تتكالب المصائب على بعض الناس فيصبحون عاجزين امامها، ولا يجدون حيلة ولا سبيلاً للخروج من نفقها المظلم، أو بطريقة أدق الخروج من الزنزانة المظلمة، كما هو حال المواطن الضرير محمد مسعد محمد المرادي الذي يقبع في السجن بطريقة غير قانونية، ودون مراعاة معاناته كونه أعمى ويحتاج لمن يعوله وينفق عليه وليس لمن يدخله السجن بعد أخذه من الشارع إلى خلف القضبان. يروي المرادي معاناته من داخل السجن قائلاً “أنا رجل أعمى، طلقت زوجتي بسبب أخيها (م) ورغم أن لي منها أولاد، إلا أنها قامت بأخذهم معها، وإلى الآن لم يقم أحد منهم بزيارتي منذ الطلاق قبل سنة وأربع أشهر وتركوني وحيداً وضريراً.. لقد استغلت زوجتي بأني أعمى وأخذت كل ما أملك ولم تترك لي شيئاً.. ويواصل محمد المرادي سرد قصته بنبرة الم وحسرة قائلاً: “احتسبت الله في ما عملوه والحقوه بي من أذى، وسألت من الله الكريم الرزاق أن يعوضني خيراً مما أخذوه مني، حيث أنني لا أستطيع ملاحقة من فعلوا ذلك بحكم أنني كفيف، لكنهم ورغم كل ما فعلوه، لم يكتفوا به ولم أسلم منهم، فبعد مرور مدة سنة وأربعة أشهر من وقوع الطلاق، جاءت طليقتي ومعها عسكر، واعترضوني وأنا في جولة شميلة، واقتادوني بعدها إلى السجن بحجة أنه قد صدر بحقي حكم نفقة بمبلغ سبعمائة وخمسين ألف ريال، ودون سابق إنذار طالبوني بتنفيذ هذا الحكم فوراً.. وأنا والله العظيم كما تعلمون معدم وليس لي أي دخل، وكفيف ولا أمتلك حتى فلساً واحداً، وليس لي حتى معاش من الضمان الاجتماعي، وأنا هنا الآن مسجون،حيث زادوني ظلمة أخرى فوق ظلمتي الأولى، ولا أدري ماذا أفعل، ولا ما هو الحل أمامي للخروج من هذه المعاناة.. واطلق المرادي استغاثة ومناشدة بعد الله لصندوق الضمان الاجتماعي وجمعية المعاقين وجميع منظمات حقوق الإنسان للنظر بعين الرأفة والعطف لحالته الإنسانية كونه كفيف ولا يقدر على تدبر قوت يومه فكيف يتحمل مبلغ النفقة الكبير.. فهل سيتركونه في ظلمة السجن ليظل يعاني يوماً بعد يوم؟!!