أصيب, صباح أمس, 4 أشخاص من أهالي مدينة حجة, حالة أحدهم خطيرة, إثر تبادل لإطلاق النار بين جنود إدارة أمن المحافظة, ومسلحين مدنين كانوا منتشرين حول إدارة الأمن لمنع مدير الأمن الجديد من دخول المبنى بحجة انه ينتمي إلى التجمع اليمني للإصلاح. وقال ل "الشارع" شهود عيان أنه تم نقل اثنين من المصابين إلى المستشفى السعودي, فيما أسعف الآخرين: عبد الرحمن محمد حمود جسار (40 عاما), وبشير صالح يحيى جبارة (27 عاما) إلى المستشفى الجمهوري استدعت خطورة حالة جسار نقلة إلى العاصمة صنعاء للعلاج. وذكرت المعلومات أن جسار أصيب, أثناء مروره أمام مبنى إدارة الأمن متوجها إلى مقر عمله في مكتب التربية والتعليم, بطلقة نارية من الخلف اخترقت أسفل كتفه الأيمن وأصابت جانبا من رقبته واستقرت في فكه الأيمن. وقالت مصادر محلية إن مدير أمن المحافظة عبد الملك المداني المعين مؤخرا من قبل وزير الداخلية وقوبل تعيينه باعتراض واسع من قبل السلطة المحلية وعلى رأسهم محافظ المحافظة. وأفاد شهود العيان أن مدير الأمن الجديد تمكن, في وقت مبكر أمس, من دخول مبنى إدارة الأمن مع مجاميع مسلحة ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث تبادل لإطلاق النار. وطبقا لشهود العيان فقد بدأت عملية تبادل إطلاق النار بعد لحظات من دخول مدير الأمن الجديد إلى مبنى إدارة الأمن, حيث شهدت الساحة الأمامية للمبنى تبادلاً لإطلاق النار بين المعترضين والمؤيدين لمدير الآمن. وتم إطلاق وابل من الرصاص الحي من أماكن مختلفة حول مبنى إدارة الأمن, واستمر ذلك لأكثر من ساعة ما أدى إلى إصابة جسار وبشير إضافة إلى أصابه جنديين إصابتهما خطرة. وشهدت مدينة حجة من الصباح الباكر, حالة استنفار أمني, وانتشار مكثف لجنود الأمن, ومسلحين مدنيين في عدد من أحياء وشوارع المدينة, سيما الأحياء المجاورة لمبنى إدارة الأمن. وجرى تبادل لإطلاق النار بين الجنود والمسلحين لأكثر من 3 ساعات ما أدى إلى إثارة الخوف في وسط المدنيين. وحتى مساء أمس؛ استمرت في المدينة حالة التوتر التي حدثت بسبب اعتراض قيادات في المؤتمر على إقالة مدير الأمن السابق للمحافظة, وتعيين عبد الملك المداني بديلاً منه. وتتهم القيادات المؤتمرية المعترضة رئاسة الوزراء ووزير الداخلية باستبعاد مدير الأمن السابق بسبب انتماءه للمؤتمر, وتعيين المداني بديلا منه بسبب انتماءه إلى التجمع اليمني للإصلاح. وقالت ل"الشارع" مصادر رسمية في المحافظة, الشيخ عبد العزيز الغادر, تدخل بوساطة لتهدئة الأطراف المتنازعة, وتمكن من إخراج مدير الأمن من مبنى إدارة الأمن الذي فرض عليه مسلحو المؤتمر حصارا. من جهته, قال ل"الشارع" الشيخ فهد دهشوش, رئيس فرع المؤتمر في حجة, إن "ما حدث اليوم (أمس) من إراقة للدماء يقف وراءه حزب الإصلاح, الذي رفض امن واستقرار المحافظة وأصر على إثارة الفوضى وإقلاق سكينة الطلاب والأهالي". وأضاف: "قرار وزير الداخلية القاضي بتعيين المداني خلفا لمدير الأمن السابق, مجاهد الحزورة, قوبل بالرفض من قبل السلطة المحلية, ممثلة بمحافظ المحافظة' اللواء علي القيسي, الذي تواصل مع الرئيس عبد ربه منصور هادي, الذي بدورة وجه بإلغاء قرار تعيين المداني, غير أن ميلشيات تتبع حزب الإصلاح قامت باستقبال المدير الجديد من منطقة شرس, التي تبعد 40 كيلو عن المدينة, وزفته إلى المدينة في طريقة استفزازية, في وقت كانت السلطة المحلية تجتمع لمنع دخوله إلى المحافظة, ومبنى إدارة الأمن, وهذا بحد ذاته تحد". وتابع دهشوش, في اتصال هاتفي أجرته معه "الشارع": "محافظة حجة مرت بظروف صعبة, خلال الفترة الماضية, كادت أن تدخلها في حرب قبلية لكن من اجل المصلحة العامة استطعنا أن نجنب المحافظة أي مكروه لكن الآن الوضع يبدو مختلفاً". وأكد للصحيفة مصدر في فرع التجمع اليمني للإصلاح, طلب عدم ذكر اسمه, "إصابة 4 مدنيين وجنود امن في اعتداء, على امن المحافظة من قبل عصابات مسلحة من منطقة الحسوي المطلة على مدينة حجة". وأوضح المصدر أن "اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك في المحافظة أدانت العدوان الهمجي الذي قام به مجموعة مسلحة مدعومة من محافظ المحافظة, اللواء علي القيسي, ورئيس فرع المؤتمر, فهد دهشوش, وهو اعتداء تم على مبنى أمن محافظة حجة والمجمع الحكومي". وأفاد أن "العدوان أدى إلى ترويع الآمنين وعطل الطلاب عن تأدية الاختبارات من مدارسهم, ونشر الفوضى في مدينة حجة, وسوف يؤثر ذلك على امن واستقرار المحافظة". ومساء, أمس, شهدت المدينة انتشارا كثيفا للمسلحين من كلا الطرفين في أرجاء المدينة التي يخيم عليها هدوء يشوبه الحذر. وعكس التوتر ذاته على الحوثيين, الذي حشدوا مسلحيهم في (حي قرن حباب) و (الحلة) وهي أحياء يتواجد فيها الحوثيون وسط المدينة. وكان قرار تعيين مدير الأمن الجديد مفاجئاً حيث صدر دون علم قيادة المحافظة به؛ طبقا لما تقوله قيادات في المؤتمر الشعبي العام. والتي اعتبرت القرار يخدم تجمع الإصلاح. وتقول المعلومات إن قرار تعيين مدير الأمن الجديد يحظى بمعارضة قيادة المحافظة على رأسها محافظ المحافظة. وعبرت قيادات المؤتمر عن احتجاجها ومعارضتها للقرار بتنظيم فعاليات احتجاجية, واعتصامات وتظاهرات, منذ صباح السبت الماضي, أمام بوابة امن المحافظة رفضا لمباشرة مدير الأمن الجديد. الذي تمكن, في وقت مبكر من صباح أمس, من دخول مبنى إدارة الأمن, وهو الأمر الذي أدى إلى تبادل إطلاق النار مع المسلحين الذين ينتمون إلى حزب المؤتمر.