تقاربت ردود الأفعال الرسمية في الشرق الأوسط تجاه فوز الأسمر الديمقراطي (باراك اوباما) بولاية رئاسية جديدة. فسياسات الحزب الديمقراطي الخارجية تعد أكثر توسطا من نظيرتها الجمهورية خصوصا تجاه الإسلام الأمر الذي يكسبها رواجا كبيرا عند الأنظمة العربية والإسلامية. و تشغل قضية الصراع الإيراني الإسرائيلي مكانا متقدما في جدول أعمال الخارجية في الفترة الرئاسية الجديدة. اوباما لم يكن خيار نتنياهو المفضل لأن اوباما يفضل خيار السلم مع إيران لحل مشكلة مفاعل طهران النووي، وذك بعكس الإدارة الإسرائيلية التي تسعى إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران . وقد قال نتنياهو في بيان مقتضب هنأ فيه اوباما وأشاد خلاله بما وصفها بالعلاقات الاستراتيجية القوية مع واشنطن "سأواصل العمل مع الرئيس اوباما لضمان المصالح الحيوية لأمن المواطنين الإسرائيليين." ولكن في تصريحات تبرز خلافا مع الولاياتالمتحدة بشأن العمل العسكري المحتمل ضد إيران قال نتنياهو في مقابلة بثتها القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع "إذا لم تكن هناك وسيلة أخرى لإيقاف إيران فإن إسرائيل مستعدة للتحرك" . في ذات السياق رأى موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي أن الرئيس اوباما الذي انتخب لفترة ولاية ثانية بالبيت الأبيض سيتقرب أكثر إلى الإخوان المسلمين بمصر ونظام الملالي بإيران، للحفاظ على هدوء سياساته الخارجية بالمناطق الأقل استقرارا في العالم ،وأكد على أن النتيجة النهائية ستكون امتلاك إيران لسلاح نووي وهيمنة الإخوان المسلمين على الدول العربية. وأشار الموقع إلى أن السبب الرئيسي في نجاح اوباما بالانتخابات الأخيرة لم تكن سياسته الخارجية التي لا تهم المواطن الأمريكي بشكل كبير بل بسبب برنامجه الاقتصادي . إيران من جهتها أظهرت فتوراً كبيرا في ردة فعلها بفوز اوباما بولاية جديدة، ويعود ذلك إلى انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لما يقارب الثلاثة عقود. وقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن صادق لاريجاني رئيس الهيئة القضائية قوله " بعد كل هذه الضغوط والجرائم بحق شعب إيران لا يمكن أن تكون العلاقات مع أمريكا ممكنة بين عشية وضحاها ويجب ألا يعتقد الأمريكيون أن بإمكانهم أن يرتهنوا إرادتنا بالعودة إلى مائدة المفاوضات". وأشار أيضا إلى أن الرئيس الأمريكي يجب ألا يتوقع مفاوضات سريعة جديدة مع طهران. و تزامناً مع هذه التصريحات قال محمد جواد لاريجاني، شقيق رئيسي السلطتين القضائية والتشريعية وأهم منظّري التيار المحافظ في إيران، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولو في قعر جهنم، حسب تعبيره. فقد وذكرت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية أن محمد جواد لاريجاني شدد على "أن المفاوضات مع أمريكا ليست تابوهاً حتى تكون محرمة"، وانتقد في الوقت نفسه الإصلاحيين الإيرانيين وحملهم مسؤولية "تحويل المفاوضات مع أمريكا إلى تابوه" في مطلع الثورة الإيرانية. اوباما ومن جهته كان له موقف واضح تجاه هذا الملف الشائك فقد قطع وعدا صريحا باسم الولاياتالمتحدة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بان إيران لن تحصل على القنبلة النووية . وقد أقرت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعة قاسية من العقوبات على إيران لحملها على وقف نشاطاتها النووية الحساسة، غير أن الهدف الرئيسي لهذه العقوبات هو تجنب ضربة إسرائيلية لإيران. ويرى المراقبون أنه وفي حالة ما أثرت هذه العقوبات وبدى انهيار النظام الإيراني سباقا لحيازة القنبلة، عندها قد يواجه الرئيس الأميركي قرارا بالدخول في حرب في 2013 أو 2014".