أحمد سيف حاشد أمقت المناطقية، و لكن يجب أن نعرف من أين أتت هي و كثير من الكراهية التي تعصف بالمجتمع اليمني.. علينا أن نفهم آثار و نتائج احتقان شرعنة و ممارسة القوة و النهب و القمع و التعالي و الغطرسة.. تعز نموذج و مثلها تعيش محافظات و مدن يمنية كثيرة في الشمال و الجنوب.. تعز و غيرها يشرعن فيها الأقوياء سطوتهم و سلطتهم و قمعهم و نهبهم و من كل الاتجاهات.. النهابون يسمّون تعز ب"دبي" و هم قادمين إليها لينهبوها.. حاميها حراميها. لذلك يجب أن تفهموا من أين تأتي المناطقية القبيحة و من يصنعها ابتداء. المناطقية تمارس اليوم في تعز و الوطن، بل و يتم إعادة صناعة أسبابها مرة أخرى و على نحو أكثر غلظة، و بفجاجة غير مسبوقة. ثم بتعالي و غطرسة و ازدراء يسألون: من أين جاءت كل هذه المناطقية و الكراهية التي تعصف بتعز و غيرها..؟! و من أين جاءت كل هذه الجهوية في الجنوب..؟! نتهم طرفا ضالعا في المناطقية و الجهوية بلا شك، و لكن علينا أن لا ننسي أو نبرئ الطرف الذي يمارسها و يصنعها ابتداء.. ثم نجد من يستغل أسباب المناطقية و يجيد استغلالها سياسيا و عسكريا محليا و خارجيا.. على الصعيد المحلي وظفت أحزاب و جماعات محلية أو قيادتها، المناطقية و الكراهية بما يخدم أجندتها الضيقة على حساب الوطن و المستقبل و ولغت إلى حد الإصطفاف مع دول العدوان الخارجي و القتال معه.. و على الصعيد الخارجي أستغل العدوان الكراهية و المناطقية في المجتمع و مكوناته، و عمل على توظيفها لخدمتة و خدمة أجندته و أطماعه الإستعمارية و التوسعية.. العدوان أتى و نفذ إلى المجتمع من مثل هذا .. و سيستمر طالما لا يوجد من يسد منافذه .. بل يوجد من يجذره وعيا و ممارسة.. كفوا عن نهب تعز.. كفوا عن ممارسة المناطقية التي تزرعون بذورها اليوم لعقود قادمة.. كفوا عن اعتبار تعز و الوطن مجرد غنيمة .. أملاك و أموال آل هايل سعيد أنعم نموذج.. كفوا عن اعتبار أبناء تعز و الوطن شمالا و جنوبا مجرد رعايا أو موارد تنهبونها و تعبثون بها. اسمعوا وجع الوطن لتستطيعوا أن تسوسوه و تنصفوا أهله بصرف النظر عمن يكونوا و من أي منطقة .. ارفعوا الظلم عنهم و عن كاهل الوطن. بدون ذلك "لا منهزم يفنى و لا منتصر ضامن بقاه". بدون ذلك يجد التاريخ لهؤلاء في مزابله مكانا و متسع.