واصلت، أمس الجمعة، المواجهات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة بن قردان التونسية المحاذية للحدود الليبية، بعد ليلة ساخنة تم خلالها حرق ونهب مراكز للأمن والجمارك وحركة “النهضة” الحاكمة، بينما شهدت العاصمة واقعة هاجم فيها سلفيون مسجداً وطردوا من المصلين من صلاة الجمعة . ونقلت صحف تونسية أن الوضع ازداد تأزماً، أمس، بينما قامت قوات الأمن التي وصلتها تعزيزات كبيرة بعمليات دهم واعتقال، كما واجهت المتظاهرين الذين يطالبون بالشغل وإعادة فتح معبر راس جدير مع ليبيا، بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي . وأحرق متظاهرون ليل الخميس/الجمعة مركزاً للجمارك ومقر حركة “النهضة” الحاكمة . وأفادت وكالة الأنباء التونسية عن سرقة ست سيارات كانت مصادرة لدى الجمارك . ونهب متظاهرون آخرون مقار حركة النهضة وأحرقوا كتباً ووثائق على ما أفاد محمد شندول أمين عام مقر الحزب في بن قردان . وقد هاجم متظاهرون معظمهم من الشبان الخميس مركز شرطة وأحرقوه فاضطر الشرطيون إلى الفرار، وقالت وكالة الأنباء التونسية إن سلاحاً سرق خلال الحادث . وتشهد بن قردان التي تبعد ثلاثين كلم على معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا، حالة غليان إثر قرار السلطات الليبية إغلاق المعبر الحدودي بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب احتجاجات مواطنيها من سوء معاملة في الأراضي التونسية . على صعيد آخر، اقتحمت مجموعة من المحسوبين على التيار السلفي، أمس، المسجد الكبير بضاحية الدندان في العاصمة التونسية، وقامت بإخراج المصلين ومنع إمام الجامع من الدخول إليه وتعنيفه وطرد المصلين ليتولى سلفي إلقاء خطبة الجمعة . ورفع المتظاهرون الذين انتظموا في صفين واحد للنساء وآخر للرجال، شعارات منها “حزب التحرير يقترح دستوراً إسلامياً” و”الثورة مستمرة” و”نطالب بتطبيق الشريعة” . وفي الوقت الذي تتزايد فيه التظاهرات الاجتماعية وأعمال العنف، حذر راشد الغنوشي رئيس حركة “النهضة” من تحول الثورة إلى “فوضى” . وقال الغنوشي أمام مئات من أنصاره في منطقة رواد بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية إن “بلداناً كثيرة استطاعت الاطاحة بنظامها والطغاة لكن لم تقدر على بناء دولة ديمقراطية بسبب سوء استعمال الحرية نذكر كمثال الصومال” . (وكالات)