يحصل عليه رئيس من قبل في اليمن؟
الدكتور: الاخ عبد ربه الرئيس المنتخب أنا اعتقد أنه جاء في ظرف تاريخي استثنائي وأمام موروث ضخم, ولكن لم تكن الادوات لمواجهة هذا الموروث قد توفرت لديه هنا المعادلة الصعبة ومع ذالك خليني أقول أن الخطوات التي قُطعت حتي اليوم أنا اعتقد أنها خطوات لا بأس بها في ظروف صعبة وشاقة وتعقيدات نقل السلطة والتعقيدات للأسف صادرة من الحزب الذي ينتمي إليه هو, يعني الصعوبات التي تبرز أمامه ناشئة من الحزب الذي ينتمي إليه من القوى السياسية التي ينتمي إليها هي التي تضع أمامه هذه الصعوبات.
نحن إذا أردنا أن نتجه الاتجاه السليم علينا أن نقول ما الذي يعرقل قرارات الرئيس مسارات الحياة السياسية ولماذا؟
العربية (مقاطعة): تسمى الاشياء بأسمائها
الدكتور: بالضبط بأسمائها ومهمة الرئيس اليوم أن يقول ذالك للناس..
العربية: نتائج الحوار هل ستكون الزامية واجبة التنفيذ أم اختيارية ؟
الدكتور: نتائج الحوار طبعا إلزامية, مجرد أن يتفق الناس على نتائج الحوار , وتعلن نتائج الحوار بإعتبارها مواقف للجميع بالتأكيد سيتجه الناس لصياغةالدستور في ضوء هذه النتائج, والمعالجات التي ستتم لبعض القضايا أم ستكون جزءمن الدستور أو مرجعية لصياغة الدستور أو مرجعية للصياغة القانونية أو مرجعية لمعالجات سياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.